الزكاة فى رؤية قرآنية : (1) تصحيح المفاهيم : الزكاة ، الصدقة ، الإنفاق

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة
1 ـ حيث يوجد الفقر في مجتمع ما تكون فيه الزكاة فريضة غائبة ، فالزكاة من أهم وسائل الإسلام في رخاء المجتمع والسمو به وتخليصه من أسوأ ما يبتلي به أي مجتمع وهي فئة المترفين ، فحيث يوجد المترفون في مجتمع يكون ذلك المجتمع مرشحا للانفجار من الداخل أو يأتيه الانفجار من الخارج ليقع منهارا أمام أى غزو خارجى .
لذا فالزكاة هى الوجه الاجتماعي للإسلام، وهى إحدى الوسائل الإسلامية في إقامة المجتمع الفاضل وفي إقامة النفس "الزكية" وفي داخل كل إنسان ، فللزكاة دور اقتصادي إجتماعي كما أن لها دوراً أخلاقياً نفسياً.

2ـ والمسلم الذي يحرص على تأدية الزكاة وعلى تزكية النفس وتطهيرها دائماً يتسائل عن مقدار الزكاة الواجب عليه إخراجه ومتى يخرج زكاته وما الفرق بين الزكاة والصدقة والإنفاق. والفقهاء في تاريخ المسلمين إجتهدوا في الإجابة على هذه الأسئلة وإمتلأ بها باب الزكاة في الفقه السنى و الشيعى وغيرهما .

3 ـ ولأن الزكاة أكثر أبواب الفقه ارتباطاً بحركة المجتمع ودرجة تطوره فإن الكتابات عن الزكاة وتطبيقاتها قد تعبر عن العصر الذي تكتب فيه، ومن يحاول في عصرنا أن يقرأ عن الزكاة ومقدارها في كتب التراث سيفاجأ بمكاييل وموازين وعملات وعبارات وإصطلاحات لم تعد معروفة في عصرنا ، كما أن مفردات حياتنا العصرية الاقتصادية والمالية لن نجد حكماً فقهيا في كتب التراث، هذا بالإضافة إلى ما إمتلأت به كتب الفقه من اختلافات وتفريعات واستطرادات وتعقيدات لا يصبر عليها القاريء المتعجل الذي يبحث عن الإجابة العملية العصرية لأسئلته..
ومن هنا نقدم هذه المقالات عن الزكاة من رؤية قرآنية بالإجابة البسيطة عما يجول في خاطر القاريء ..

4 ـ ونبدأ بتصحيح المفاهيم وفقا للقرآن الكريم .
أولا : مقاربة لمفهوم الزكاة ..
1ـ أصل معني الزكاة : التطهر والسمو والتقوى ، يقول تعالي فيمن يمدح نفسه ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)(النجم 32)،ويقول تعالي في وصف النبي يحيى ( وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا )(مريم 13)، أي أن الله زكّاه أو ربّاه علي التقوى، ويقول عن عيسى ( قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ) ( مريم 19) ،أي تقيا طاهرا ساميا .
2 ـ والتزكية بمعني التقوى تبدأ بالنفس فمن أخذ نفسه بالتقوى فقد سما بها وطهرها . لأن الله تعالي خلق النفس البشرية قابلة للفجور والتقوى ، ثم يقوم المؤمن إذا أفلح بتزكية نفسه أي بتربيتها علي التقوى( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )(الشمس 7 : 10 )
3 ـ وهذا الذي أفلح في تزكية نفسه فى الدنيا يكون مصيره فى الآخرة إلى الجنة ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)(النازعات 40 ـ ) . وهكذا تكون المثوبة من الله لمن تزكى :(وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) ( فاطر 18) .
الزكاة عموما تدل على التقوى وأداء كل العبادات:
المتقون فقط هم أصحاب الجنة. ومحروم من دخول الجنة من لم يزك نفسه بطاعة ربه كقوله تعالى : ( وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) ( فصلت 6 ). فكلمة الزكاة هنا تشمل كل العبادات وكل الطاعات وكل الأخلاق السامية وليس مجرد الزكاة المالية . وفى النهاية فإن الجنة هي مصير الذي يتزكى أى يكون مؤمنا قد عمل الصالحات فتزكى وتطهر ليليق بالجنة (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى ) ( طه 76 )
وهناك وسائل للتقوى أو التزكية أشار إليها القرآن منها :
1 ـ ذكر الله وإقامة الصلاة: "( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ( الاعلى14 : 15) 2 ـ قراءة القرآن والعمل به "( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) ( الجمعة 2 ) ،
3 ـ الابتعاد عن الفحشاء "( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) ( النور30 ).
