سياسة الفساد والطغيان وتمسك الطاغية بالحكم أدت إلي هلاكه وهلكت الدولة معه بمؤسساتها وفشلت في جميع مناحي الحياة ولم يبق غير أجهزة أمنية قمعية إرهابية فحصلنا علي شهرة عالمية فأرسلت أمريكا المعتقلين من جميع أنحاء العالم للتعذيب في معتقلات الطاغية وكانت طائرات السي اي ايه تجوب المطارات المختلفة تنقل الضحايا للتعذيب في امن الدولة , وقد أصرت المخابرات الأمريكية أن يتم تصوير المعذبين في داخل المعتقلات تحت زعم عدم وجود ثقة في شرطة الطاغية ولكنها كانت حيلة ماكرة حتى يبتزوا الطاغية فيما بعد لو خرج عن النص الموضوع له وهذه خيانة واضحة لا تقبل الشك.
فبعد قذفي من سيارة امن الدولة ليلا في شوارع القاهرة بعد أيام تحت التعذيب انتظرت الساعات الباقية من الليل وفي الصباح الباكر ذهبت للسفارة ألألمانية حتى استدل علي التهمة الكاذبة التي لفقها لي جلاد امن الدولة وأمام السفارة حاصرني خجل غريب للحظات لم ينتزعوا مني ألانتماء لمصر بالرغم من الإرهاق والذل كنت أتمني أن ادخل رئاسة الجمهورية أو أقدم بلاغ للنائب العام إلخ ...
ولكني قلت هؤلاء الطواغيط هم من اصبغوا الحماية والرعاية علي هذه الشرطة القذرة وتركوها تنهش في جسد المواطنين لصالح ألأعداء , ودخلت السفارة ألألمانية وقابلت مسئول وسألني كنت معتقل فين ؟ قلت له في امن الدولة في مدينة نصر تحت التعذيب قال أنا اعرف هذا المكان وما يحدث فيه وهذه بلدك وأنت تعرفها جيدا ومع السلامة ! فقلت له في النهاية تقدر تساعد الناس الذين تركتهم في المعتقل وتمنعوا عنهم التعذيب فقال ليست مسؤوليتنا !ونصحني بالعودة لألمانيا في نفس اليوم بصراحة بعد اللقاء شاورني شك وخرجت بسؤال ان الراجل لم يقول سوف اتصل علي وزارة الداخلية أو القصر ونعترض علي الأقل علي جر رجل ألمانيا في هذا الإجرام ؟ خاصة في دولة الطاغية معروفة ان كل شيء يدور بالواسطة أو الرشوة وأنا جالس معه دخل عليه موظف التأشيرات يطلب استثناء لقريب عقيد امن دولة للحصول علي تأشيرة لألمانيا ووافق !
وفي مساء اليوم نفسه كنت عائداً لألمانيا ولم أجدني مطلوب ولا يحزنون ثم دخلت في دوامة الشكاوي والبلاغات علي النائب العام المصري والطاغية والداخلية والخارجية ولم اترك جهة إلا وشكوت لها فزاد تأكدي من استفادتهم من هذا الإجرام ولم يصلني رد ,فاتجهت للسلطات ألألمانية وبدأتها بشكوى علي الخارجية ألألمانية فرد المسئول أنتظر حتى اتصل علي السفارة في القاهرة التي أرسلت له خطابا حوله لي وكله شوية ألغاز يحكي ملخصه ( ان رمضان كان في زيارة لمصر وتم القبض عليه واعتقلوه في سجن مشهور بتعذيب المعتقلين بجوار بعضهم حتى لا يستطيعوا النوم ليلا ونهارا وضابط من امن الدولة أتصل علينا في السفارة وقال طلب القبض علي رمضان أتي من ألمانيا و السفارة اتصلت علي الشرطة الألمانية والأنتربول وأتضح لنا انه لم يكن مطلوب هناك في أي شيء وعندما قلنا هذا لضابط امن الدولة المصري , رد علينا أنهم معهم خطاب مفتوح من رئيس جمهورية مصر العربية بالقبض علي أي مواطن مصري )
