آحمد صبحي منصور
في
الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ تعرض أنبياء لمحن ومصاعب فاستغاثوا بالله جل وعلا ، واستجاب لهم ربهم جل وعلا فكشف عنهم الضرر، وذكر هذا فى القرآن الكريم ليكون هذا لنا عبرة وعظة .
1 / 1 : أشهرهم النبى أيوب عليه السلام . قال جل وعلا عن مرضه : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) الانبياء ). تدبر قوله جل وعلا لنا ( وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ).
1 / 2 : وتعرض يونس لمحنة أكبر حين إبتلعه الحوت فدعا ربه جل وعلا فاستجاب له ربه جل وعلا : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء ) . تدبر قوله جل وعلا لنا : ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ).
2 ـ وتعرض النبى محمد وأصحابه لمحنة قبيل موقعة بدر . إستغاثوا بربهم فاستجاب لهم ربهم . لقد أرغم المشركون النبي والمؤمنين على ترك أموالهم وبيوتهم فى مكة فهاجروا إلى المدينة ، وأستولي المشركون على ما كان لهم ، ومنها أرصدة الأموال التى كان المؤمنون فى مكة يشاركون فيها فى رحلتي الشتاء والصيف . إذ كان من عادة قريش أن تشترك كلها فى رأسمال القافلة بشراء كل فرد ما يقدر عليه من أسهمها ، وكان من حق المؤمنين بعد هجرتهم للمدينة أن يستعيدوا جزءا من أموالهم التى تركوها فى رصيد التجارة أو فى العقارات التى أرغمهم المشركون على تركها ، ومن هنا كان السبب المباشر فى غزوة بدر الكبرى . ومعروف أن النبي محمدا عليه السلام خرج فى طائفة قليلة لاعتراض قافلة أعدائه ، ولم يكن مستعدا لخوض معركة كبرى مع جيش كامل ، ولذلك كانت المفاجأة أن تحتّم على المؤمنين أن يواجهوا الجيش القرشي فى معركة حاسمة وفاصلة ولم يستعد لها المؤمنون . كانت معركة فاصلة لأن هزيمة المؤمنين فيها ستصيبهم فى مقتل معنويا ، وسيطمع فيهم بعدها مشركو العرب ومنافقو المدينة واليهود حولها ، وستنتهي الدولة الوليدة ، وكانت معركة حاسمة لأن المؤمنين مع قلتهم العددية كانوا فى حاجة إلى المواجهة والانتصار معا ، وكان الانتصار فى المواجهة يؤكد وجودهم ويوطد دولتهم .. ولأن الانتصار فى هذه الحرب كان مرهونا بالكثرة العددية بسبب الطبيعة الفردية البسيطة للأسلحة " سيف مقابل سيف " فإن تغلب المؤمنين على جيش يفوقهم ثلاث مرات كان مرتبطا بعزيمة بشرية عالية وتوكل صادق على الله تعالى ، وبذلك تتحقق المعجزات البشرية . ولذلك استغاثوا بالله طالبين النصر ..ونصرهم الله جل وعلا . يقول سبحانه وتعالى: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الانفال ). نزلت الملائكة تطمئن قلوب المؤمنين وتشد أزرهم وتبشرهم .. ولذلك تناسوا الكثرة العددية لأعدائهم ، وألقوا بأنفسهم فى المعركة يطلبون النصر منه جل وعلا . واستجاب الله سبحانه وتعالى ..( وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) الانفال ) . صدق الله العظيم .
أخيرا
لك أن تدعو بكل ما فى قلبك من لوعة متذكرا أن الله جل وعلا هو الذى يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء عنه .