4 ـ ثم يكون إنفاق المال في سبيل الله زكاة وصدقة هي أشهر الطرق لتزكية النفس "( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) ( التوبة 103) ، والذي يتصدق بماله في سبيل الله وحده يجني ثمرة ذلك زكاة في نفسه وسموا في خلقه: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) ( الليل 17 : 18)، وبذلك تتحقق زكاة المال مع زكاة النفس .
5 ـ والصلاة ـ بما فيها من ذكر لله ـ مع زكاة المال من أهم وسائل تزكية النفس ، لذلك لابد أن يكون هناك ارتباط بين الصلاة والزكاة .
بين الصلاة والزكاة
1ـ الارتباط قائم بين الصلاة والزكاة في الرسالات السماوية .
• قال تعالي عن إسماعيل"( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا )( مريم 55 ).
• وعن اسحق ويعقوب والأسباط قال تعالي: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) ( الأنبياء 73).
• وطاعة الله تتحقق بطاعة الرسل أى طاعة الرسالة، أى طاعة الوحى الالهى الذى نزل على الرسل ، لذلك أمر الله تعالى موسى : (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى ) ( : النازعات 18) . أى كانت وظيفة موسى عليه السلام ـ وكل الرسل ـ هى الدعوة للتزكية و التطهر.
2 ـ وقد تشابه الميثاق الذي أخذه الله علي بني إسرائيل بالأوامر التي جاءت في القرآن فيما يخص إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيرها من أوامر:
*يقول تعالي عن بني إسرائيل وبنود الميثاق الذي أخذه عليهم "( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ )( البقرة 83 ) ".
*وقال تعالي للمسلمين(وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)(النساء 36 )
وقال لهم ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)(الحج 8 ).
3 ـ وهذا الارتباط بين الصلاة والزكاة في الرسالات السماوية يدل على عموم فرضيتهما على كل البشر ، خصوصا وآيات القرآن تخاطب كل أبناء آدم كقوله تعالى ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلاَّ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) .( المعارج 19 ـ ).
ونفهم من الارتباط بين الصلاة والزكاة عدة أمور:
1ـ إن الزكاة التي يقدمها المؤمن ابتغاء وجه ربه الأعلى هي صلاة أو صلة خاصة بالله يغذيها شعور المؤمن بأن المال مال الله خوّله الله فيه ليعطي منه حق المحتاج ، وحين يعطي المحتاج حقه يسيطر علي ذهنه حب الله وحرصه علي دوام صلته بمولاه ، فهذه صلاة مالية يقدمها من ماله .
2ـ والصلاة هي زكاة الوقت أو العمر الذي حدده الله لإنسان في هذه الدنيا ، ولو افترضنا أن المؤمن يصلي يوميا ما يعادل نصف الساعة في خمسة فروض ، فإنه يزكي عن الأربع والعشرين ساعة بما يساوي 84/1 من اليوم . وهو قريب من أقل حدود الزكاة التي قال بها الفقهاء ، فالصلاة زكاة الوقت أو العمر والزكاة في المال طهارة وصلة بالمولي العظيم .
3ـ والصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا لابد من تأديتها في أوقاتها اليومية، وكذلك الزكاة والصدقة ، على المؤمن القادر أن ينفق كل يوم ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة 274 )
4ـ وكما في الصلاة نوافل وقيام للّيل فإن في الزكاة صدقات تطوعية . والصدقة قد تكون تطوعا بالمال للمحتاج ، وقد تتنوع لتشمل حسن التعامل بين المؤمن والمحيطين به.
ثانيا : الصدقة :
بين الصدقة والزكاة:
1ـ الزكاة ـ قرآنيا ـ إلزام أخلاقى وسلوكى عام يلتزم به المؤمن القادر الحريص على رضا ربه جل وعلا ، والتعبير عن هذا الالتزام ماليا هو ( الزكاة المالية ) طبقا لما نعرفه فى مصطلحات التراث والشائع عندنا.
( الصدقة ) و(الانفاق )هى المعنى المقصود بالزكاة المالية ،أى إنك عندما تعطى زكاة مالك فأنت تعطى ( الصدقة ) أو (تنفق ) طبقا لأوامر الله جل وعلا.
2 ـ (الصدقة ) من ( الصدق ) فى التعامل مع الناس ومع رب الناس جل وعلا ، وبهذه الصفة العامة فإن ( الصدقة ) أعم من مجرد إعطاء المال ، أو مجرد ( الزكاة المالية ) ،لأن هناك ظروفا أخري لإيتاء الصدقة أشار إليها القرآن تثبت أن ( الصدقة) ـ من الصدق فى التعامل ـ هي أكثر تنوعا من الزكاة المالية ، كما يتضح من أنواعها الآتية :
2/ 1ـ في البيع والشراء : تكون الصدقة فيهما سماحا ووفاء بالكيل أو ما في معناه ، فقد قال أخوة يوسف له :( فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِين) ( يوسف 88 ).
