لماذا لايثور نشطاء الاقباط؟
في مايو عام 2006 قُتِلَ شهيد الإسكندرية نصحي جرجس بيد مختل أمنياً وأصاب سبعة عشر قبطي في ثلاث كنائس بالإسكندرية وقامت مظاهرات في بلاد العالم المختلفة لا لاضطهاد الأقباط.. لا لخطف بناتهم.. لا للتواطؤ الأمني.. وقامت مظاهرات في هولندا، والنمسا، وفرنسا، ونيوجيرسي، وواشنطن، وسيدني.. اشتعل الأقباط غيرة وحب لأسره;أسرهم وكنيستهم وأتذكر كلمة الأستاذ بهاء رمزي رئيس الهيئة القبطية الهولندية حينما عبر عن غضبه قائلاً: (إننا لن نسكت ولن نصمت على اضطهاد الأقباط الفج).
وقبل زيارة مبارك لاميركا بوقت طويل جابت بلاد العالم لجان تخديرية في واشنطن ونيوجيرسي وهولندا والنمسا والمانيا وسويسرا وفرنسا لتهدئ من ثور الأقباط مكتفين بالوعود البراقة والكلمات الجميلة من رجال الدبلوماسية المصرية المتمرسين على الكذب وخداع الآخرين الذين يعطوك حلو اللسان فقط مع تعهد صريح لقاء جديد خلال عدة شهور وتواصل دائم مر هذا الاجتماع مع ارتياح تام من النشطاء الأقباط الصامدين بعد كلماتهم القوية والمنطقية لاضطهاد الاقباط بمصر.
أثناء زيارة "الرئيس المزمن" مبارك للولايات المتحدة الأمريكية قام عدد من النشطاء الأقباط بنشر 3 صفحات في جريدة الواشنطن بوست لإطلاق سراح القس متاؤوس وهبة المسجون ظلماً وتحميل مبارك مسؤولية اضطهاد الأقباط.. على أمل إصلاح النظام مساره الظالم ولكن هيهات!! لقد أدرك النظام ضعف الإدارة الأمريكية الجديدة وتهاونها من أجل مصالحها في زمن الكوارث الإقتصادية وسَّوق النظام المصري توريث مصر لنجله جمال مبارك وبعد عودة الرئيس ونجاحه في تسويق نجله كرئيس قادم لمصر، وبعد لمس التهاون والوهن بالإدارة الأمريكية الجديدة سار سيناريو اضطهاد الأقباط على قدم وساق فتحولت مصر إلى مصرستان، وتحولت محافظة المنيا من عروس الصعيد إلى قندهار مصر واكتسح التطرف محافظات أسيوط وقنا وتنافس محافظي مصر الثلاثة:
ضياء الدين المنيا.. والعزبي أسيوط.. ومجدى أيوب قنا.. على الفوز بلقب قندهار مصر
ففي المنيا علاوة على التعنت في بناء الكنائس... تم هجوم على منازل الأقباط وحرق منازلهم وتخريب تجارتهم!! وأخيراً إغلاق عدداً من الكنائس في قرى مركز سمالوط في العدوة، وبني الحوايصلة، وباسيليوس، وجرجس، وبنى مزار، حتى أن الأسقف قرر صوم ثلاثة أيام كأسلوب سلمي للإعتراض على نازية الدولة، وفي ديروط ذبح فاروق نهرى الذي فاق الستون عاماً وقاموا بفصل رأسه عن جسده بيد أسامة محمود، وعدلي حسين، وتم الهجوم على منازل ومتاجر وصيدليات الأقباط لحرقها وسرقتها وتحولت مدينة ديروط بمحافة أسيوط إلى ساحة معارك للفتك بالأقباط.
أخيراً ترى ماذا أصاب النشطاء الأقباط الذين قاموا بمظاهرات عارمة في قارات العالم الخمس إثر قتل الشهيد نصحي جرجس عام 2006 وأيضاً مظاهرات بعد هجوم الأعراب على دير أبوفانا بالمنيا وتكسير عظام الرهبان لإجبارهم على النطق بالشهادتين والبصق على الصليب؟!!
لماذا لا يثور الأقباط ويقومون بمظاهرات عارمة ضد الاستبداد والتطرف ضد اقباط مصر المسالمين؟!!
لماذا لا يثور الأقباط في محافظة المنيا؟!!
لماذا لا يثور الأقباط في محافظة أسيوط؟!!
لماذا لا يثور الأقباط في محافظة قنا ؟!!
لماذا لا يثور الأقباط في محافظة الإسكندرية؟!!
لماذا لا يثور الأقباط في كل مصر؟!
أخيراً ترى هل نجح النظام في تخدير الجسد القبطي في المهجر؟!! أم تبلد الجسد القبطي من كثرة الأحزان؟!! أسأل نفسي هذه الأسئلة وألوم نفسي أيضاً...