آحمد صبحي منصور
في
الخميس ١٦ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ فى العصر العباسى الثانى إحتكر الخلفاء العباسيون والملأ التابع لهم الثروة ، بينما إستشرى الفقر فى معظم الناس . أدى هذا الى : ثورات الجياع التى قام بها الزنج ثم القرامطة ، وعرضنا لها ، ولأن الفقر شمل الفقهاء والمثقفين العاجزين عن الثورة المسلحة فقد إنتشر بينهم دين ( الزهد ) فى الدنيا ، وهذا يذكرنا بما كتبناه سابقا عن حركة البكائين فى أواخر العصر الأموى وأوائل العصر العباسى ، والذين كان دينهم البكاء تعبيرا عن خيبة أملهم فى الأمويين ثم العباسيين . غير إن حركة البكائين لم تُسفر عن كتابات تؤطّر للبكاء دينا لأن العصر وقتها لم يكن عصر تدوين ، فظلت الحركة مجرد أخبار ومنامات متداولة ، ذكرها ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) . أما حركة الزهد فقد واكبت إزدهار التدوين فتم تسجيلها فى مؤلفات ، وصيغت فيها أحاديث . وكان من رواد دين الزهد الامام أبو بكر بن أبى الدنيا الذى ولد وعاش ومات فى بغداد فيما بين ( 208 : 281 ) ، وبالتالى شهد عصر الخليفة المأمون ( وقد عرضنا لاسرافه فى حفل زواجه ) وشهد عصر المتوكل وابنه المعتز ، والثروة الهائلة لأم المعتز ( قبيحة ) ، وقد عرضنا لها أيضا ، وظل يشهد سرف الخلفاء العباسيين وفسادهم الى أن مات فى عصر المعتضد. إشتهر أبو بكر بن أبى الدنيا بكثرة مؤلفاته وتنوعها ، ولكن أشدها تاثيرا كانت فى الزهد وذم الدنيا ومدح الفقر . وفى هذا المناخ تمت صناعة حديث ( حب الدنيا رأس كل خطيئة) .
2 ـ من السهل الرد على هذا الحديث بحقيقة أن الذى ينتحر هو بالتأكيد لا يحب الدنيا ، ولكنه يرتكب خطيئة عظمى هى قتل نفسه . وقد قال جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) النساء )
إجابة السؤال الثانى :
ـ ( الله فى ضهرى / ظهرى ) هذه الصيغة حرام إسلاميا للأسباب الآتية
1 ـ لا تليق بجلال الله جل وعلا ، إذ تقترب من معنى الحلول والاتحاد الصوفية .
2 ـ هى إخبار عن ان الله جل وعلا ينصر القائل . وهذا تطاول على علم الله جل وعلا وإنتهاك للغيب الالهى ، فمن قال له هذا ؟
3 ـ المفروض فيمن يدعو الله جل وعلا أن ينصره:
3 / 1 : أن يكون نصيرا لله جل وعلا ، أى لا يتخذ معه إلاها ولا يؤمن بحديث غير القرآن الكريم ، وأن يقف ضد من يؤمن بذلك ينصر الله ، وحينئذ ينصره الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد )
3 / 2 : أن يدعو الله جل وعلا تضرعا وطمعا وخوفا ، لا أن يفتئت على الخالق جل وعلا .