الرجل الذي أحلم به رئيساً لمصر!

محمد عبد المجيد في الأحد ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 
 
أوسلوفي 29 نوفمبر 2009
الحياة لا تستقيم بدون أحلامٍ، والأحلامُ هي العلاجُ السحرّي لكلِ أنواعِ اليأسِ والكآبةِ والحزن!
خلال ثلاثة عقودٍ وأسرة مبارك تسرق أحلامَ المصريين، تماما كما تسرق منهم اللقمة!
باستثناء عدة مئاتٍ من المصريين الذين لا يزالون على العهد مُقاوِمين شجعان، في الإعلام والجامعات وأحزاب متناثرة وفنانين ومثقفين، فإنَّ الثمانين مليوناً لم يفيقوا بعد من غفوة شلّت الجسدَ والروحَ والعقلَ و .. الفؤادَ!
لم تنفع مع أهل بلدنا منابرُ المساجدِ والكنائس، ولا المقالات النارية التي تهُزّ الجبالَ هَزّاًً، ولا الكوارث في البحر والجو والبر، في المسرح وتحت جبل المُقطم وفي قطارات متهالكة كأنها أكفان لم تلتف بَعْدُ حول أجسادِ الفقراء والمطحونين الذين أصبح الموتُ لديهم مساوياً للحياة، وأحيانا تمنيات بعيدة المنال!
لم تنفع مع أهل بلدنا الكتبُ المقدّسة، وحكايات عن ثورات الأنبياء والرسل ضد الطغاة، ونقل الفضائيات إليهم في بيوتهم وقائع غضب الآخرين ..
لم ينفعهم الإيمانُ بالله، تعالى، ولا حرّك فيهم ساكناً مَلَكُ الموتِ يحصُدهم في الشوارع والطرقات والمستشفيات، ويتخفى خلف الفقر والمرض والوبائيات، وانتظرتْ السماوات السبعُ غضب شاربي مياه النيل حتى لو كان سببُ الغضبِ سُموماً قاتلة في طعامِهم وشرابهم وهوائِهم وتكاتف عدوٍ لئيم يتربص بهم في كل شارع وناصية وحارة، أعني القمامة، لكن المصريين تعلموا من وادي الملوك أن الصمت هو الذي يقوم بحمايتهم من سوط فرعونهم.
ومع ذلك فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التمسك بالحلم عن زعيم ينتشلنا من مستنقع لا قرار له، أو الاستمرار في العبودية المختارة تتقاذفنا أسرة مبارك كأننا كرة بلاستيك تمررها أقدام لاعبين يصرخ فيهم جمهور هستيري يظن أن كرامته تحددها الملاعب الخضراء، وأن التقدمَ هو حالة كروية ولو تحول المجتمع كله إلى أفواه جائعة، وبطون خاوية، وعقول فارغة، ونفوس مريضة.
وأنا لا زلت مُتمكسا بالحُلم عن زعيمٍ مجهول كما تتمسك عذراءٌ في خِدرها بفارسٍ أحلامِها الذي قد لا يأتي حتى يلج الجمل في سم الخياط!
أحلم برئيس يحب مصرَ، وترابَها، ونيلها، وتاريخها، وحاضرَها، ويحتفظ في مخيلته  بتفاصيل مستقبلِها الذي يرسم كل خطوطه كفنان ماهر لا تبرح الريشة سبّابته وابهامه إلا لِماماً!
أحلم برئيس ليس كاذباً، ولا منافقا، ولا متعاظما، فإذا وعَدَ بأنْ لا يُجدد ولايته بعد الثانية، أوفىَ بوعده ولو خرج المصريون كلهم مطالبين إياه بولاية جديدة لأنهم يتامىَ مِن بعده.
أحلم برئيس يحترم شعبَه، ويعتبر كرامة كل مصري مِنْ كرامته، ولو سرق كفيلٌ أو مُهَرّبٌ على مراكبِ الموتِ أو بلطجي أو رجل يَحْميه أحدُّ الكبار مصرياً، فإنَّ الرئيسَ يأتيه بحقه قبل أنْ يقوم مِنْ مَقامه.
أحلم برئيس يتسلل آناءَ الليل وأطرافَ النهار إلىَ السجون والمعتقلات، ويبحث عن المظلومين، ويُفرج عن الأبرياء، ويطرد مِنْ رحمته كبارَ الضباطِ المتورطين في التعذيب والمهانة واذلال أبناء البلد.
أحلم برئيسٍ يحترم القضاءَ، ويجعل القضاة والمستشارين يُشرفون علىَ الانتخابات، ويُعطي توجيهاته بأنْ لا تقترب وزارة الداخليةِ مِنْ أيّ مصري يتم الحُكمُ عليه بالبراءةِ، فيعود إلىَ أهله قبل أنْ ينبلج فجرُ اليومِ التالي.
