عن الحج والأزهر

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٨ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
انا أتخيل كثيرا للمستقبل ، مثلا في المستقبل باذن الله عز و جل ، اذا تولى أهل القرآن يوما ما المسجد الحرام و شعيرة الحج ، حسب فهمي لمنهجكم لا يجوز ان نرد مسالم عن البيت من مختلف العقائد و الاديان ، ولكن مثلا ملابس الاحرام هل يحق لاهل القرآن منعها في المسجد الاحرام لانها تسيء لحرمة البيت لعريها ، هل يحق لاهل القرآن هدم الجمرات و منع المحمديين من الرجم ، هل يحق لاهل البرآن ان يمنعو المحمديين من التجمع باعداد هائلة في يوم التاسع و اجبارهم على التوزع خلال الاشهر الحرم الاربعة ، هل يجب ان نسمح للمحديين برفع الاذان السني و الشيعي في المسجد الحرام بما فيه من اشراك بالله بذكر النبي و اهل بيته في الاذان ، هل يحق لاهل القرآن منع المحمديين من اقامة صلاة الجماعة في المسجد الحرام او اقامة صلاة جمعتهم او صلاة التراويح و القيام في رمضان و صلاتي عيدهم و صلاة خسوفهم و غيرها ، المختصر عمي الغالي ، في حال آل المسجد الحرام و الحج لاهل القرآن باذن الله تعالى هل تكون العبادة في الحرم حصرا على منهج اهل القرآن من أذان و صلاة و صلاة جمعة و يمنع عبادات الاخرين الجماعية بما فيها من تقديس لغير الله جل و علا مع السماح لهم بالزيارة و الصلاة الفردية و الطواف الفردي ، ام يجب تقاسم الحرم مع المحمديين و كذلك الحج زمانيا ، بحيث مثلا ننادي للصلاة و نصلي ثم يؤذن السنة لصلاتهم و يصلون ثم ياذن الشيعة و يصلون و هكذا لمختلف طوائف المحمديين و هل يجب تركهم يديرون حجهم بنفسهم في العشر الاولى من ذو الحجة و يدير اهل القرآن ما تبقى من الموسم بحسب تعاليم القرآن العظيم. في حال آل الأزهر لأهل القرآن مثلا هل يجوز حظر كتاب البخاري و مسلم و خلافه او ابقائه مع اضافة تحذير انه كتاب مفترى على النبي ، ام اننا يجب ان نسمح للمحمديين بحرية مطلقة في العقيدة حتى لو كانت كذبا و افتراءا على الله و رسوله ؟ هذه مجرد خيالات و احلام ارجو ان تتحقق يوما ما و ان ننتقل من فقه التخيل لارض الواقع .
آحمد صبحي منصور

 أشكرك على أحلام يقظتك ، فأنت تتخيل ما ينشغل به قلبك ، وهو ما يخص الاسلام الذى هجره المنتسبون اليه . وسآخد تخيلاتك بمنتهى الجدية ، وأرد عليها اشاركك فى التمنى والتُخيّل ، واقول :  

1 ـ بالنسبة للبيت الحرام :

1 / 1 : لا بد أن يكون مثابة للناس جميعا وأمنا طبقا للتعامل حسب الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، يأتون خلال الأشهر الحرم من ذى الحجة الى ربيع الأول .

2 ـ طبقا لملة ابراهيم لا بد من تطهير البيت الحرام من كل مظاهر الشرك والابتداع فى الدين، مثل تقديس الكعبة وتقديس ابليس برجم النُّصُب المنسوب اليه ، وزى الاحرام الكوميدى المعبر عن التدين الشكلى الذى يُغفل معنى الاحرام القلبى بالتقوى وحفظ القلب واللسان والجوارح ، وكذا بقية المبتدعات فى الأذان والصلاة .

خارج البيت الحرام الناس أحرار فى دينهم  حتى فى حجهم للقبر الرجسى المنسوب ظلما للنبى محمد فى المدينة . الحرية الدينية لا تسرى على المكان الوحيد المخصّص للرحمن جل وعلا : بيته الحرام . وهذا معنى ( البيت الحرام ).

1 ـ بالنسبة للأزهر : لو كان لنا سلطان فى مصر سنفعل الآتى :

1 / 1 : الحرية المطلقة فى الدين فى الاعتقاد والعبادات والتكفير الوعظى مع احترام حرية الآخرين ، وفى بناء المعابد والمؤسسات الدينية للجميع . وبالتالى أن يكون هذا عملا أهليا لا تتدخل فيه الحكومة لأن عملها هو خدمة المواطنين فيما يخص حقوقهم فى الدنيا ، أما ما يخصُّ رب العزة جل وعلا فى الدين فمرجعه اليه جل وعلا يوم الدين .

1 / 2 : ينطبق هذا على الأزهر . لا بد من تحويله الى ما كان عليه فى القرن 19 ، مؤسسة أهلية لا شأن له بالتعليم ، أى تحويل جهازه التعليمى الى الدولة ليكون تعليما موحدا وعلمانيا يواكب العصر . ولأهمية التعليم فى تصنيع الانسان لا بد من إصلاح تعليمى لا يكون الأزهر أو أى مؤسسة دينية دور فيه . وبالتالى أيضا فلا وجود لجهاز حكومى متخصص فى الفتوى ، أى إلغاء ما يسمى بدار الافتاء ، وسائر المؤسسات الحكومية الدينية مثل المجلس الأعلى للشئون الاسلامية .

1 / 3 : طبقا للحرية الدينية المطلقة فللأفراد والجماعات والطوائف واصحاب المذاهب الحق فى أن تكون لهم معابدهم ومؤسساتهم الأهلية وقبورهم المقدسة ، ينشرون فيها ويدرسون فيها دينهم ، وفى مناخ الحرية المطلقة فى الدين وحرية التعبير والنقد والتكفير الوعظى  ستنتهى قدسية الأشخاص والكُتُب  ، ولن تصمد الخرافات المقدسة للنقد ولن تحتمى بالدولة كما يحدث الآن . ولنتذكر أنه حيث توجد الحرية فى الدين وفى التعبير لا يوجد الإستبداد . 

اجمالي القراءات 1851