كيف يكون الأقصى فى الأدنى
المسجد الأقصى (2)

Ezz Eddin Naguib في الأربعاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

المسجد الأقصى(2)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى المقال السابق أثبت لنفسى وللأستاذ الكريم/ محمد عطية (فهو الوحيد الذى وافقنى) أن المسجد الأقصى لا يُمكن أن يكون فى أدنى البلاد لبلاد العرب وهى فلسطين أو الشام عموما.
 
والرجا تدبر آيات سورة النجم التالية:
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ  الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}النجم
 
فنبدأ من الآية الرابعة:
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}
فهذا القرآن ما هو إلا وحى من الله
 
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5}
فقد علمه هذا القرآن المُوحى به ملاك شديد القوى هو جبريل عليه السلام
 
ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7}
فجبريل ذو حصافة وحكمة. وقد استوى على صورته الملائكية وهو بأعلى نقطة فوق الأفق،
 
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9}
ثم اقترب نازلا حتى صار على بعد لا يزيد عن طول قوسين (القاب طول أو نصف طول القوس حسب نوعه)
 
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10}
فأوحى الله (عن طريق جبريل) إلى عبده محمد ما أوحاه له من قرآن
 
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11}
لم يُمكن لفؤاد الرسول أن يُنكر ما رآه بعينيه
 
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12}
فهل تُجادلونه وتُنكرون عليه ما يرى (فهو يرى جبريل) وأنتم لا ترون شيئا؟
 
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13}
ولقد رأى محمد عليه السلام جبريل مرة أُخرى (والنزلة هى المرة من النزول أو المرة). ويُلاحظ أنه دنا وتدلى (أى اقترب ونزل) من أفق السماء فى الآية 8)
 
عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14}
السدرة هى نوع من الشجر وقد ذكرها الله مرتين بالمُفرد فى سورة النجم، ومرتين بالجمع: سِدر فى:
{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16
{فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ }الواقعة28
وقد رأى نبينا الكريم جبريل مرة أخرى عند سدرة المنتهى
والمنتهى هو أقصى ما يُمكن الوصول إليه.
وسدرة المنتهى هى أقصى مكان يُمكن لمخلوق أن يصل إليه ولذلك فقد كان هذا أقصى ما وصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم فى السماوات. أما ما بعد هذه السدرة فهو مكان مُحرم دُخوله. فهل هو حرم الله فى السماء؟ هل هو حرم عرش الرحمن؟
 
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15}
أى أن جنة المأوى التى سيدخلها الذين آمنوا وعملوا الصالحات عند هذه الشجرة
يقول تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة19
 
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16}
وغشى الشيء معناها الأساسى: غطاه وستره: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }الليل1
وغشى امرأته أى: جامعها، وتغشَّاها أى جامعها أيضا وتُفيد التكرار:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189
وغَشِيَهُ النُّعاسُ أى: غلبه: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ  ....}آل عمران154
وغُشِىَ عليه أى: فقد الوعى أو أُغمى عليه: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ .... }الأحزاب19
وغشى المكان أى: كثر تردده عليه فكأنه يُغطيه
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16}
إذ كان يتردد على السدرة أو يُغطيها من يتردد عليها من جموع الملائكة أو أى خلق لله لا نعلم عنهم شيئا. ولماذا كانوا يتترددون على السدرة أو يُغطونها؟ أرى أنها مسجد الملائكة التى يُسبحون فيها الله ويُصلون له مُتجهين إلى حرمه فى السماء كما نتجه نحن إلى حرمه فى الأرض. يقول تعالى:
{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الزمر75
 
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17}
أى أن الرسول الكريم لم ينحرف بصره عما رآه ولم يتجاوزه (فقد رأى فعلا كل شىء ولم تخدعه عيناه)
 
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}
فقد رأى السماوات بما فيها من مجرات وشموس وكواكب، ورأى جبريل والملائكة أو خلق الله مما لا نعرف عنهم شيئا، ورأى جنة المأوى وغير ذلك من آيات الله الكُبرى.
 
