هل تؤشر رغبة ترامب في استعادة قاعدة باغرام في أفغانستان عن احتمال إعادة غزو البلاد؟

في السبت ٢٠ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

قال عدة مسؤولين أمريكيين، إن تصريحات ترامب الخميس حول رغبته في استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، تعني إقحام أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي إضافة لنشر دفاعاتٍ جويةٍ متطورة، ما يعني أن مثل هذه العملية قد تبدو في النهاية إعادة لغزو للبلاد. هل يُعيد ترامب الولايات المتحدة إلى أفغانستان من بوابة بااعتبر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول إعادة احتلال قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، قد تبدو في نهاية المطاف وكأنه إعادة غزو للبلاد.

ويتطلب تحقيق ذلك، أكثر من 10 آلاف جندي بالإضافة إلى نشر دفاعات جوية متطورة.

وكان ترامب قد قال في حديثه للصحافيين الخميس خلال رحلة إلى لندن: "نريد استعادة تلك القاعدة". وأشار إلى ما وصفه بموقعها الاستراتيجي لقربها من الصين. وأضاف: "هي على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية".

وكان هذا المطار مترامي الأطراف القاعدة الرئيسية للقوات الأمريكية في أفغانستان خلال حرب دامت عقدين أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن.

هل توافق حركة طالبان؟
وسبق أن قال ترامب إنه يريد أن تستحوذ بلاده على أراضٍ ومواقع تمتد من قناة بنما إلى غرينلاند، وبدا أنه يركز على قاعدة باغرام منذ سنوات.

وألمح الخميس إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تستحوذ على القاعدة بنوع من الموافقة من جانب طالبان، لكن لم يتضح الإطار الذي قد يكون عليه مثل هذا الاتفاق.ولكن سيكون ذلك تحولاً ملحوظًا بالنسبة لطالبان، التي قاتلت لطرد القوات الأمريكية واستعادة السيطرة على البلاد من الحكومة التي كانت مدعومة أمريكيا.

وقال مسؤول أمريكي إنه لا يوجد تخطيط نشط للاستيلاء عسكريا على قاعدة باغرام الجوية، التي تخلت عنها الولايات المتحدة عندما انسحبت من أفغانستان في 2021. وأضاف أن أي جهد لإعادة السيطرة على القاعدة سيكون مهمة كبيرة.

وأوضح نفس المصدر، أن الأمر سيتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود للاستيلاء على القاعدة والاحتفاظ بها، وجهدا مكلفا لإصلاحها، فضلا عن عملية لوجستية معقدة لإعادة إمداد القاعدة التي ستكون جيبا أمريكيا معزولا في بلد غير ساحلي.

وحتى بعد سيطرة الجيش الأمريكي على القاعدة، سيتعين بذل جهود هائلة لتطهير المحيط الشاسع حولها وحمايته لمنع استخدام المنطقة لشن هجمات صاروخية ضد القوات الأمريكية داخلها. وقال نفس المسؤول: "لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي".

عرضة لهجمات الجهاديين وصواريخ إيران
من جهة أخرى، يقول الخبراء إنه سيكون من الصعب تأمين القاعدة الجوية بشكل أساسي وستتطلب قوة بشرية ضخمة لتشغيلها وحمايتها. وحتى لو قبلت حركة طالبان بإعادة احتلال القوات الأمريكية لباغرام بعد مفاوضات، سيتعين الدفاع عنها أمام مجموعة تهديدات بما في ذلك تنظيم "الدولة الإسلامية" ومقاتلو تنظيم القاعدة داخل أفغانستان.

كما يمكن أن تكون عرضة لتهديد بصواريخ متقدمة من إيران، التي هاجمت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر في يونيو/حزيران بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية.

وقلل مسؤول دفاعي أمريكي كبير سابق من فوائد استعادة السيطرة على القاعدة، بما في ذلك كونها قريبة من الصين، الميزة التي يروج لها ترامب. وقال المسؤول السابق: "أعتقد أنه لا ميزة عسكرية محددة لنكون هناك... المخاطر تفوق المزايا نوعا ما".

وسبق أن انتقد ترامب في فبراير/شباط، سلفه جو بايدن التخلي عن القاعدة وقال إنه كانت هناك خطة للإبقاء على قوة أمريكية صغيرة على الرغم من أن اتفاق فبراير/شباط 2020 مع طالبان نص على انسحاب جميع القوات الدولية بقيادة أمريكية.

وأدلى ترامب بالتعليقات حول قاعدة باغرام فيما يجري البنتاغون مراجعة للانسحاب الفوضوي من أفغانستان، ويراها عدد من قادة السياسة في إدارته إلهاء عن التحديات الأكبر التي تواجه البلاد مثل المنافسة من الصين.غرام؟