وهذا دليل واضح كتابي يؤكد علي عمالة امن الدولة حتى مع السفارة ألألمانية فالخطاب أكد لهم واقعة الخطف فاتصلت علي مسئول الخارجية الألمانية وقلت له الخطاب أكد كلامي ولم يجيب علي سؤالي لماذا اعتقلوني في مصر ؟ بل الخطاب نفسه فتح أسئلة أخري لماذا لم تعترض السلطات ألألمانية علي ألأقل علي جرها في الموضوع أو علي إنني احمل الجنسية ألألمانية ولي حقوق ولأول مرة طالبت بحقي علي ألأقل كمواطن يحمل الجنسية ألألمانية ؟ ! فأتضح لي عنصرية السلطات ألألمانية لأنه لو حدث هذا لمواطن ألماني اصلي اسمه مارك أو شميت أو مولر وهي الأسماء الشائعة في ألمانيا لكانوا اعترضوا رسميا وتقدموا بمذكرات احتجاج علي الأقل لأن خطفي من المطار حدث ضد جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ! هكذا دخلنا في موقف صعب لم أكن أتمناه في حياتي حيث لم يخطر ببالي أن أطالب السلطات ألألمانية بالتدخل لي في بلدي !
ولكن الطاغية المجرم أجبرني علي المشي في طريق المضطر وغير راغب فيه فبدأت بخطاب رسمي علي الخارجية ألألمانية لأنهم لم ينفوا ولم يؤكدوا لي علي أنهم ليس لهم دور في اعتقالي في مصر وكنت أريد أن يساعدوا في الإفراج عن المقبوض عليهم تحت التعذيب فقالوا أتكلم عن نفسك فقط لآن كل المعتقلين لا يلزمونا وبعد أكثر من خطاب عايروني وقالوا إحنا اللي أفرجنا عنك !
لقد فتحت هذه الخطابات الرسمية عقلي علي التعتيم علي جرائم مبارك وتسترهم عليه وما المقابل ؟!
عندما زاد شكي في تواطؤ السلطات ألألمانية مع الطاغية اتجهت بالشكوى لجمعيات حقوق الإنسان والمستشارة الألمانية ومسئولين في البرلمان بلجانه الخاصة بحقوق الإنسان ووصلني ردود كتابية كثيرة كلها تصطدم بالخارجية الألمانية كل من يتصل علي الخارجية حتى لو كان عضو في البرلمان في دولة لم تترك كبيرة ولا صغيرة إلا وبحثتها ولكن في هذا الموضوع أصبح لغزا كبيرا هل ألمانيا فعلا لها يد علي ألأقل شفهي في اختطافي ؟ لماذا وأنا لم افعل شيء يخالف القانون ألألماني ؟! حتى أؤكد شكي طالبت بتدخل كبار الإعلاميين في الصحف ألألمانية السياسية وتكلمت معهم أكثر من مرة فمنهم من يقول هذا موضوع شيق سوف ننشره في الصحف وبعد أيام قليلة يتصلوا علي الخارجية ألألمانية التي تطلب منهم عدم نشر أي كلمة عن التعذيب نهائي، فيتهربون بعد التحمس , وهذا تستر واضح علي الطاغية وعصابته الذي سخر السفارة المصرية أن تتبع أي شيء يكتب عن التعذيب وهذا كله بثمنه، الثمن يدفعه شعبنا المصري من موارده ومن كرامته وكله تبادل مصالح تتم علي حساب القضية الفلسطينية أيضا هكذا خرجت بالنتيجة الرسمية المذهلة بعد سنوات طوال من البحث اليومي وعندي مئات الخطابات تدل علي تستر السلطات ألألمانية علي الطاغية وهذا ما ذكره لي أكثر من مسئول شفهي طبعا من العالمين ببواطن ألأمور.
