الشهر الفضيل

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٣ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل رمضان هو الشهر الفضيل ؟ وماذا عن الشهور المقدسة فى الاسلام ؟ وماذا عن تعامل المسلمين معها ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ هناك الأشهر الحُرُم الأربعة ، وهى الحرم الزمانى ( ذو الحجة / محرم / صفر / ربيع الأول ) ، وفيها الأمر بعدم الاعتداء ، وفيها أداء فريضة الحج الى الحرم المكانى ( البيت الحرام ) حيث ينبغى لمن يحج أن يتطهر قلبه فى تأدية المناسك .

 وهناك شهر رمضان ، شهر الصيام والذى نزل فيه القرآن الكريم مرة واحدة على قلب النبى محمد عليه السلام  فى ليلة الاسراء التى هى ليلة القدر .  

ليس لرمضان وصف آخر غير ما جاء عنه فى القرآن الكريم ، فيما يخص الصيام والدعاء . وليس لأى شهر آخر وضع خاص بعد الأشهر الحرم ورمضان .

2 ـ للمحمديين شأن آخر :  

2 / 1 : تناسوا الأشهر الحرم وانتهكوا حرمتها بالبغى والاعتداء ، وبدأ أبو بكر الزنديق هذا فى الفتوحات ، وصار دينا أن يشتعل القتال ( باسم الاسلام ) بلا مراعاة للأشهر الحرم أو حتى فى داخل الحرم .

2 / 2 : جعلوا ( رجب ) ضمن الأشهر الحُرُم ، وصنعوا فيه الكثير من الأحاديث التى تقدسه ، حتى لقد كتب ابن حجر الهيثمى كتابا بعنوان ( تبيين العجب فيما ورد فى شهر رحب ) . وهو موسم الكذبة الكبرى ( 27 رجب ) عن خرافاتهم فى روايات الاسراء والمعراج .

2 / 3 : ونظروا الى شهر شعبان بعين العطف فجعلوا نصف شعبان عيدا لتحويل القبلة ، وكانت مناسبة للسهر ليلا وممارسة الانحلال الخلقى فى العصر المملوكى .

3 ـ بسبب إندماج صيام رمضان بالحياة الاجتماعية تحول :  

3 / 1 ـ  الصيام فيه الى كسل وخمول والغضب بلا داعى حتى يقول المثل المصرى : ( يا طالب الشّر بدون أصل تعالى للصايم بعد العصر ).!

3 / 2  ـ الافطار فيه الى إسراف وإمتلاء نوعا من الانتقام من الصيام فى النهار .

3 / 3 ـ تحولت العبادة الى طقس إجتماعى ، تمتلىء المساجد بالناس ،وتتحول الى ساحات للنفاق. ومعها تزداد أخلاقهم سوءا ،وينتشر فيهم الفساد والظلم.  وتتجافى قلوبهم عن التقوى ، وهى المقصد والهدف من تشريع الصيام .

3 / 4 :  الى ما يشبه إلاها مقدسا فى الضمير الشعبى ، فالعوام يخافون من التجاهر بالافطار في رمضان  خوفا من  رمضان ، وليس خوفا من الرحمن جل وعلا . وهناك قصص ونوادر تعكس هذا ، منها أن بعضهم كان نائما فى غرفة مظلمة واسرع بالسحور ثم فتح الباب فظهر نور الصبح فأسرع بإغلاقه حتى لا يراه رمضان ، واكمل السحور . وهناك قصة مشهورة عن إعرابى صائم أرهقه العطش فألقى بنفسه فى الترعة ، وكلما غطس شرب ، وبعدها قال : ما أدراك يارمضان يا ابن البلماء بشرب الرجال فى الماء . فصارت مثلا على الخداع  .  

4 ـ بهذا عظُمت سطوة رمضان فى النفوس ، وصار لرمضان تأثير حتى على غير المحمديين فى بلاد يقطنها أغلبية من المحمديين ، واشتهر رمضان على مستوى العالم ، ويتبادل فيه غير المحمديين مع المحمديين التهانىء به . ولكن مع الأسف لا يعرفون القول بأنه الشهر الفضيل .!

اجمالي القراءات 1872