2/ 2ـ في مهر الزوجة : يسميه القرآن " الصداق " وهو نفس الأصل اللغوي للصدقة .. وفيه إشارة إلى مراعاة جانب الله في تقدير المهر ، والقرآن يشير إلى إمكانية تنازل الزوجة عن جزء من مهرها لزوجها نوعا من الصدقة والوئام بين الزوجين "( وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا).( النساء 4)
2/3 ـ في القصاص والدية : بالتنازل عن القصاص أو بالتنازل عن الدية أو بعضها ، يقول جل وعلا : ("وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ)( المائدة 45 )، أى من تصدق بالعفو فجائزته عند الله جل وعلا التكفير عن سيئاته . ويقول جل وعلا فى دية المؤمن المقتول خطأ :( "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ)( النساء 92 ) وقال الله جل وعلا (إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ )وتركها مفتوحة أي يتصدقون بكل الدية أو ببعضها.
2/ 4ـ في الدين : إذا كان المدين معسرا فللدائن أن يتصدق عليه بالتنازل عن الدين أو بعضه (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)(البقرة 280) وتركها القرآن مفتوحة فقال "( وَأَن تَصَدَّقُواْ ) أي التصدق بكل الدين أو ببعضه.
2/ 5 ـ في فدية الصوم : لمن يتعبه الصوم أن يفطر ويقدم فدية : طعام مسكين: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )( البقرة 184 ) ، وقوله تعالى: ( فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ) جاء عاما لمن تطوع بالصيام مع العذر وتطوع بالفدية أو زاد علي قدر الفدية بإطعام أكثر من مسكين ومن تطوع خيرا فهو في النهاية خير له. والتطوع هنا يعنى (الصدقة ) لأنه تطوع قائم على الصدق مع الله جل وعلا.
2/ 6 ـ في الفدية في الحج إذا حلق رأسه وهو محرم بالحج فعليه فدية "( وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)(البقرة 196)، ولم يحددها القرآن بل تركها مفتوحة ووصفها بالصدقة للحث علي زيادة التطوع بالفضل.
2/ 7 ـ في التوبة من الذنب : يقو تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( التوبة 102 ـ) .
وبعد موت خاتم النبيين فالله جل وعلا هو الذي يقبل التوبة عن عباده وهو الذي يأخذ الصدقات . وكلنا خلط عملا صالحا وآخر سيئا ولديه أمل في عفو التواب الرحيم . والله جل وعلا يجعل من تقديم الصدقة المالية مع التوبة طريقا للتطهير والتزكية ليربطها بالزكاة ، ودليلا على صدق التوبة،أما إذا استمر أحدنا علي المعصية وقدم صدقات فإنه قد استخدم مال الله في تبرير عصيانه لله ، والآية تقدم التوبة في البداية ثم تجعل الصدقة عاملا مساعدا في قبولها .
ثالثا : الإنفاق :
بين الإنفاق والزكاة :
كما أن الصدقة تأتى عامة ، ثم تتخصص فى إعطاء المال ، وكما أن الزكاة تأتى عامة ثم تتخصص فى تزكية المال وصاحبه بإنفاقه فى سبيل الله وفق شرع الله، فكذلك الانفاق يتنوع عموما ، ثم يتخصص ليكون مرادفا للزكاة المالية والصدقة المالية.
ونعطى بعض التوضيح.
1 ـ هناك إنفاق جائز للمال في الاستثمار كالزراعة ذكره القرآن في قصة صاحب الجنتين يقول تعالى عنه (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا)(الكهف 42) ".
2 ـ وهناك إنفاق واجب وفرض ، مثل المهر أو الصداق ، يقول القرآن عن صداق الزوجة (وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا)(الممتحنة10 ). وقوامة الرجل على زوجته تنبع من قدرته على الإنفاق عليها: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء 34 ).ومثل الانفاق على الزوجة المطلقة وهى فى عدتها فى بيت الزوجية (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) ( الطلاق 6: 7 )
3 ـ وكما أن هناك الجائز من الإنفاق هناك إنفاق يحارب الله تعالى ، يقول المولى جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً )(الأنفال 36 ).
وهناك إنفاق على الفقراء ولكن يقصد به الرياء ولا يقصد به وجه الله تعالى يقول عنه القرآن: (وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قَرِينًا )( النساء 38 ).
4 ـ وندخل على الإنفاق بمعنى الصدقة في سبيل الله تعالى ، وهو نوعان : الإنفاق في الجهاد والإنفاق على المحتاجين ..
4 / 1 :يقول تعالى عن الإنفاق في الجهاد: ("وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال 60 ).