وفي مرة من المرات أثناء زيارة الطاغية لألمانيا وأثناء مؤتمر صحفي مع المستشارة ألألمانية التي كالعادة قالت أنهم بحثوا القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية، وعندما أراد صحفي أن يسأل سؤالا عن التعذيب في مصر ألغت اللقاء الصحفي فورا حتى لا يسأل السؤال أصلا ؟!
وذات مرة وصلني رد غريب من السفارة المصرية في ألمانيا ملخصه ( بالإشارة إلي الشكوى المقدمة منكم بشان ما تعرضتم لإهانات وإساءات بالغة عقب وصولكم إلي مطار القاهرة الدولي بأنه تم ضبطكم فور الوصول إلي القاهرة في ضوء ما ورد من معلومات تتضمن ارتباطكم بأحد التنظيمات المتطرفة وانه تم إخلاء سبيلكم عقب ثبوت سلامة موقفكم ) التهمة في امن الدولة مخدرات وحسب رد السفارة المصرية تنظيم متطرف وفي خطاب السفارة ألألمانية تنظيمات إرهابية ومخدرات !!
اتصلت علي السفارة المصرية وقلت لقد أرسلت عليكم بلاغ للنائب العام لأن أول شكوى كتبتها علي مكتبه لم يصلني رد فكتبت إليكم بلاغ رسمي حتى تساعدوا الناس المعذبين بدون سبب في المعتقل فقال لي إننا نرسل الشكوى للأمن أي للجهة المشكو في حقها، قلت له هل هذا يعقل؟ لماذا لم تبلغوا النائب العام ؟ فقال هذه هي مصر ولو مش عجبك تحمد ربنا إننا أعطيناك هذا الرد أصلا !
أشياء محزنة ومواقف صادمة ومصاريف بلا فايدة ووقت ضائع بلا نتيجة ففعلا لن يحرر مصر إلا ابناء مصر حيث أتفق الشرق والغرب علي حماية الطاغية وبقائه في الحكم وكله لمصلحة إسرائيل فالشعب هو من يدفع الثمن غالي من دم أبنائه من طاغية فقد الحياء مجرم يريد أن يقضي علي الشعب وهذا واضح في آخر تقرير صادر عن وكيل وزارة الزراعة ان 38 مليون مصري يشربون مياه مخلوطة بالصرف الصحي فالمسئولين الغربيين يحترمون الشعوب الحرة التي تطالب بالحرية وتعمل علي إزالة الطغيان فمتي يصحوا الشعب ويتحد ويبحث عن مصالحه؟ .
# لم يكذب رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد عندما صرح أن اليهود مسيطرين علي أمريكا وعدد اليهود في أمريكا خمسة ملايين وفي ألمانيا مائة ألف فقط ولكنهم مسيطرين علي جميع وسائل الاعلام ويملكون الأموال من طرق كثيرة ومنتشرين في الوظائف المهمة والحساسة وعندهم ولاءهم تام لإسرائيل حتى من لم يزورها منهم في حياته بالرغم من أنها دولة عنصرية إرهابية مغتصبة للأراضي والحقوق العربية وسبب تأخر وتخلف جميع الدول العربية من المحيط للخليج مع الطواغيط طبعا .
وعدد العرب والمسلمين يصل لملايين وأكثر من اليهود عشرات المرات ويملكون أموال أكثر ولكنهم بعيدون عن السياسة وكل واحد منهم يحمل مر العلقم من سلطات بلاده بسبب التعنت والاستبداد فلذلك ليس لهم أي تأثير خارجي فمنهم من يقول لماذا اهتم بالسياسة طالما دولتي مختطفة وحقي ضائع وصوتي ليس له معني والحاكم ميت علي الكرسي وأبنه ينتظره، فلذلك فشل العرب في الخارج في أي عمل جماعي، يبدأ يومه بالعمل، وعندما يلتقي مع ألآخرين يسب في سلطات بلاده ومعه حق.
r.amer@hotmail.de