ظاهرة الاعتداء الجنسي التي يرتكبها الرقاة ضد النساء في الجزائر

في الثلاثاء ٢٦ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

ظاهرة الاعتداء الجنسي التي يرتكبها الرقاة ضد النساء في الجزائر

الجزائر- آفاق ـ خاص

تنشر صحف محلية جزائرية الكثير من التقارير عن ظاهرة الاعتداء الجنسي على النساء من قبل رجال الدين الذين يمارسون الرقية الشرعية، وهم من حفظة القرآن وأغلبهم يزاول وظيفة إمام في مسجد من المساجد الجزائرية.

والظاهرة التي تبدو في تصاعد لا تخلو صحيفة من الصحف الجزائرية من سردها شبه أسبوعيا، فعلى سبيل المثال ذكرت صحيفة الفجر يوم 15 أبريل الماضي أن ثلاثة من حفظة القرآن يزاولون الرقية الشرعية اغتصبوا جماعيا فتاة في العشرين كان من المفترض أن يخرجوا الجن منها فإذ بهم يتحولون إلى ألعن من الجن.

وكشفت صحيفة النهار بتاريخ 24 من هذا الشهر أن معلم قرآن يقوم بالرقية الشرعية اعتدى جنسيا على امرأتين في بلدية القطّار جنوب ولاية غليزان بغرب البلاد.

كما كشفت صحيفة لوريزون الفرانكفونية أن راق يشتغل إمام مسجد اعتدى جنسيا على طفلة في العاشرة من العمر أحضرها والدها الى البيت ليرقيها، وقد اكتشفت الأم أن ابنتها تتألم بشدة كما اكتشفت دم في لباسها الداخلي، وأثناء سؤالها أخبرتها أن الشخص الذي أحضروه ليرقيها نزع لباسها الداخلي ولمسها، وقد كشف الطبيب أن الطفلة تعرضت للاغتصاب مما حمل الأب إلى تبليغ مصالح الأمن التي اعتقلت الإمام.

وإن تبدو هذه الظاهرة جديدة على المجتمع الجزائري إلا أنها تبدو خطيرة، حسب خبراء اجتماع جزائريون في أحدث دراسة ذكروا فيها أن وقوع رجل الدين في هذا النوع من الفساد الأخلاقي سببه الحالة النفسية التي يعاني منها رجال الدين عموما والذين تسيطر عليهم الأفكار الدونية إزاء المرأة التي حولها الموروث الديني إلى مجرد جسد، أداة جنسية يمكن إشباع رغبات الرجل بها، ضاربين عرض الحائط العامل الإنساني المتمثل في كرامة المعتدى عليها، حيث أن المجتمع غالبا ما يرمي المسؤولية على المرأة فيما يتعلق بالتحرش الجنسي مثلا، إذ يعتبرون لباس المرأة سببا في تحرش الرجال بهن، مع أن 25% من الخاضعات لدراسة حديثة في الجزائر حول التحرش الجنسي من المحجبات الملتزمات بالحجاب الشرعي الذي ليس فيه أثر للإغراء أو الفتنة.

وبهذا ركز خبراء الاجتماع في ذات الدراسة أن الكبت الجنسي هو سبب تلك المشاكل التي تفشت في المجتمع، و ربطوا اعتداء الأخ جنسيا على أخته و الذي يدخل دينيا في إطار زنى المحارم بنفس الكبت الذي تحول إلى مرض نفسي، بالخصوص بعد أن اعترف عدد من الرجال الذين تمت محاكمتهم بجريمة الاعتداء على أخوتهم أو بناتهم بأنهم كانوا منجذبين جنسيا نحوهن، وأنهم لم يفكروا لحظة في أن ذلك حراما بقدر ما فكروا في إشباع رغبتهم الجنسية داخل البيت الأسري، بحيث أن وجود الأب في غرفة ابنته، أو وجود الأخ في غرفة أخته لا يمكن أن يثير أدنى شك إلى أن تنكشف العملية بوقوع الفتاة في الحمل.

وذكر الخبراء أن أغلب حالات الحمل تم إخضاعها للفحص الدقيق "أي دي إن" بسبب رفض الأخ أو الأب الاعتراف بجرائمهم مفضلين القول إن أختهم أو بنتهم زنت مع شخص غريب على الاعتراف بفعلتهم، لكن الفحص الطبي الدقيق هو الذي يجبر الجاني على الاعتراف بجريمته في النهاية عندما لا يجد مناصا من ذلك.

بيد أن هذا الكبت والانزلاق داخل التناقضات التي يصنعها المتعصبون دينيا أو الكتب الدينية ذات المنهج المتعصب جعل رجال الدين يعيشون اختلالا في الشخصية، فهم يرون في المرأة عورة مطلقة، ومع ذلك يعتدون عليها جنسيا و في بيت أهلها أثناء الرقية لأنها تثيرهم وغالبا ما تكون في حالة مرضية غير قادرة على الدفاع عن نفسها، وهو ما يحرك شهوة الراقي ليفعل ما يشاء، مقتنعا أن لا أحد سيشك فيه لأنه شخص مقدس وحافظ للقرآن، وإمام المسجد الذي يصلي بالمسلمين يوميا!

لكن الظاهرة بدأت تنكشف بسقوط العديد من ممارسي الرقية الشرعية وأغلبهم من أئمة المساجد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 سنة و45 سنة، حيث كشفت صحيفة "لوسوار" بتاريخ 21 من هذا الشهر أن 12 راقيا تم اعتقالهم في الأشهر الماضية بتهمة الاغتصاب، وتم توجيه تهمة التحرش الجنسي أثناء أداء الرقية لأربعة رقاة أوقفوا عن مزاولة المهنة دون أن يحاكموا، وهي الأرقام التي تبدو في تصاعد بعد أن صارت الصحف المحلية تتكلم عن عدد حالات الاعتداء الجنسي الذي يرتكبها حفظة القرآن في الجزائر.

اجمالي القراءات 3530