وأوباماه.. استغاثات مصرية لرئيس أمريكا!

في الأربعاء ٠٣ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قبيل ساعات من خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة
وأوباماه.. استغاثات مصرية لرئيس أمريكا!


أحمد إمام - صحف
مناشدات لأوباما بتعزيز حقوق الإنسان
القاهرة- حركات وأحزاب سياسية.. شيعة وأقباط.. معارضون ومنتمون للحزب الوطني الحاكم.. صحفيون ونشطاء إنترنت.. منظمات حقوقية دولية ومحلية.. إلخ.
فئات مصرية تنوعت مشاربها واتجاهاتها لكنها اجتمعت على توجيه رسائل أشبه ما تكون بالاستغاثات إلى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تمحور معظمها حول مناشدته "تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، ووقف دعم أمريكا للأنظمة المستبدة بالعالم العربي، والانسحاب الفوري من العراق وأفغانستان، والإسراع بإعلان الدولة الفلسطينية".
وتنوعت الوسائط التي وجه هؤلاء رسائلهم من خلالها إلى أوباما الذي يوجه خطابا للعالم الإسلامي غدا الخميس 4-6-2009 من العاصمة المصرية القاهرة، فبينما نقلت صفحات الصحف المصرية بعض هذه الرسائل، أصدرت جهات أخرى بيانات تحمل رسائلهم، وفضل آخرون نشرها عبر فضاء الإنترنت، مؤكدين حرصهم على مخاطبة الرئيس الأمريكي مباشرة ورفض إقصائهم عن هذا الحدث.
"لا تدعم المستبدين"
طالع أيضا:
إجازة أوباما".. إجبارية على القاهريين
الظواهري للمصريين: قفوا صفا في وجه أوباما
خطاب أوباما.. ماذا تتمنى؟ وماذا تتوقع؟ (شارك برأيك)
وعبر مجموعتهم على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير قالت حركة شباب 6 أبريل لأوباما: "إن الضامن الحقيقي للتطور الديمقراطي هو التوقف عن دعم المستبدين في الشرق الأوسط والالتزام الحقيقي بنشر الحرية، وإننا نعتبر زيارة الرئيس أوباما دعما للنظام المصري المستبد، ونخشى أن يكون ذلك تراجعا عن موقفه الذي أعلنه في خطاب تنصيبه وأكد فيه دعمه للحريات والديمقراطية في العالم".
حزب الغد الليبرالي المعارض ناشد من جانبه الرئيس الأمريكي أن "يشدد على قيم وأسس العدالة والديمقراطية والسلام والمساواة حتى يتحقق السلام، وأن يجد وإدارته حلولا جذرية للقضية الفلسطينية وإعادة إعمار العراق بشكل جدي وسريع".
ووجه أيمن نور، زعيم الحزب، حديثه لأوباما قائلا: "لا حديث لك عندنا عن مكافحة الإرهاب حتى تنتهي أزمة الشعب الفلسطيني وما يعانيه من العدوان الإسرائيلي عليه، ولا حديث عن مكافحة الإرهاب حتى تعم الديمقراطية على شعوب البلاد العربية"، مطالبا إياه أن "يتحدث معنا في مصر ليس بصفتنا مسلمين؛ لأن بيننا مسيحيين، وإنما بصفتنا بشرا، وجميعنا على ظهر الأرض متساوون في الحقوق والواجبات".
شباب "حزب الجبهة الديمقراطية" دعوا في بيان لهم أوباما إلى "التمسك بخطاب العقل فيما يخص قضايا الصراع في الشرق الأوسط، وخصوصا الملف النووي الإيراني"، مشددين على أنه "لا استقرار في المنطقة دون السعي الحثيث للوصول لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، ووقف الانتهاكات والجرائم التي يمارسها الجانب الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني دون محاسبة أو ردع".
"الحملة العربية لدعم أوباما- أجيال مصر الصاعدة"، إحدى مجموعات "فيس بوك" التي انطلقت إبان الحملة الانتخابية لأوباما، دعته في رسالة وصل "إسلام أون لاين.نت" نسخة منها إلى عدم الانحياز للأنظمة القمعية والمستبدة في المنطقة، والانحياز لرغبات الشعوب التي تسعى لنيل حريتها.
وقالت الحملة التي تعرف نفسها بأنها التجمع العربي الوحيد الناطق باسم داعمي أوباما بالمنطقة العربية والشرق الأوسط: "لقد تعرضنا ونتعرض في مصر لتضليل مستمر وتخييرنا بين الديمقراطية المقرونة بالفوضى أو الاستقرار المقرون بالاستبداد، والادعاء بأن شعبا عظيما يبلغ اليوم 80 مليون نسمة لا يوجد فيه من يصلح لتولي مقاليد الحكم غير فرد واحد أو نجله".
ولم يقف الأمر عند الأحزاب والحركات المعارضة، حيث أطلق أنصار الحزب الوطني عبر مجموعة "محبي ومؤيدي وعشاق جمال مبارك" على الإنترنت نافذة للمشاركة بعنوان "اكتب رسالة لأوباما عند زيارته لمصر".
وفي مشاركته بهذه النافذة قال مصطفى أحمد، القائم على المجموعة والناشط في الحزب الحاكم: "لابد من الاهتمام بملف حقوق الإنسان، وإرساء دعائم الديمقراطية في المنطقة العربية"، داعيا أوباما إلى "الضغط من أجل إعلان الدولة الفلسطينية سريعا".