تقول الآية الكريمة:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
فقد أسرى الله برسوله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى عند سدرة المُنتهى.
إن التشابه بين آية الإسراء وآيات سورة النجم عجيب:
فالأقصى بنفس معنى المُنتهى وهو أقصى مكان يصل إليه الخلق
والبركة فى التى ذكرها الله فى سورة الإسراء لا شك موجودة عند سدرة المنتهى
والآيتان الوحيدتان فى القرآن اللتان تجمعان بين سيدنا مُحمد ورؤيته لآيات ربه هما:
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا {1} الإسراء
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}النجم
فرحلة إسراء الرسول كانت من حرم الله فى الأرض (المسجد الحرام) إلى حرمه فى السماء أو المسجد الأقصى (سدرة المُنتهى) مُباشرة، ولم تكن جُزئين: إسراء إلى بيت المقدس ثُم معراج إلى السماء.
ونُلاحظ أن الآيات لا تذكر أنه رأى الله سبحانه إطلاقا، بل أن وصوله إلى سدرة المنتهى تعنى أنه وصل إلى أقصى مكان يُمكن أن يصل إليه مخلوق، وأنه فى رحلته هذه لم ير ربه.
ولم يكن فيها أى من الخُرافات التى فى الأحاديث الكاذبة عن الإسراء والمعراج، كالمساومة على عدد الركعات والتى هى مُستحيلة دينا وعقلا.
 
 
خطر لى هذا التعارض بين كلمتى "الأقصى" و"أدنى الأرض" لأول مرة قبل أن أكتب مقالى الأول بعدة أيام، فقد كان على أن أبدأ فى ترجمة سورة النجم فى صباح اليوم التالى، والأيات الأولى فى سورة النجم كانت تُقلقنى، فلم أكن مُطمئنا تمام الاطمئان لفهمى لها كما يجب. وفى الترجمة – وخاصة عند ترجمة كلام الله – لابد أن أبحث وأراجع حتى يطمأن قلبى إلى معنى الآية، وأن هذا المعنى لا يُخالف أو يتعارض مع أى من الآيات الأخرى. ولا أُزكى نفسى، ولكنى أُحاول قدر طاقتى وبقدر ما أعطاه الله لى من عقل وعلم وموضوعية أن أعطى للناس ترجمة إنجليزية تعتمد على القرآن، وتكون أقرب ما يُمكن لما فهمته من آيات الله الكريمة، وتكون بلغة إنجليزية صحيحة يفهمها أهلها. والتوفيق فى النهاية بيد الله الواحد الأحد.
ألتمس من الله المغفرة والرحمة والتوفيق، وأرجو منكم الدعاء لى بالهداية. وسوف أعرض عليكم ترجمتى للآيات الأولى فى سورة النجم فى مقال تالٍ إن شاء الله، وبانتظار تعليقاتكم على الترجمة.
لم أستطع النوم يومها، فقد أخذت الآيات تتوارد على ذهنى، وتتعارض وتشتبك. فشغلت نفسى بأشياء أخرى حتى يُمكننى النوم، واعدا نفسى أن أفكر فى اليوم التالى بهدوء وموضوعية. كانت الفكرة صادمة لى، فهى تُخالف ما اعتقده لأكثر من خمسين عاما. ولكن الفكرة كانت مثل لعبة الصورة الممزقة jigsaw puzzle ووجدت أجزاء الفكرة تسقط فى أمكانها لتُكون الصورة التى عرضتها عليكم
فقد نشأت قرآنيا، فوالدى كان مُسلما لا يُؤمن إلا بالقرآن فقط (فلم يكن مصطلح القرآنيين أو أهل القرآن" قد عُرف بعد وكانت له ندوة سماها "ندوة أنصار القرآن" أجَّر لها شقة فى شارع البورصة الجديدة، وهو شارع صغير بين شارعى سليمان باشا وقصر النيل، وكان يجتمع فيها مساء الاثنين والخميس من كل أسبوع مع عدد قليل من أصدقائه ومعارفه الذين اعتنقوا رأيه فى أن القرآن وحده هو كتاب الله المحفوظ، وأن الأحاديث المنسوبة للنبى هى أحاديث مُلفقة أُلفت بعد موت الرسول عليه السلام لإفساد الإسلام، وأن النسخ بمعنى الإلغاء والإبدال طعن فى كمال علم الله، وأنه لا عذاب فى القبر، إلخ
كان عمرى بين الثانية عشرة والخامسة عشرة (قبل وفاة والدى فى عام 1960) وكنت بعد أن أخرج من السينما يوم الخميس أذهب لوالدى فى دار الندوة لأعود معه بالسيارة بدلا من المواصلات. وكنت أسمع بعض المناقشات بين والدى رحمه الله بإذن الله وبين رُواد الندوة. وسمعت والدى يُنكر المعراج، ويتحدث عن الخرافات التى ألفها المُحدثون. ويبدو أن إسراف المُحدثين فى خُرافاتهم عن المعراج مما لا يقبله عقل دفعته لا شعوريا إلى رفض موضوع المعراج جملة وتفصيلا، وتأويل الآيات التى تُشير إليه.
 
