النبى والعهد القديم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
يتهمون النبى بأنه نقل عن العهد القديم وأخذ منه قصص الأنبياء . ماذا ترد عليهم ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ فى العهد القديم قصص بعض الأنبياء من نوح الى أنبياء بنى اسرائيل ، وفى العهد الجديد قصص يحيى وعيسى . وهذا القصص أشبه بالتأريخ . قصص الأنباء فى القرآن الكريم مختلف فى المنهج ، لأنه للعظة ، لذا فيه التكرار وليس فيه ذكر لمعظم أسماء الشخصيات ولا للمكان ، وليس فيه الترتيب الزمنى . وهناك قصص كثير فى القرآن الكريم لم يأت فى العهد القديم ، وهناك قصص فى العهد القديم لم ترد فى القرآن الكريم . وهناك تناقضات وأخطاء فى العهد القديم نجد تصحيحها فى القرآن الكريم . ثم إن القصص القرآنى ذكر قصصا عن غير الأنبياء لم تأت فى العهد القديم . هذا الاختلاف ينفى فى حد ذاته أن يكون النبى محمدا عليه السلام قد قرأ أو تأثر بالعهدين القديم والجديد .

2 ـ هناك تفصيلات لم تأت إلا فى القرآن الكريم ، أخبر بها رب العزة جل وعلا عالم الغيب ، وذكر فيها أنها غيوب لم يكن يعرفها النبى محمد عليه السلام ، قال جل وعلا :

2 / 1 : (  تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود ) هذا فى ختام قصة نوح عليه السلام .

2 / 2 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) يوسف ). هذا فى ختام قصة يوسف.

2 / 3 : ( ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) آل عمران ) .

3 ـ الفيصل هو قوله جل وعلا : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت  ). جاءت الآية الكريمة فى سياق عن القرآن الكريم وما سبقه من كتب إلاهية . قال جل وعلا :( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت ). المستفاد هنا أنه عليه السلام قبل نزول القرآن الكريم عليه لم يكن يقرأ كتبا إلاهية ولم يكن ينسخها أى يخطها بيمينه ، بالتالى لم يكن ليه علم بها . 

اجمالي القراءات 2378