رمضان عبد الرحمن
في
السبت ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
ينهبون ولا يشبعون
ضحى أجدادنا في الماضي من أجل مصر منذ زمن طويل، أي لا يوجد بيت في مصر إلا وفيه أحد الأشخاص أو أكثر ممن قتل في حرب أو ثورة من الماضي، حيث كان الشعب المصري يدفع ثمن الثورة من أبناءه، من أجل الحرية والعدل، وكما تعلمون أن الذي يدفع الثمن هم فقراء مصر، الذين استعبدوا في حفر قناة السويس من قبل، وبعد ذلك دخلت مصر في حروب من أجل استقلال مصر، ومن أجل اقتصاد مصر الذي هو ملك للشعب، وليس ملك أشخاص ينهبون في البلاد دون حساب أو عقاب، وما زال فقراء مصر يدفعون الثمن وكأنهم كتب عليهم الذل، إما من محتل أجنبي أو محتل محلي، فهؤلاء الذين قاموا بتقسيم الدولة على بعض وكأنهم ورثوا الأرض والشعب يستعبدون فئة في الجيش وأخرى في الشرطة، هؤلاء المستعبدين هم الذين يقوموا بحماية الدولة، وحماية من ينهبون الدولة، ولم يفكر الشعب المصري أنه صاحب حق مثل هؤلاء الذين جعلوا مصر في الحضيض، وأصبح الشعب الذي ضحى في الماضي من أجل الحرية والمساواة دون تردد أو خوف وأنا لا أعلم ما الذي أصاب الشعب الآن من جبن وخوف من أشخاص في تعداد الأموات، فيجب على كل الشعب المصري وخاصة الطبقة المستعبدة أن تقف وتمنع المهازل التي يعيشون فيها منذ عقود طويلة، ولتعلم هذه الطبقة الفقيرة وأنا واحد منهم أننا لن نحصل لقمة عيش بكرامة في داخل مصر أو خارجها إلا إذا تخلصنا من السرطان الذي يأكل في مصر وشعبها دون رحمة أو شفقة، وكأن خيرات مصر إلى هؤلاء –الشلة- فقط، ومن يساندهم من رجال الدين الذين يسكنون في قصور على حساب الشعب، ناهيك عن القرى السياحية التي تبنى من المال العام، وآلاف الأفدنة التي توزع عليهم لكي لا يجرؤ فرد منهم وينقد السياسة أو الظلم الذي يعيش فيه الشعب، فهم بذلك يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً.
لم يكتفِ هؤلاء بطانة السوء المأجورون على الشعب، بل يحاربوا كل من يتكلم عن الإصلاح، السياسي والديني، كما أفتوا بقتل الدكتور فرج فوده من قبل، وما زالوا يحاربون الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي يسعى هو ورفاقه من أجل الإصلاح السياسي والديني في مصر، ثم خططوا إلى نفي الدكتور أحمد صبحي منصور الذي يدعوا إلى الحوار واحترام حقوق الآخرين، وحرية العقيدة لكل إنسان، فهذا ما يغضب مشايخ الأزهر، الذين يقفوا بجوار الظالمين، ويأكلوا أموال المظلومين أصلاً.
وكما تعلمون أن ندوات وخطب هؤلاء في التلفزيون أو المساجد أو الجماعات هي عبارة عن إخماد للشعب لكي لا ينقلب عليهم وعلى الظالمين أمثالهم، من الذين يأكلون ولا يشبعون من المال العام، أو بمعنى آخر من اقتصاد الدولة الذي هو حق لكل فرد من الشعب وليس كما هو الآن مقتصر على الطبقة الحاكمة ومن يواليها فقط، الذين أكلوا الأخضر واليابس في مصر، كما أحب أن أذكر الشعب المطحون في مصر، حين كانت مصر محتلة كان الاقتصاد في تقدم، وعندما خرج الاحتلال أنتم تعلمون أين ذهب اقتصاد البلد، وهذا عار على الأغلبية أن يكونوا ضحية -لشوية زبلحية-.
وإذا حدثت محنة أو كارثة أو ما شابه ذلك لا قدر الله في مصر، حينئذ لا ترى لهؤلاء السفاحين أثر، أليس بعد هذا القهر والظلم ونهب البلاد أعمال أخرى لكي يتحرك الشعب ويأخذ حقوقه المنتهكة منذ عقود طويلة؟!..
رمضان عبد الرحمن علي