حقيقة موضوع تكريم الهانم في لندن .. من الذي يتعمد إهانة مصر؟

في الأحد ١٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

خاص: موقع إنقاذ مصر:---
كنا قد انفردنا يوم 4 مايو بخبر الاستعدادات التي كانت تقوم بها السفارة المصرية في لندن لاستقبال الهانم حرم الرئيس لتسلم ما تصفه وسائل الإعلام المصرية بأنها شهادة العضوية الشرفية المتميزة للجمعية الاجتماعية الملكية للطب في بريطانيا
(The Royal Society of Medicine)
وذهبنا نبحث عن هذه الشهادة وهذه العضوية الشرفية التي هلل لها إعلامنا والتي من أجلها تصل الهانم في طائرة رئاسية وبصحبتها عدد من أفراد الحاشية قدرتهم بعض المصادر بثمانية بالإضافة للموظفين والحراس وما يعنيه ذلك من نفقات ضخمة تتحملها البلد في وقت يبشرنا فيه وزير المالية بأننا نواجه عام الرمادة حيث بات الجميع يوقنون الآن في مصر أن الأسوأ قادم ونسأل الله العافية.

وكان من الطبيعي أن نبحث في موقع الجمعية المذكورة عن بيان أو حتى سطر واحدا عن هذه الشهادة وهذه العضوية التي يصفونها بالشرفية والمتميزة فلم نجد خبرا واحد عن هذه القصة في موقع الجمعية المذكورة:
http://www.rsm.ac.uk/
والجمعية الملكية الاجتماعية البريطانية للأطباء ليست جمعية علمية حتى تمنح الشهادات وليست لها أي صفة أكادمية بل هي بمثابة نادي اجتماعي للأطباء الأعضاء فيها يقوم بتقديم خدمات اجتماعية كتنظيم الحفلات في قاعاتها أو خدمات المطاعم أو أماكن لإقامة للأطباء المغتربين نظير مبالغ معقولة في مقابل إشتراك سنوي يدفعه الأعضاء، وأن هذه الجمعية قد تمنح عضويات شرفية لغير الأطباء وذلك للمساهمين في تمويل ميزانيتها، وقد جرى قبل سنوات إطلاق اسم رجل الأعمال العراقي المعروف الملياردير (نظمي أوجي) على إحدى قاعاتها لأنه متبرع جيد للجمعية ويعقد مؤتمرا سنويا فيها بصفته رئيسا للمنظمة العربية البريطانية التي تقوم سنويا بتكريم وتقديم بعض النماذج المتميزة من الأطباء العرب.

وقد أشرنا سابقا لقصة هذه الشهادة وأن وراء هذا الموضوع د. مجدي إسحاق رئيس جمعية الأطباء المصريين البريطانيين، وهو في نفس الوقت رجل أعمال يعمل في مجال توريد المعدات الطبية ولوازم المستشفيات وأن هذه الشهادة ممولة منه، وأنه من سيمول الحفل الذي سيقام يوم الخميس القادم في لندن للسيدة سوزان مبارك، وصرح لنا أحد الأطباء المصريين الكبار في لند أن د. مجدي إسحاق يرتب لهذا الموضوع من العام الماضي، وأن أي طبيب لديه أموال في هذا البلد يستطيع عمل نفس الشيئ، وهو ما يجعلنا نحزن للمستوى الذي وصلنا إليه عندما تقام الأفراح والليالي الملاح وتزف إلينا الصحافة ووكالة الأنباء المصرية الرسمية وهيئة الإستعلامات أخبار الجائزة الكبيرة والشهادة العظيمة التي لا تشير إليها الجمعية الملكية البريطانية في موقعها ولو مجرد إشارة، ونبادر بعمل السفريات وإنفاق مئات الآلاف من الدولارات من ميزانية البلد، والتي كانت السيدة الأولى تستطيع إنفاقها في بناء مستوصفات أو عيادات طبية للغلابة الذين يستحقون في مصر.

مثل هذه الخطوات من بعض رجال الأعمال الذين لهم ارتباطات بالبيزنس مع الحكومة ليست سوى جزء من دورة الفساد والتملق والوصول للسلطة عبر أسرع وأضمن طريق في مصر الآن وهو طريق الهانم الباحثة عن التكريم وعن الجوائز، بعد أن فقد النظام القدرة على نيل التكريم الحقيقي من الشعب، فاستسهل الحصول عليه من أي دكان في الخارج حتى لو لم تكن سوى جوائز فارغة ليست لها أي قيمة علمية أو أكاديمية أو إنسانية.

مبروك لمصر شهادة العضوية في نادي الأطباء في لندن، ولا عزاء لكرامة مصر.

اجمالي القراءات 4142