البطش

آحمد صبحي منصور في السبت ١١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى ( البطش ) ؟ فقد تكررت فى القرآن الكريم .
آحمد صبحي منصور

أولا :

 البطش هو الضرب الشديد . نفهم هذا من قصة موسى عليه السلام : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ (19) القصص ). موسى ( وكز ) الرجل المصرى المعتدى ، أى ضربه بقوة فقتله . فى المرة التالية أراد أن يفعل نفس الشىء : ( فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا ).

ثانيا :

 تنوعت السياقات التى جاء فيها مصطلح البطش على النحو التالى :

1 ـ البطش الالهى : قال جل وعلا عن إنتقامه  :

1 / 1 : (  يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) الدخان ).

1 / 2 : (وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)  القمر ). هذا عن الانتقام من قوم لوط .

1 / 3 : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) البروج ).

بالمناسبة فى دين التصوف هناك ما يُعرف ب ( الشطح الصوفى ) أى أن يعلن الولى الصوفى أفظع أنواع الكفر والسّب لرب العزة جل وعلا فيعتقد الناس فى ألوهيته وكراماته . فيما يخص موضوع البطش الالهى : فقد سمع الشيخ الصوفى أبو يزيد البسطامى شخصا يقرأ قوله جل وعلا : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) فقال : : وعزتى وجلالى إن بطشى أشد من بطشه . وهذا قول مشهور عنه تحتفل بذكره المصادر الصوفية .!

2 ـ بطش جبابرة البشر من الأقوام السابقة :  قال جل وعلا :

2 / 1 : عن عموم الجبابرة :

2 / 1 / 1 : ( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ (8) الزخرف ).

2 / 1 / 2 : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)  ق ).

2 / 1 / 3 : قوم عاد أعطاهم الله جل وعلا أجساما هائلة ، قال لهم النبى هود عليه السلام : ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ) (69)  الاعراف ). إغتروا بقوتهم . قال جل وعلا عنهم : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فصلت  ). إستغلوا قوتهم فى البطش بمن حولهم . نقرأ قول الله جل وعلا عنهم : (  كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) الشعراء ).

3 ـ   تحديا لمن يعبد الموتى والقبور المقدسة قال لهم رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) الاعراف  ) . وفعلا هل تراب من مات يسمع ويرى ويبطش ؟ هل يستطيع ذلك تراب من بقى من جُثث محمد والحسين وعلى وزينب ؟ أفلا تعقلون أيها المحمديون ؟ 

اجمالي القراءات 1842