وأحكام الزكاة المالية أو الصدقة المالية جاءت تستعمل مصطلح ( الإنفاق )، فالإنفاق على المحتاجين أنواع :
4 / 2 : يكون أحيانا صدقة فردية لها مستحقوها يقول تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )(البقرة 215 ).
5 ـ ولهذا الإنفاق نسبة محددة يحددها المؤمن بنفسه حسب داخله واحتياجاته ومسئولياته وتدور فى إطار الاعتدال والتوسط : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) (الفرقان 67 ).
5 ـ وله شروط وآداب :
5 / 1 :أن يكون من مال حلال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )(البقرة 267 ").
5 / 2 : وأن يبتغى به وجه الله تعالى دون منّ ولا أذى للمحتاج: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (البقرة 262 ).
5 / 3 : وليس لذلك الأنفاق موعد محدد،بل هو فى كل وقت: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة 274).
5 / 4 : والذي ينفق أمواله وفق أوامر الله تعالى فقد فاز بكونه من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما يتضح من الآيات الكريمة.
6 ـ ونلاحظ أيضا :
6 /1 : قد يستخدم القرآن كلمة الإنفاق لتدل علي الصدقة والزكاة كما في قوله تعالي : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)( البقرة 3 )فطالما أتي الإنفاق مرادفا للصلاة والإيمان فهو إنفاق في سبيل الله .
6/ 2 : وقد يأتي التحديد بأنه إنفاق في سبيل الله كقوله تعالى : (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ )( محمد 38 )، ومثل قوله تعالي: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )( البقرة 261 ـ )
7 ـ إن الإنفاق المثمر هو ماكان في سبيل الله دفاعا عن دينه أو سدادا لحق المحتاج، والله تعالي يثيب المنفق في سبيل الله في الدنيا قبل الآخرة: (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)( البقرة 272 ) (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( سبأ 39 ) .
8 ـ لقد كان المنافقون في عصر النبي عليه السلام يمسكون أيديهم عن الزكاة والصدقة " (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ،ولذلك تكاثرت أموالهم واستغرقوا في التكاثر بالأموال والأولاد . ولكن الله تعالي جعل من عذابهم الدنيوي الشقاء في حياتهم بهذه الأموال وبأولئك الأولاد ، وقال للنبي عنهم : (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) (وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)(التوبة67 ،55 ،85 ) .
آخر السطر:
1 ـ وتتكرر القصة في عصرنا .
فبعضنا يستغرق في جمع المال من حلال أو من حرام ولا يعطي حق المحتاج ، ويهتم فقط بتأمين مستقبل أولاده كما لو كان مسئولا عن مستقبلهم من دون الله .. وتكون النتيجة أنه انشغل عن أولاده بالمال دون أن يدري فضاع الأولاد بالمال والمخدرات والموبقات فخسرهم وخسر نفسه في الدنيا والآخرة.. خسرهم فى الدنيا بالضياع ، وخسر نفسه فى الاخرة بالعذاب الأبدى فى الجحيم ، حيث لا خروج ولا تخفيف ولا موت ،بل عذاب أبدى مستمر لا ينقطع .!
2 ـ وماذا يكسب الإنسان إذا خسر نفسه وأهله فى الدنيا والآخرة ؟: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر 15) (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ) (الشورى 45 ) .
3ـ ولكى لا يخسر المؤمن نفسه يوم القيامة عليه أن يقيم الزكاة ـ بمفهومها الشامل ـ واقعا حيا فى حياته وفى سلوكه وعقيدته ، وأن يقيمها واقعا حيا فى هذه الأرض ، طالما ظل حيا . لو فعل ذلك كسب نفسه و كسب مستقبله يوم القيامة .
إن لم يفعل فسيصرخ عند الاحتضار ـ حيث لا يسمعه أحد من البشر ـ يطلب من ملائكة الموت مهلة يحاول فيه إصلاح ما فات ، ولكن دون جدوى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(المؤمنون 99 : 101 )
ولهذا حذّر الله جل وعلا المؤمنين من ساعة الاحتضار حين يتمنى أحدهم لو جاءته فرصة ليتصدق ويتزكى:(وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ( المنافقون 10 : 11 ) .
4 ـ وقد يسخر بعضهم من هذه الآيات القرآنية ، ولكن سيعرف الحق عند الاحتضار حين يرى اليقين برؤية ملائكة الموت ،ويرى نفسه ـ أسيرا ـ يفارق جسده الى البرزخ فيندم حيث لا ينفع الندم ، وعندها سيعرف بالرؤية اليقينية معنى أهمله وتناساه فى حياته الدنيا ، إنه معنى (إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ) .
هذا مع إن معنى (إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة ) واضح مقدما فى القرآن الكريم.
5 ـ وموعدنا معه فى الحلقة القادمة.




 

اجمالي القراءات 57557