ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٤ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : نقول فى مناسبات العزاء ( إنتقل الى جوار الله المرحوم فلان ) . هل يصح هذا إسلاميا ؟ السؤال الثانى اين موقع الإجهاض فى النهى عن قتل الأولاد من إملاق أى فقر ؟ السؤال الثالث : ما معنى ( يستفز ) فى قوله جل وعلا : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) الاسراء ) ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

هذا مخالف للاسلام .

1 ـ قلنا كثيرا إنه لا يصح أن يقال عن أحد إنه ( مرحوم ). هذا إنتهاك للغيب الالهى وتدخل فى علم الله جل وعلا . يوم القيامة لم يأت بعدُ ، وفى يوم القيامة سيحكم رب العزة جل وعلا فيمن سيكون مرحوما من جهنم ، ومن سيكون فيها .

2 ـ ونقول : ليس من الاسلام أن يُقال عن فلان ( إنتقل الى جوار الله )

2 / 1 : ( إنتقل ) ليس من مفردات القرآن الكريم ، ولم يأت فيه مطلقا .

2 / 2 : حتى لو قلنا ( توفى الى جوار الله ) فهذا أيضا مخالف للاسلام :

2 / 2 / 1 : فمن يموت حتى لو كان من الأنبياء والمتقين ستكون نفسه فى البرزخ ، وليس فى جوار الرحمن جل وعلا .

2 / 2 / 2 : الحكم على فلان أنه ( سيكون فى جوار الله ) تدخل فى علم الله جل وعلا وإجتراء على غيب الله جل وعلا . أصحاب الدرجة العليا فى الجنة هم السابقون المقربون . وهذا سيكون معلوما يوم القيامة حين يحكم الله جل وعلا بين الناس .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ قال جل وعلا :

1 / 1 ـ ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) (151) الانعام ) .

1 / 2  ـ ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) (31) الاسراء ) .

2 ـ المستفاد من الآيتين :

2 / 1 : النهى عن قتل الأولاد ، لان الله جل وعلا يرزق الآباء والأولاد بلا فرق بينهم . ( نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) (151) الانعام ) .

2 / 2  ـ هناك فرق بين : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاق ) و ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ من إِمْلاقٍ ). ( خشية ) يعنى قتل الجنين ـ بعد أن تدخل فيه النفس ـ خشية من الفقر . أما ( من إملاق ) أى بسبب فقر قائم ، أى بعد ولادة الطفل .

2 / 3 : أى إن الاجهاض لجنين تحرك فى بطن أمه يكون ضمن قوله جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) (31) الاسراء ) .

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ الاستفزاز هو إتّخاذ أساليب عنيفة كالتعذيب تدفع الضحية للهرب . وهذا ما يفعله الشيطان مع أتباعه أكابر المجرمين المعتدين فى سلوكهم مع المستضعفين .

2 ـ وهذا ما جاء عن فرعون مع بنى إسرائيل وعاقبته : ( فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا(103) وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) الاسراء )

3 ـ وقال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام وقومه : ( وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً(76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً(77) الاسراء ) . هم لم يصلوا مع النبى محمد عليه السلام الى درجة الاستفزاز لارغامه على الهجرة ، لم يقوموا بتعذيبه جسديا . ولوفعلوا لأهلكهم الله جل وعلا .

اجمالي القراءات 1647