أحلم برئيس يُحب الفنَ الرقيقَ، ويستمع إلىَ الموسيقى الكلاسيكيةِ، ويحفظ بعضَ المعلقات، ويعرف قواعدَ اللغة العربية وأدابَها، ويستشهد مُرْتجلا بالمتنبي وأبي تمام وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل والجواهري ومظفر النواب!
أحلم برئيس لديه مشروع قومي ووطني وحضاري، ويعرف تضاريسَ مصر وجغرافيتها، ويقرأ لجمال حمدان، ويحفظ عن ظهر قلبٍ كل قطعة من أرض مصر، ولديه فكرة عن احتياجاتها البشرية والمائية والانمائية.
أحلم برئيس ينتزع مئات الآلاف من الأفدنة التي استولى عليها لصوصُ عَهدِ مبارك، ويُعيدها للمصريين في مشروعات انتاجية، زراعية وصناعية، ومدن سكنية ضخمة وراقية وجميلة تتسع للفقير والغني على حد سواء.
أحلم برئيس يغضب من المديح، ويزيح عن طريقه المنافقين، ويفتح صدرَه للنقد، ولا ينام الليلَ حتى يطمأن أنَّ بالوعة صغيرة في قرية نائية سقط فيها ثلاثة أطفال قد تم اغلاقها ومحاسبة رئيسُ الحي، وأنَّ المصريَّ الذي يستغيث به ولو كان في جوفِ كهفً يصل صوّته للقصر.
أحلم برئيس عبقري، وذكي، ورقيق القلب، ويفهم في الفلسفة وأصول الحكم، ويقرأ في العلوم الانسانية، ويحفظ عن ظهر قلبٍ الشِرّعة العالمية لحقوق الانسان، وتخجل منظمات حقوق الانسان أنْ تعاتبه ولو علىَ استحياء.
أحلم برئيس يتساوى لديه المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني، والسني والشيعي، وأن المقياس الوطني لديه هي الكفاءة والمصداقية والنزاهة والعمل الجاد والمثابرة.
أحلم برئيس يلتهم الكتاب الجَيّدَ الذي تقع عليه عيناه، ويستطيع أنْ يتحدث حديثا راقيا وعقلانيا وموضوعيا، مرتجلا وليس من نص جامد أحمق وضعه له مستشاروه، عن الصحة والعلاج وحقوق الطفل ومناهج التعليم وحرمة البيوت وأسعار الكتب والملازم في الجامعة والدروس الخصوصية ونسبة التلوث في مياه الشرب.
أحلم برئيس يحلم بجيش وطني قوي، كل أفراده كأنهم خليّة نحل في التدريب والتعلم، وهم سَندٌ للأمة وليسوا عالة على اقتصادها، وأنَّ التعليمَ لا يتوقف مع اليونيفورم، وأنْ لا تكون لأي قوة في العالم سيطرة ولو غير مباشرة على جيش مصر، وأنَّ المصريين هم الذين يحددون حاجياتهم من السلاح، وأنه جيش يتحرك داخل أرض الوطن دون اتفاقات تلزمه بالتقزم والتحجيم ورغبات أمريكا وإسرائيل!
أحلم برئيس يخاف من أصغر عضو في مجلس الشعب، ويخاصم النومُ عينيه قبل أيّ استجواب تحت قبة البرلمان، ولو كان الاستجوابُ موجَّهاً إلى وزير في أقلّ الوزارات أهمية.
أحلم برئيس يَعْرض على الأمة مشروعا متكاملاً للقضاء على الأميّة في عدة سنوات.
أحلم برئيس لا يحكم مصرَ وهو على فراش المرض أو الموت، وأنْ يكون في كامل قواه العقلية والروحية والجسدية والنفسية.
أحلم برئيس يبدأ صباحَه بتصفح كل الصحف اليومية، المعارضة قبل القومية، ولا يعتمد على ما يختاره له مستشاروه، وتلتقط عيناه همومَ الوطن كله، ويتصل بنفسه بكل مسؤولي مؤسسات الدولة، وتلهب توجيهاته قوىَ النشاط فيها، وتضاعف أوامره عطاءاتهم، ويزيح عن الطريق المهمِلَ والفاسدَ، ولا تكون له أولويات، فكل مشاكل الوطن علىَ نفس القدر من الأهمية، محاربة المخدرات كالعلاج المجاني، كرامة المواطن في أقسام الشرطة كحقه في مياه غير ملوثة، حق الطفل في الحليب يومياً كأهمية العاطل في العثور على عمل.
أحلم برئيس لا تسجنه الشللية في القصر، ولا يحبسه المنافقون في الايحاء له بأنه الملهَمُ والزعيم، ولا يبحث عن الثناءِ والمديح في كل عمل يقوم به أو توجيهات أو أوامر.
