الدور الذي لعبه فاروق حسني في دولة "استبدادية" لا يؤهله لرئاسة اليونسكو

في الأربعاء ١٠ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

وصفته بأنه شخصية متناقضة تسعى لإرضاء الجميع.. "اسوشيتد برس": الدور الذي لعبه فاروق حسني في دولة "استبدادية" لا يؤهله لرئاسة اليونسكو كتبت نادين عبد الله (المصريون): : بتاريخ 10 - 6 - 2009
قالت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، إن فاروق حسني وزير الثقافة المصري، والمرشح لمنصب مدير عام منظمة "اليونسكو" في الانتخابات المقررة هذا العام لا يملك المؤهلات اللازمة لتولي رئاسة واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في العالم.
وعزت ذلك إلى الدور الذي اضطلع به حسني على مدار 22 عاما أمضاها في منصب الوزاري في دولة وصفتها بـ "الاستبدادية"، كما رأت أنه لا يقف علي أرض صلبة سواء على المستوي الخارجي، حيث يواجه انتقادات إسرائيلية، أو على المستوى الداخلي، نظرا لأنه لا يلقى فيه قبولا كبيرا لدى المصريين.
إذ قالت الوكالة إن المصريين ينظرون إلى حسني بوصفه شخصية متناقضة، ففي بعض الأحيان يبدو ليبراليا بصورة غير معتادة في مصر التي ازداد فيها انتشار التيار الديني المحافظ في الآونة الأخيرة، وفي أحيان أخري يحاول استرضاء الإسلاميين من خلال تشديد الرقابة على الكتب والأفلام!.
وأضافت أنه في إطار سعي مصر الحثيث لفوز حسني برئاسة منظمة "اليونسكو"، غادر المرشح المصري أمس الأول متوجها إلى باريس للقيام بحملة دعائية من أجل الفوز، ومحاولة التغلب على الجدل الدائر حول تعليقاته التي تعهد من خلالها بحرق الكتب الإسرائيلية بالمكتبات المصرية.
وقالت إن رده هذا صرح به في أبريل 2008 ردا علي اتهامات وجهها له أعضاء البرلمان المصري بالتراخي تجاه إسرائيل، إلا أن تصريحاته أثارت استياء لدي بعض الناشطين اليهود الذين حذروا في مايو الماضي من أنه سيكون "خطرا" في حال فوزه بمنصب رئيس "اليونسكو".
ورأت الوكالة أن الدور الذي اضطلع به حسني على مدار 22 عاما من شغله منصبه الوزاري في دولة "استبدادية"، كان عادة يقوم على التفاوض بين الليبراليين والمحافظين، واضعا في اعتباره من الذي سيقوم باسترضائه في كل مرة ومتى، بالإضافة إلى كونه أقدم عضو بالحكومة المصرية، وكثيرا ما ساعدته حنكته السياسية من السقوط السياسي.
ونقلت عن الروائي المصري الدكتور علاء الأسواني، قوله إن "حسني نموذج للوزير في نظام ديكتاتوري، وهو يستطيع الدفاع عن الشيء ونقيضه في الوقت نفسه، المهم أن يبقي في منصبه".
وأوضحت الوكالة أن حسني يبدو في بعض الأحيان ليبراليا بصورة غير معتادة في مصر التي ازداد فيها انتشار التيار الديني المحافظ في الآونة الأخيرة، لافتا إلى إثارته عاصفة كبيرة من الجدل في العام قبل الماضي، عندما انتقد انتشار ارتداء الحجاب ووصفه بأنه علامة على "التخلف"، لكنه في الوقت نفسه، قام بتشديد الرقابة على بعض الكتب والأفلام في مصر الإسلامية لتهدئة من وصفتهم بـ "المتشددين".
وقالت إن حسني يمثل حلم العرب للفوز بالمنصب الذي يطوقون إليه منذ فترة طويلة، والذي لم يشغله عربي منذ نشأة المنظمة الرائدة في العالم في مجال تعزيز السلام والتعليم والتنوع الثقافي في عام 1949.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تخلت عن اعتراضها على ترشيحه، إلا أنها قالت إن ذلك لن يضمن له الفوز، نظرا لأن الكاتب الإسرائيلي ليريت ويسل الحاصل على جائزة نوبل واثنين آخرين من المثقفين اليهود أعدوا قائمة بتصريحاته المعادية لإسرائيل على مدار سنوات، ومن بينها تصريحات في عام 2001 وصف فيها الثقافة الإسرائيلية بأنها "غير إنسانية" و"عنصرية".
لكنها مع ذلك، لاحظت أن حسني بدأ منذ أبريل الماضي في محاولة التنصل من معارضته للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، عندما قام دعوة قائد الاوركسترا الإسرائيلي دانيال بارنبويم لإحياء حفل في القاهرة، في محاولة لإظهار كيفية تعامله مع الإسرائيليين، حال أصبح رئيسا "اليونسكو".
غير أن منتقدي حسني في الداخل، وكما رصدت الوكالة، يرون أن معركته من أجل رئاسة "اليونسكو" تنبع من تطلعاته الخاصة أو من تطلعات الحكومة ولكنها لا تلقى قناعات عميقة داخل المجتمع المصري، فعندما تعرض الإسلاميون لحملات أمنية قام بانتقادهم، وأعرب عن تأييده للرقابة لاسترضاء الأقلية المسيحية في مصر، في مراحل التوتر العنيف بين المسلمين والأقباط، وانتقد إسرائيل عندما كان حاول التودد إلى المثقفين المصريين المناهضة لإسرائيل.
ونقلت عن جون دالي، المراقب في منظمة "اليونسكو"، قوله: "سجل فاروق حسني الماضي لا يضعه علي أرضية صلبة"، وأضاف "أعتقد أنهم (المانحين) سيكونون قلقين من أن عقدين من الزمن قضاهما حسني على رأس الوزارة المصرية لن يؤهلها لإدارة وكالة حكومية دولية وموظفيها من المدنيين الدوليين الذين يعملون بقدر كبير من الشفافية المطلوبة والكفاءة ومعايير الخدمة العامة".

اجمالي القراءات 3910