آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٧ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ ليس فى الاسلام إعدام إلا فى حالة قتل النفس بالنفس ، وحتى فى هذه الحالة توجد إستثناءات ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) البقرة ).
2 ـ فى كتابنا الذى ننشر حلقاته عن ( ماهية الدولة الاسلامية ) ذكرنا الحرية الدينية المطلقة من الأُسُس القيمية للدولة الاسلامية ، وأنها تقوم على الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، وعلى الايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان ، وعليه فكل إنسان مسالم مأمون الجانب فهو مواطن فى الدولة الاسلامية يتمتع بنفس الحقوق مع الآخرين بغض النظر عن الجنس والعرق واللون والدين والمذهب . معتقداته فى الاسلام القلبى فمرجع الحكم فيها الى مالك يوم الدين جل وعلا يوم الدين الذى سيحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون فى الدين . وبهذا ، فليس لبشر أن يتدخل فى الحرية الدينية لبشر مثله ، وإذا فعل فقد جعل نفسه إلاها مع الله جل وعلا ، وأقام يوما للدين فى هذه الدنيا قبل مجىء يوم الدين فى اليوم الآخر.
3 ـ عليه فإن قرار المحكمة الأمريكية متفق مع الاسلام ، وأن للأم الحق فى حضانة إبنتها ، وبالتالى يكون حكم المحكمة السعودية معبّرا عن تناقض أساس مع الشريعة الاسلامية الحقيقية ، وهذا الحكم يتفق مع الشريعة الوهابية الشيطانية .
4 ـ ونأمل فى حركة الاصلاح التى يقودها ولى العهد أن تبادر باصلاح النظام القضائى فى المملكة بحيث يقترب من الشريعة الاسلامية الحقيقية ، فمن الظّلم الهائل الحكم بسجن الشخص لمجرد كتابة على السوشيال ميديا تخالف رأى ولى العهد . مهما يُقال ومهما يُكتب ـ حتى لو كذبا ـ فلا يؤثر فى استقرار حُكم قائم على العدل . الحكم المؤسس على الظلم هو فقط الذى يهتزُّ هلعا من أى كلمة تنتقده . هذا لن ينقذ النظام من سقوط قادم ، ولا ينقذ الظالمين من عذاب الآخرة . قال جل وعلا محذّرا مهدّدا باسلوب التأكيد : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) ابراهيم ).