شبك" وأيزيديون ومسيحيون وتركمان.. أقليات عراقية تصارع للبقاء

في الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تشكل ربع سكان العراق
"شبك" وأيزيديون ومسيحيون وتركمان.. أقليات عراقية تصارع للبقاء



استمرار المعاناة
قتل مئات الأيزيديين




صناعة الذهب اختصاص تتناقله الصابئة جيلاً عن جيل

بغداد - علي العراقي

تشتكي أقليات العراق، مثل المسيحيين والأيزيديين والشبك والتركمان وغيرهم، من التهميش السياسي في العراق الجديد، فضلاً عن استمرار استهدافهم في العمليات الإرهابية، فيما يؤكد المطلعون على تاريخ العراق أن الأقليات في العراق مع الأكراد يشكلون ربع عدد سكان العراق البالغ 28 مليون نسمة.

ويقول الكاتب والصحافي العراقي لويس اقليمس لـ"العربية.نت" إن الأعمال الإرهابية طالت العراقيين جميعًا، ولكنها كانت مريرة وقاسية على المسيحيين الذين كانت أعدادهم قبل موجات الهجرة الجديدة 1.5 مليون، والصابئة 350 ألفًا، والأيزيديين نحو 213 ألفًا بشكل خاص لكونهم الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية عندما أُلقي بهم ليكونوا كبش فداء في هشيم صراعات طائفية وعرقية وفئوية.


استمرار المعاناة


معاناة للطوائف غير الاسلامية



يوضح اقليمس، المتخصص بالكتابة عن الديانة المسيحية التي دخلت العراق قبل أكثر من 1400 عام وتعرض أتباعها لحملات اضطهاد متعاقبة، أن "الإحصائيات تسجل أن أكثر من 300 ألف مسيحي هاجروا إلى خارج العراق خلال الأعوام الثلاثة 2003 ـ 2005، وقِس على ذلك في بقية الأعوام التي تلت حتى العام الحالي 2009 خاصةً بعد ازدياد مأزق هذه الأقليات في الموصل وشمال العراق".

وبدوره يخشى نهاد قشو، نائب رئيس مجلس التركمان الذي يشكلون نحو 850 ألف نسمة في مدينة كركوك شمال العراق، من فرض وضع سياسي في مدينة كركوك يختلف مع رغبات المكون التركماني في المدينة.

ويقول لـ"العربية.نت" إنه "في بغداد والبصرة وبقية المدن العراقية تم تطبيق خطة فرض القانون لإقامة العدل بين الناس، ونحن ندعو الحكومة لتطبيق خطة فرض القانون في كركوك لكي يأخذ كل ذي حق حقه"، مشيرًا إلى "تدخل الأكراد، وهم 13% من سكان العراق، في شؤونهم في سياق المشكلة التي تعاني منها محافظة كركوك الغنية بالنفط".

أما "الشبك" فهي طائفة عاشت منزوية بين كهوف الجبال في شمال العراق، واستوطنت العراق كما يقول أبناؤها قبل نحو 2500 سنة بعد هجرة الأجداد الأوائل من المشرق الفارسي وتعايشت مع العرب والأكراد والتركمان، و"تشابكت" معهم كمسلمين.

ويبحث "الشبك" عن هويتهم القومية، إذ يقول ممثل الشبك في البرلمان العراقي حنين القدو لـ"العربية.نت": الطوائف في العراق لم تنلْ حقوقها لأسباب متعددة بعضها يعود لصراعات داخل الأقلية، وبعضها الآخر أسبابه قوى أخرى تعمل على الهيمنة وسلب الهوية القومية والدينية للأقليات المجاورة الأصغر منها شأنًا وعددًا.


قتل مئات الأيزيديين


طقس عائلي مسيحي وسط بغداد



وتختلف حال أقلية الأيزيديين، الذين هربوا نحو الجبال البعيدة في الفترة العباسية، عن غيرهم من الأقليات الأخرى، كما يقول أمين جيجو رئيس الحركة الأيزيدية في العراق.

ويضيف لـ"العربية.نت": هناك من يريد أن يقضي علينا، وقد خسرنا المئات من أبناء الطائفة الذين سقطوا بدوافع الحقد الذي شنَّه الإرهابيون.

ويشترك المسيحيون مع الأيزيديين في مواجهة هجمات المتطرفين التي أدت إلى مقتل المئات منهم وتشريد آلاف العائلات من مساكنها ليس فقط في المناطق المحيطة بمدينة الموصل؛ إنما أيضًا في مدن مثل بغداد والبصرة وكركوك.

ويقول لويس اقليمس إن الأقليات في العراق "تعاني خيبات أمل كبيرة بدءًا من التمثيل الانتخابي حتى الحصول على الوظائف السيادية أو الأمنية التي لا يُسمح لنا بالحصول عليها في العراق".

ولا يتفق الشيخ علي عبد الواحد مع آراء أبناء الطوائف، إذ يقول لـ"العربية.نت": من يعادي هذه الطوائف لا يقصدها بالذات كمعتقد؛ إنما يقصد الإخلال بالأمن وإلحاق الأذى بالعراق، وهو هدفٌ تسعى عدة جهات إلى تحقيقه، مضيفًا "هذه الطوائف عاشت محترمةً مقدرةً حازت كل حقوقها في كنف الإسلام الذي يساوي بين الناس".

اجمالي القراءات 3690