ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٧ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول هل القلب السليم معناه فى القرآن القلب الخالى من الحقد والكراهية والحسد ؟ السؤال الثانى : هل العلماء فى الأديان الأرضية مسئولين عن كل جرائم أتباعهم طبقا لقوله جل وعلا : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل ) ؟ السؤال الثالث : فى زلزال سوريا وتركيا يقولون عن من نجا ( إنكتب له عمر جديد ). هل هذه العبارة تتفق مع القرآن والاسلام ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ القلب السليم قرآنيا ليس القلب الخالى من الكراهية والحقد والحسد ، بل هو القلب الخالى من تقديس غير الله جل وعلا . والدليل :

أولا : ابراهيم عليه السلام :

1 ـ فى القرآن الكريم ارتبط ( القلب السليم ) بالنبى ابراهيم عليه السلام ، إذ جاء هذا التعبير عنه مرتين :

1 / 1 : قال جل وعلا عنه : ( إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) الصافات  )

1 / 2 : ودعا ابراهيم ربه جل وعلا فقال : ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء )

2 ـ تميّز ابراهيم عليه السلام بأنه لم يقع فى الشّرك منذ طفولته ، أو بالتعبير القرآنى عنه :

2 / 1 : ( وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120 ) النحل )

2 / 2 : ( وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) الانعام )

3 ـ وحين كان فتى مغمورا دعا أباه وقومه الى نبذ عباد الأصنام ، فلما أعرضوا قام بتكسيرها . قال عنه جل وعلا فى بداية القصة : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) الأنبياء)،وقال عنه قومه وقتها : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) الأنبياء )

ثانيا :

1 ـ أصحاب الجنة قد يكون بينهم غلُّ وحقد فى الدنيا ، ثم ينتهى هذا الغلُّ وهم فى الجنة . قال جل وعلا :

1 / 1 ـ  ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ  ) (43)الاعراف ).

1 / 2 ـ  ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) الحجر ).

2 ـ نقض كفار قريش العهد وإعتدوا على المسلمين فى مكة ، وشعر المسلمون بغلّ وغيظ شديد . وجاء فى تشريع قتال أولئك المعتدين ناقضى العهد قوله جل وعلا : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )  (15) التوبة )

إجابة السؤال الثانى :

كلا .

1 ـ قال جل وعلا ( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) ، أى بعض أوزار أتباعهم .

2 ـ هناك من أتباع شيوخ الضلال من يرتكب معاصى بدافع ذاتى ، ومن المعاصى ما يرتكبه بتحريض شيوخ الضلال . مثلا قد يقتل شخصا لأسباب شخصية ، وبدون تحريض من شيخه . الشيخ هنا لا يشارك فى الوزر . قد يفتى له شيخه بالقتل ويحثّه عليه على أنه جهاد وأن الحور العين تنتظره ترحب به . حين يرتكب هذا القتل يكون الشيخ شريكا فيه ، ويحمل معه الوزر .

3 ـ لا يشترط هنا وجود صُحبة بين الشيخ وعلاقة شخصية بينه وبين هذا التابع له ، أو حضور التابع لمجلس الشيخ . مجرد أن يذيع الشيخ فتاويه السامّة ويطبقها غيره يكون مسئولا عن أوزارهم . وهنا يتبين مدى مسئولية الافتاء فى الدين إن بالاصلاح أو بالإضلال .

 إجابة السؤال الثالث :

لا .

مخالف للاسلام قولهم إن فلانا كُتب له عمر جديد ، فلكل أجل كتاب ، أى وقت محدد يموت فيه ، وعُمر محدد يعيشه ، وليس له عمر إضافى . بمجرد ولادة الانسان يبدأ العدُّ التنازلى لموته ويستمر عمره فى النقصان كل ثانية تمر من حياته الى درجة الصفر ، أى أن يصل الى نهاية العُمر وينتهى أجله ويموت . وكل ذلك فى كتاب ، يقول جل وعلا : ( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر ) 

اجمالي القراءات 1714