أحلم برئيس يبدأ من الصفر في كل شبر من أرض مصر، من الشواطيء التي استولى عليها الأثرياءُ، والاحتكارات في البيع والشراء التي التهمت خيرات مصر، وإنشاء لجان حماية المستهلك، ووضع خطة مُحْكمة وذكية للفصل في مئات الآلاف من القضايا المُحنطة في المحاكم، فالعدالة البطيئة ظلمٌ بَيّنٌ، وخطة لوضع حلول لأكثر من مليون طفل من أطفال الشوارع، وانهاء فضيحة سُكان المقابر، وتخليص الوطن من العشوائيات، واعتبار القضاء على البطالة هي المَحَكّ لنجاح الرئيس أو فشله في إدارة شؤون الوطن.
أحلم برئيس لا يحكم باسمه أولادُه وأشقاؤه وزوجته وحواريّون ومستشاروه والملتصقون بسطوته وسيطرته، فكل الناس في عهده علىَ قدم المساواة، ويستطيع أصغر قاض استدعاء ابن الرئيس، وحتى الحُكم بحبسِه لو تجاوز السرعة المسموح بها لسيارته.
أحلم برئيس غير مختلّ النفس والروح، وفيه تواضع وإيمان ومحبة وتسامح، ويعتبر نفسَه الملاذ الآمنَ لكل مصري في الداخل أو في الخارج.
أحلم برئيس صادق مع شعبه، ولا يقيم معاهدات سرية مع خصوم مصر، ولا يتعاون مع إسرائيل، ولا يسمح لأي دولة باهانة رعاياه، ويصارح المصريين بكل تفاصيل الاتفاقات والمعاهدات التي تعقدها الدولة، ولا يُفرّط في استقلالها، ولا يبيع غازَها وبترولَها لأعدائها ..
أحلم برئيس لا يكره المصريين ولا يحتقرهم كما هو الحال مع الرئيس مبارك، فنجده في موقع اي حادث كبير، أو حريق، أو غرق سفينة، أو كارثة تسمم، أو زلزال ....
أحلم برئيس يجري، ويلهث، ويطير بمصر صوب كل مناحي التقدم والازدهار والرفاهية والتطور، ويتمكن من ازالة الفوارق بين الطبقات، وليس كما الرئيس مبارك الذي ينام ملايين من رعاياه وهم يتضورون جوعا، ويلعب العشرات بمليارات انتزعوها عنوة من خيرات مصر.
أحلم برئيس إنْ هددت مسؤولا في عهده بأن شكواك ستصل إليه يَخرُّ صريعا من الخوف حتى لو كان وزير الداخلية إنْ أهانك ضابط أمن، ووزير العدل إذا اختفت قضيتك في المحاكم، ووزير الصحة إذا سرق مجرمو الطب عضوا من جسد مريض يأتمنهم عليه تحت التخدير، فيخونوه رغم قسَم الشرف الطبي.
أحلم برئيس يُعيد التسامحَ للمصريين، وفي عهده يتساوى المسجدُ والكنيسة، ويحتفل كل مصري بأعياد أخيه في الوطن، ويعتبر كل من المسلم والقبطي أن حساب الآخرة شأن ربّاني، وأن الجنة لمن جاء اللهَ بقلب سليم، وأنَّ محبة المصري للآخر الذي يختلف معه في الدين والعقيدة هي أقصر الطرق لصناعة التسامح الذي يُرضي اللهَ تعالى.
أحلم برئيس تدعو له ربّة كل أسرة مصرية وهي تطعِم أولادَها، وتصحبهم للطبيب أو الصيدلي، وتتسوق حاجياتهم، وليس كما يحدث الآن فملايين من ربّات البيوت المصرية يرفعن أيديَهن إلى السماءِ، ويلعَنَّ مَنْ تسبب في هذا المشهد الكارثي والحزين لأم الدنيا.
أحلم برئيس ينتزع السلطة من الرئيس مبارك، ولا تصل به إلى القصرِ دبابة في حماية أمريكية أو مساعدة اسرائيلية.
أحلم برئيس يرفع مصرَ درجات في التعليم والإعلام والكتاب ودور النشر وحقوق الانسان وحرية الصحافة والصحة والمواصلات و ...
أحلم برئيس يوافق على مناقصة ضخمة لشركات نظافة تجعل مصرَ واحدة من أنظف بلادِ العالم الثالث، وتضع صناديقَ قمامة في كل شوارع وحواري وأزقة مصر، وتقوم بتفريغها مرتين في كل يوم.
