آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ عوالم البرزخ فوق إدراكاتنا ، وفوق تخيلاتنا . ومهما تصورنا وتخلينا فإن تصورنا وتخيلنا مرتبط بعالمنا الذى نعيشه ونكتسب منه خبراتنا ، وتنبع منه إدراكاتنا .
ومهما تصورنا وتخلينا عوالم البرزخ فلا علاقة له بحقائق عوالم البرزخ . وصف عوالم البرزخ على حقيقتها مستحيل تصوره بالعقل البشرى ، ومستحيل التعبير عنه باللسان البشرى .
الله جل وعلا وحده هو ( عالم الغيب والشهادة ).
عوالم البرزخ تدخل ضمن الغيب المحجوب عنا . وحتى عوالم الشهادة التى يمكن أن نشهدها بحواسّنا لا نستطيع رؤيتها كلها أو سماعها كلها أو الاحساس بها كلها . نظرا للقصور فى مجال الرؤية ومجال السمع ومجال الحركة المتاحة لنا ، وأيضا الزمن الذى يغلفنا ونعيش فى إطاره ، ولايمكن أن نتخطاه بحيث يصبح الماضى مستقبلا والمستقبل ماضيا . نحن نركب قطار الزمن السائر الى الأمام ، ولا يمكن أن نخرج عن قضبان هذا القطار .
2 ـ لذا يأتى التعبير عن الملائكة ودورها بصورة رمزية تقريبية ، مثل قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ( 1 ) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ( 2 ) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ( 3 )إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ ( 4 ). تقوم الملائكة بصّف الناس صفوفا وتزجر من يخرج عن الصّف ، وهذا يوم العرض على الله جل وعلا .
2 / 2 : ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ( 1 ) فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا ( 2 ) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ( 3 ) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ( 4 ) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ( 5 ) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ( 6 ). هنا تشبيه للملائكة بالرياح .
2 / 3 : ( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا ( 1 ) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ( 2 ) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ( 3 ) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ( 4 ) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ( 5 ) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ( 6 ) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ( 7 )) هذا عن دور الملائكة فى انزال الرسالات الالهية وفى حتميات القضاء والقدر .
2 / 4 : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ( 1 ) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ( 2 ) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ( 3 ) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ( 4 ) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ( 5 )) هو تقريبا ما سبق .
3 ـ هذا على قدر أفهامنا .
لا يستطيع مخلوق من البشر الشرح . قال جل وعلا عن ( الروح ) جبريل : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) ( 85 ) الاسراء )