"أين حقوق الأقليات؟!"
أقباط المهجر ونشطاء أقباط في الداخل وجدوا في زيارة أوباما كذلك فرصة سانحة للتعبير لأوباما عن مطالبهم، إذ أعلن نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي وصفه بـ"العالمي" رسالة لأوباما حملت توقيع عدد من الشخصيات القبطية أبرزهم مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية، ود. منير داود رئيس الهيئة القبطية الأمريكية.
وجاء في الرسالة: "ما آلمنا أن ملفكم المعلن لم يحو شيئا عن حقوق الأقليات الدينية في مصر والبلدان الإسلامية، كما أنكم اخترتم مصر لتفتحوا صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، ألا تعتقدون أن ذلك يقسم العالم على أساس عنصري وديني، وهو ما يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان".
بدورهم وجه الشيعة في مصر رسالة لأوباما، حيث طالب محمد الدريني، الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت، بمراجعة ما سماه "مخطط أمريكا لبث بذور الفتنة بين السنة والشيعة"، مؤكدا أن الهدف من هذا المخطط هو "السعي لاستبدال الصراع السني الشيعي بالصراع العربي الصهيوني"، بحسب صحيفة الشروق المصرية.
وقال الدريني في رسالة سلمها للسفارة الأمريكية إن: "الوهابية وبعض الدول تدفع بتغذية القتال في العراق وتكفير الشيعة أينما وجدوا، وهي في نفس الوقت في تحالف إستراتيجي مع بلادكم ترتكب وبدم بارد جرائمها ضد شعوبها مستقوية ببلادكم كما حدث عبر فترات حكمها البغيض"، مطالبا بـ"بحث حالته، وعلاجه من آثار التعذيب وإعطائه حقوقه".
صحفيون وحقوقيون
وعلى الصعيد ذاته أرسل صحفيو جريدة "آفاق عربية" المجمدة والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين رسالة إلى أوباما أكدوا فيها أنهم رغم معرفتهم بما قد تجلبه لهم هذه الرسالة من مشاكل "أقلها الاتهام بالخيانة للتواصل مع الإدارة الأمريكية والتعرض للتحقيق والاستجواب من قبل الأجهزة الأمنية والتشهير في الصحف الحكومية"، فإنهم أصروا على إرسالها.
وجاء في الرسالة التي حملت توقيع نحو 70 صحفيا أغلقت صحيفتهم "المعارضة" منذ أكثر من 3 سنوات: "كان لابد أن ننقل لكم مشاعرنا بأننا لا نراهن كثيرا عليكم، كما أننا أيضا لا ننتظر منكم ولا نقبل الضغط على نظام بلادنا المستبد من أجل الإصلاح".
وأردفوا: "لكننا وددنا إخباركم أن اختياركم لمصر لإلقاء خطابكم هو نوع من التأييد الواضح لهذا النظام الديكتاتوري الذي أغلق صحيفتنا وشرد العاملين بها لا لشيء سوى أنها تنتقد سياسته المستبدة"، مؤكدين رفضهم لموقف أوباما من العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي وصفوه بأنه "يتنافى مع أدنى المشاعر الإنسانية ويضعه في خانة من يكيلون بمكيالين".
من جهتها، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش أوباما بـ"الاعتراف بتواطؤ الإدارة الأمريكية السابقة وتقديمها متهمين لتعذيبهم من قبل السلطات المصرية"، ودعته لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان مع الرئيس مبارك خلال زيارته لمصر.
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان من جهته طالب أوباما بأن يضمن خطابه خطوات عملية تبين نية الإدارة الأمريكية في التعامل الجاد مع مشكلات امتهان كرامة الشعوب العربية والإسلامية، والتي عرضت الأقليات العرقية والدينية في تلك المنطقة للظلم"، واصفا المواطنين العرب بأنهم "سود القرن الـ21"، في إشارة إلى أصول أوباما الإفريقية ومعاناة المواطنين السود بأمريكا من ممارسات عنصرية.
على الجانب الآخر
وبخلاف هذه الحالة من التوحد على قدرة أوباما على التغيير دشن نشطاء مصريون مجموعات على "فيس بوك" ترفض زيارته المرتقبة، أبرزها "لا مرحبا بك يا أوباما".
وجاء على صفحة المجموعة: "أي خطاب يريد أن يخدع به أوباما الأمة الإسلامية من مصر كنانة الله في أرضه؟! إن الخطاب الوحيد الذي يقبله المسلمون والعرب هو أن تتوقف قواته عن ذبحهم في أفغانستان والعراق".
وفي سياق متصل، دعت حركة كفاية (المعارضة) للاعتصام في ميدان التحرير ليلة زيارة أوباما لمصر، ويبدأ الاعتصام من الساعة الثامنة مساء اليوم الأربعاء (بتوقيت القاهرة) حتى صباح اليوم التالي الموافق الخميس تحت شعار "لا للمخادع".

اجمالي القراءات 4925