أحلم برئيس يعرف كلمة السرّ، ويَدخل بها إلى نفوس وقلوب وعقول المصريين، ويدمرّ البرنامجَ الذي وضعه عهد مبارك في شرايين أبناء شعبنا فجعل سلوكيات المصريين بلطجة ورشوة وفساداً وبقشيشاً واكراميات واستغلالاً وكراهية وتعصّباً وتديّناً زائفاً وازدواجية تجمع الملائكة والشياطينَ في قلب واحد، فيُعيد الرئيسُ الجديدُ الوضعَ الطبيعيَّ للانسانِ السويِّ.
أحلم برئيس تتقدم مصرُ في عهده بالفن الجميل، والموسيقى َالراقية، والفيلم الجيّد، والكِتاب المثمر والمفيد، والتلفزيون الريادي ...
أحلم برئيس يأمر وزير إعلامه بطرد آلافَ العاملين والعاملات في القنوات المصرية كلها، الأرضية والفضائية، ثم يعيد توظيفهم على أسس جديدةٍ قائمة على الكفاءات الثقافية واللغوية والعقلية والعلمية والقدرة على العطاء والمعلومات العامة والأفكار المبهرة والمبدعة، وفي هذه الحالة لن يعود إلى الشاشة الصغيرة من المومياءات الحالية إلا حفنة تعَدّ على أصابع اليدين!
أحلم برئيس يغادر المواطنُ مصرَ في عهده ويعود إليها سبعين مرة في اليوم، فلا تجرح كرامتَه في المطارِ كلمة أو نظرة أو اشتباهٌ، ويرفع رأسَه أمام مدير أمن المطار.
أحلم برئيس لا يضيع خطابُ بريدٍ في عهده، ولا يُهمل موظفٌ شكوى أو طلباً، ويحتقر المصري كل من يتوسط لآخر، ويعتبر القضاءُ أنَّ أعداءَ الوطن في الداخل هم مهربو المخدرات، والبلطجية من المَسّجلين خطرين، والذين لا يحترمون أحكامَ العدالة.
أحلم برئيس لستَ مُضطراً في عهده أنْ تضع يدك في جيبك لتحصل علىَ حقك، ولا تضغط علىَ أعصابِك المزايَدة الدينية من مُكبّرات الصوت، وجدال النقاب، ومطاردة المفكرين، ولا يقبل القضاءُ دعاوىَ يرفعها متخلفون عقلياً لمطاردةِ من يُفكرّ، أو يختلف معهم ..
أحلم بواحد من الثمانين مليونا يقرأ كلماتي، ويفهم أنني أعنيه هو شخصيا، في أي موقع يحتله، في ثكنة عسكرية أو جهاز المخابرات أو أمن الدولة أو حزب معارض أو أكاديميا أو مثقفا أو إعلاميا أو عالِماً، أو سياسيا بارعا ومغموراً، أو إداريا ناجحا، أو سفيرا سابقا أو ...
أحلم بالبطل الذي ينقذ مصرَ قبل أنْ تصعد روحُ الوطن إلى بارئها، وأنْ يأخذ أرضَ الكنانة في أحضانه، ويلملم جراحَها قبل أن تتفكك أرضُها وينحسر نيلُها، ويستولى الآخرون على نصيبِها من المياه، وتتحول مصر إلى ساحة حرب داخلية نتيجة التعصب والكراهية.
أحلم برئيس يضع مبارك وأسرتَه وزبانية السلطةِ وداعمي الطغيان وخط الدفاع الأول عن الاستبداد في العقود الثلاثة المنصرمة من المستشارين والوزراء وكبار الإعلاميين ورؤساء تحرير صحف النفاق القومية ومثقفين وكُتاب وروائيين وأكاديميين ومحافظين خلف القفص في محكمة شعبية بتهمة محاولة اغتيال وطن، وتخريب أمة، ونهب دولة، واهدار طاقات، وتهجير أدمغة، وتفريغ مصر من خيراتها.
أحلم بانتفاضة أبطال العبور، أو عصيان مدني، أو ثورة العمال والطلاب، أو غضب الجوعى، أو ثأر الذين لم تعد كرامتهم تتحمل المزيدَ من المهانة، أو بطل بجوار الرئيس استيقظ ضميرُه فجأة إثر اكتشافه أنه يحب مصرَ حُبّاً حقيقيا، وليس كرويّا، وأنه الرجلُ الذي تنطبق عليه معظمُ شروط أحلامي!
ولكن كيف لي أنْ أحلم إذا كان عشرات الملايين من أبناء بلدي لا يعرفون الفارقَ بين الحُلم والكابوس، ويظنون الجحيمَ جَنة، وأنَّ الكاذبَ سيتحول إلى صادقٍ، وأنَّ القاتلَ أو أحدَّ ولديه سيقنع الملائكة بالتحليقِ فوق مصر من جديد!
ومع ذلك فلا أملك إلا الحلم، ترى من يشاركني أحلامي كاملة غيرَ منقوصة؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو    النرويج
اجمالي القراءات 11925