صدام حسين أشار الى التهديد الإيراني

في الجمعة ٠٣ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

صدام حسين أشار الى التهديد الإيراني واشنطن بوست
كلين كيسلر
2 حزيران

ترجمة حسين خاني الجاف

اعترف صدام للولايات المتحدة بان شبح أسلحة الدمار الشامل أتاح له الظهور بمظهر القوي .

وفقا للتحقيقات السرية التي نشرت يوم امس فان صدام احسين قد اخبر قبل أن يشنق مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي بانه سمح للعالم للاعتقاد بان لديه اسلحة الدمار الشامل لانه كان قلقا ان يظهر ضعيفا امام ايران ، كما ندد الرئيس العراقي السابق باسامة بان لادن الذي وصفه بالمتعصب وقال بانه لا تربطه أي علاقة مع القاعدة .

وقد شعر صدام حسين بانه عرضه لتهديد محتمل من القادة "المتشددين" في طهران ،مما جعله يفكر بامكانية ان يتم التوصل الى "اتفاق امني مع الولايات المتحدة لحماية العراق من التهديدات الاقليمية".

صدام حسين كان في كثير من الأحيان مغرورا ومتبجحا أثناء المقابلات ، لكن في بعض الاحيان أعترف، بحزن، بانه كان ينبغي عليه ان يسمح للامم المتحدة مشاهدة تدمير مخزون الاسلحة العراقية بعد حرب الخليج عام 1991.

ملخص مقابلة مكتب التحقيقات الفدارلي – المؤلف من 20 استجواب رسمي و خمسة " محادثات غير رسمية" في عام 2004 ، تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات من خلال ارشيف الامن القومي ومؤسسة الابحاث الغير الحكومية المستقلة والتي نشرت على موقعها على الانترنت يوم امس تفاصيل التقرير والمقابلات التي قامت بحذف بعض المعلومات منه باستثناء مقابلة واحدة والمقابلة الرسمية في ايار 2004 تم الحصول عليها بصورة كاملة.

توماس بلانتون مدير الارشيف قال انه لا يمكن ان يتصور وجود اسباب امنية للابقاء على محادثات صدام حسين مع مكتب التحقيقات الفدرالي سرية . وقال بول بريسون المتحدث باسم المكتب بانه لا يستطيع ان يعطي تفسيرا عن السبب الذي يؤدي الى التنقيح .

وقد جرت 20 مقابلة رسمية بين 7 شباط و 1 ايار تبعتها محادثات غير رسمية بين 10 ايار و 28 حزيران وثم تم نقل صدام حسين الى السلطات العراقية واعدم شنقا في كانون الاول عام 2006.

وقد غطت المقابلات الرسمية صعود صدام حسين الى السلطة وغزو الكويت وقمعه للانتفاضة الشيعية في تفاصيل واسعة ، بينما أثيرت مواضيع أسلحة الدمار الشامل وعلاقته بالقاعدة في المحادثات العرضية بعد المقابلات الرسمية . وقال بلانتون ان هذا يشير الى ان مكتب التحقيقات الفدرالية تسلمت أوامر جديدة من واشنطن للخوض في مواضيع تهم أدارة الرئيس بوش .

وقال المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالية بانه لا يعلم لماذا تم أثارت هذه المواضيع في الاجتماعات اللاحقة . وفي مقابلة جرت العام الماضي على شبكة سي بي
اس " برنامج60 دقيقة" مع جورج بيرو العميل الذي أجرى المقابلات قال بأنه وضع صدام على الحائط عمدا " ليخبره من الناحية النفسية بان ظهره كان في مواجهة الجدار" ولكنه لم يستخدم أساليب الاستجواب القسري ، لأنها ضد سياسة مكتب التحقيقات الفدرالي , ولم تشر المقابلات التي نشرت يوم امس الى أي استخدام للاساليب القسرية .

في وقت من الاوقات انكر حسين فكرة اعتبرها خيالية والتي اشارت اليها التقارير الاستخباراتية باستخدام صدام حسين شخصيا مزدوجا ( شبيه ) للمراوغة من عمليات الاغتيال . وقال حسين بخصوص ذلك وهو يبتسم " هذا سحر سينمائي ، وليس حقيقة" وبدلا من ذلك قال بانه استخدم التلفون مرتين فقط منذ عام 1990 ونادرا ما ينام في نفس المكان مرتين متتاليتين

وكان صدام حسين يخشى من ايران التي قال انه يعتبرها اكثر تهديدا من الولايات المتحدة وبرزت أثناء المناقشة مسالة أسلحة الدمار الشامل وقال صدام بان مقتنع ان إيران تحاول ضم جنوب العراق ذات الغالبية الشيعية اليها، " وينظر حسين الى البلدان الاخرى في الشرق الاوسط بانها ضعيفة ولا يمكن ان تدافع عن نفسها او عن العراق من هجمات ايران "، وفقا لما سرده بيرو من محادثات 11 حزيران 2004 .

وكتب بير "ان التهديد من ايران كان العامل الرئيسي لعدم السماح بعودة مفتشي الامم المتحدة " وذكر صدام بانه كان اكثر قلقا حول اكتشاف ايران نقاط ضعف وهشاشة العراق من تداعيات مايمكن ان تفعله الولايات المتحدة لرفضه السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالعودة الى العراق".

واشار صدام الى ان قدرة الاسحلة الايرانية قد زادت بدرجة كبيرة في حين ان الأسلحة العراقية " تم القضاء عليها بواسطة عقوبات الولايات المتحدة" وهذا بالنهاية سؤدي بالعراق الى اعادة تسليح نفسه للتعامل مع هذا التهديد اذا لم يتم التوصل الى اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة .

واثار بيرو اسم بن لادن في نهاية المحادثة مع حسين في 20 حزيران 2004 ولكن المعلومات التي قدمها تتعارض مع الجهود العديدة لإدارة بوش لربط العراق مع الجماعات الارهابية . ورد صدام " على مر التاريخ كان هنالك صراعات بين الاسلامين المتشددين والقادة السياسين . وقال انه " انه مؤمن بالله ولكنه لم يكن متعصبا .. لا يجوز الخلط بين الدين والسياسة". وقال حسين بانه لم يلتقي بن لادن ابدا وان كلاهما لا "يعتنقون نفس الرؤية او المعتقد"

وعندما لاحظ بيرو ان هناك سبب لتعاون صدام مع القاعدة، باعتبار ان لديهما نفس العداء في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اجاب صدام "ان الولايات المتحدة لم تكن عدوة العراق وانما عارض سياستها فقط " .

وقام الرئس الامريكي السابق جورج دبليو بوش بغزو العراق قبل ستة سنوات مضت بحجة أن صدام كان يمتلك اسلحة دمار شامل ويشكل تهديد للامن الدولي ، وقد شجع مسؤولو الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت على غزو العراق على اعتبار انه كان على صلة بتنظيم القاعدة التي نفذت هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة.







حسين خاني الجاف

مترجم عراقي حر


اجمالي القراءات 3906