نأتى الآن إلى الآيات التى استند إليها والدى رحمه الله إن شاء وبعض القرآنيين فى نفى المعراج:
(1) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17}النجم
فقدكان والدى رحمه الله يعتقد أن الله سبحانه وتعالى أعطى الرسول قوة فى بصره فرأى ما رأى من آيات ربه الكبرى، ويستشهد بهذه الآية كدليل على الرُّؤية عن بُعد.
ولا أعتقد هذا فالآية
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13}
تعنى أنه رآه فى تلك النزلة الأخرى بنفس طريقة رؤيته فى المرة الأولى أى عن قرب. وكلمة "ولقد" تعنى التأكيد. وتلك النزلة الأخرى لم تكن على الأرض، بل حُدد مكانها بأنها عند سدرة المنتهى وعند جنة المأوى، أى فى السماء.
 
(2) {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً} الإسراء60
وردت كلمة رؤيا فى القرآن خمس مرات بمعنى منام، ويقول أهل اللغة أن الرؤيا بالألف تعنى المنام، ورؤية بالتاء المربوطة تعنى رُؤية العين، ولم أعثر فى القرآن الكريم على كلمة رؤية. أما فى الآية السادسة وهى آية الإسراء 60 فلا يُمكن أن تعنى كلمة "الرؤيا" فى هذه الآية إلا رؤية العين لأنها تتكلم عن الإسراء فى سورة الإسراء. ولوكانت الرؤيا فى هذه الآية مناما ما صارت فتنة وما ارتد بعض ضعيفى الإيمان. فأى إنسان لا قيد له على ما يراه فى أحلامه، ولا يهتم بها أحد أو يُحاسبه عليها، فما بالك إن صار الحلم فتنة وارتد بسببه الناس! إذن فلابد أن الرسول قد قال لهم إنه رأى ما رأى بعينى رأسه، فثارت الفتنة.
 
(3) {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء93
كان والدى رحمه الله إن شاء يستشهد بهذه الآية فى نفى ارتقاء الرسول (أو معراجه) إلى السماء. وأذكر أنى لم أقتنع تماما، ولكن فى هذه السن الغضة (13-15 سنة) كان ما يقوله والدى كلاما مقدسا.
فلو قرأت الآية بدون الكلمات [وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ] لكانت قاطعة باتَّة فى نفى صعود الرسول إلى السماء.
ونأتى بالآيات السابقة حتى نفهم الآية:
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}
فقد علق الكفار إيمانهم بالرسول بأن يأتيهم بآية حسية. فطلبوا منه عدة طلبات أو مُعجزات يُمكنهم رؤيتها، والواضح من هذه الكلمات [وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ] أنهم سمعوا أن الرسول يقول إنه قد رقى فى السماء، ولذلك فقد وضعوا شرطا تعجيزيا آخر بأن يجىء بدليل على صعوده وهو أن يُنزل عليهم من السماء كتابا يُمكنهم قراءته.
وبذلك فلا يُمكن أن تكون هذه الآية دليلا على نفى صعود الرسول إلى السماء فى ليلة إسرائه.
الخُلاصة:
أسرى الله جل وعلا بالرسول من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى الموجود فى السماء عند سدرة المُنتهى (وهى أقصى مكان يُمكن لمخلوق أن يصل إليه).
 
هذا ما أراه فى موضوع المسجد الأقصى
وفى انتظار تعليقاتكم التى أرجو أن تكون منطقية ومُؤيدة بالأيات البينات، أو كيفما يعن لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين محمد نجيب
16/9/2009
 
اجمالي القراءات 27454