آحمد صبحي منصور
في
السبت ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ كمواطن أمريكى من أصل مصرى يحمل مصر جُرحا نازفا فى قلبه لا بد أن تكون المقارنة حاضرة . فى مصر هناك السادة والمواطنون العاديون ، ولا نقول ( العبيد ). هذا هو الشعور المتأصّل منذ حكم العسكر عام 1952 . العسكر وأجهزتهم العسكرية والأمنية والقضائية يفعلون ما يشاءون بالمواطنين خارج ( الجهات السيادية ). ويحدث كثيرا أن يخطىء أحدهم فيسىء الى شخص من الأجهزة السيادية ، فيتعتذر مؤكدا إنه كان يظنُّه مواطنا عاديا . مُخبر فى الشرطة أو الأمن الوطنى له أن يضرب أى مواطن على قفاه ، أن يسبّ دينه ووالديه ، أن يعتقله أن يعذّبه أن يغتصبه بلا أى مُساءلة . طبعا فى مصر قانون عقوبات ودستور، لكنها مجرد أوراق يمسح بها نظام العسكر مؤخرته . فى أمريكا دولة قانون ومؤسسات ، ولا أحد فوق القانون . وترامب تلاحقه القضايا مع أنه يمثّل شريحة قوية النفوذ قد تعيده الى الرئاسة .
2 ـ قبل أن أحصل على الجنسية الأمريكية ـ كنت أنتقد من أشاء فى مؤتمرات علنية ، متمتعا بحرية التعبير . وفى مصر كنت أحترس وأنا أتكلم فى التليفون عارفا أن هناك من يتنصّت على ما أقول ، وكان كلامى لمن أكلمه موجها فى الحقيقة للطرف الثالث الذى يتنصّت علينا .
3 ـ معلوم سيطرة الدولة العميقة على مقاليد الأمور فى أمريكا ، وأن للرئيس مهما بلغ تأثيره دورا لا يتعداه . ولذلك فإن رئيسا متفتحا ليبراليا مثل باراك أوباما كان ضمن مستشاريه هذا الشخص المتعصب . الرئيس ( السابق ) أوباما قال كلاما متزنا فى مأساة غزّة ، هو نفس ما أقوله . واعترف بالخطأ وان الجميع مخطئون . أى يقصد نفسه فى رئاسته ، أى إن حريته كانت مقيدة ، فليست له السلطة المطلقة ، لأن السلطات الثلاث ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) تتقاسم السلطة ، وتباشر عملها فى ظل إعلام ينتقد بحرية ، ومعلومات متاحة . ليس مثل فرعون مصر الذى جعلها نعلا فى قدميه .
إجابة السؤال الثانى :
نعم ، ولكن التركيز عندنا على تحريم الكذب العادى بين الأشخاص . وقد تجد خطيبا يبالغ فى تجريم هذا الكذب ، ويستشهد بأحاديث كاذبة يؤمن أنها وحى إلاهى وجزء من الاسلام . هذا المسكين المأفون لا يعلم أنه حين يذكر حديثا ينسبه للنبى محمد فإنما يفترى على الله جل وعلا كذبا ، ولا يعلم أن كل الأكاذيب العادية للبشر جميعا أهون من الافتراء على الله جل وعلا ورسوله .
إجابة السؤال الثالث :
تغطية الرأس عادة دينية سيئة فى معظم الأديان الأرضية . تختلف ألوانها وأشكالها ، وتتفق فى أن تجعل رجل الدين مُميّزا ، وفى أنها تعبير عن التدين السطحى شأن اللحية والجلباب والعبارات الدينية المتداولة . هذه هى التقوى عندهم ، مجرد إحتراف دينى وتديّن سطحى مظهرى . أما الذى فى القلب فظلام وسخام .