آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٣١ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 / هذه مشكلة جاءت الاجابة عنها فى القرآن الكريم فى قوله جل وعلا :
1 / 1 ـ ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت )
1 / 2 ـ ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان ).
2 ـ نلاحظ :
2 / 1 : البداية بالتوصية بالوالدين . والتوصية بهما جاءت بعد التوصية ب ( لا إله إلا الله ) جل وعلا ( البقرة 83 ) ( النساء 36 ) ( الانعام 151 ) ( الاسراء 23 : 24 ) ( الاحقاف 15 ).
2 / 2 : وجاءت التوصية بهما مرتين مرتبطة بألا يصل البرُّ بهما الى درجة طاعتهما فى معصية الله جل وعلا فى أنه ( لا إله إلا الله ) .
2 / 3 : وجاء التعبير هنا غاية فى الدلالة ، وهو (وَإِنْ جَاهَدَاكَ ) ، وهذا اللفظ لم يأت فى القرآن الكريم إلّا فى هاتين الآيتين فقط . وهو يعنى المثابرة وإستخدام كل الوسائل المتاحة لجعلك تقع فى الشرك وإتّخاذ أولياء وآلهة مع الله جل وعلا بعد الايمان بالله جل وعلا وحده .
2 / 4 : والتوصية هنا : النهى عن طاعتهما ، والأمر بمصاحبتهما فى الدنيا بالمعروف ، وإنتظار الحكم عليكم يوم القيامة .
أخيرا :
1 ـ واضح أن هذا ينطبق على حالتك . أنت بارُّ بوالدتك ووالدك ، خصوصا وأنت فى الغُربة تفتقدهما ، وهى تعلم رأفتك بها وحبك لها وحرصك على رضاها وراحتها ورغبتك فى تلبية طلباتها . لذا فهى تستغل ذلك فى الضغط عليك وإبتزاز عواطفك لتحملك على ترك دينك ، وأن ترتد عنه راجعا لدينها دين ما وجدنا عليه آباءنا .
2 ـ هذا منها يعتبر تعديا :
2 / 1 : على حقوقك فمن حقك أن تعتنق ما تشاء ، وأنت مسئول عن إختيارك الدينى . وحتى لو كانت هى على الحق تعبد الله جل وعلا وحده لا تشربك به شيئا فليس لها أن تضغط عليك لتتبع الحق لأنه لا إكراه فى الدين ، فماذا إذا كانت هى على الباطل ؟.
2 / 2 : على حق الله جل وعلا فى :
2 / 2 / 1 : أن نعبده وحده وأن نؤمن بحديثه فى القرآن الكريم وحده .
2 / 2 / 2 : أن ننصره ضد من يحاربه جل وعلا زاعما ألوهية البشر والحجر ، ناشرا الخزعبلات الدينية فى الشفاعات وغيرها ، متجنيا عليه جل وعلا يشوّه دينه .
3 ـ نحن فى هذه الدنيا فى إبتلاء وإختبار ، ودين الله جل وعلا أوامر ونواهى ، ونحن أحرار فى الطاعة أو المعصية ، وسيؤتى بنا جميعا الى لقاء الله جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين . وعندها لا يجزى والد عن ولده ولا مولود عن والده . والله جل وعلا وعظنا بهذا مقدما فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان ).
4 ـ جاء إختبارك فى هذا . فاحرص على أن تنجح فيه ، وتطبق قوله جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت )، ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان ).
5 ـ أكرمك الله جل وعلا وجمعنا فى رحمته وجنته .