أفادت مصادر عراقية بأن منظومة الكهرباء سجلت انهياراً وانطفاءً تاماً في معظم محافظات الوسط والجنوب، بما فيها العاصمة بغداد، بعد أن خرجت عدة محطات كهربائية عن الخدمة. وقالت المصادر التي نقلت عنها محطات إخبارية عراقية محلية إن "محطات كهرباء البصرة وميسان وذي قار وبغداد وديالى والأنبار خرجت عن الخدمة"، مبينة أن "السبب المرجح هو الأحمال الثقيلة، أو حدث طارئ".
ولم تعلق وزارة الكهرباء العراقية حتى الآن عن الموضوع، وقد أفاد شهود عيان في عدد من مناطق البلاد، لـ"العربي الجديد"، بأن "الانطفاء بدأ منذ أكثر من 5 ساعات، ولم يسجل أي تجهيز للكهرباء الوطنية".
من جهته، أكد مسؤول في وزارة الكهرباء، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك استنفاراً شاملاً للفرق التقنية في عموم المحافظات لإصلاح الخلل في المحطات الكهربائية"، مبيناً أن "السبب المرجح هو أن الأحمال الزائدة أخرجت محطات كهربائية عن الخدمة، وعندما تخرج محطات يزداد الضغط على المحطات الأخرى، وهو ما تسبب بهذه الأزمة". ويتزامن ذلك مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، التي تصل وتزيد أحياناً عن 50 درجة مئوية في عموم محافظات البلاد.
وجاء الانهيار بالمنظومة الكهربائية، بعد ساعات من افتتاح رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الوحدة الغازية التوربينية 13 في محطة بسماية الغازية الاستثمارية لإنتاج الطاقة الكهربائية في بغداد، التي من المفترض أن تضيف 300 ميغا واط الى إنتاج المحطة، ووعد السوداني بأن صيف عام 2026 سيشهد تأمين منصة توفر الغاز لمحطات الطاقة.وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن السوداني أثنى على "جهود العاملين والشركات المنفذة في القطاع الخاص، ووزارة الكهرباء، وشركة (GE) بما قدموه من خبرات وتكنولوجيا مكنت من سرعة هذا الإنجاز في مدة قياسية"، مؤكداً "مضي الحكومة في تطوير البنى التحتية للطاقة الوطنية، وبعدة مسارات"، ومشيداً بـ"جهود التعاون بين القطاع الخاص، وأجهزة الدولة، بما يثبت الشراكة الحقيقية لتقديم الخدمات".
وأضاف أن "شركة ماس، وشركة GE، إلى جانب العاملين في وزارة الكهرباء، أثبتوا القدرة والتفاني، والتقدير للظروف الصعبة التي جرى فيها التنفيذ"، مستطرداً: "نعمل على شراكة أوسع في تأمين الغاز للمحطات، واستكمال تجهيز المنصة العائمة، والعمل على وجود منصة ثابتة لاستقبال الغاز في ميناء الفاو الكبير"، ولفت إلى أن "الحكومة عملت على عدة مسارات في ملف الكهرباء، وجميعها شهدت تقدماً ملحوظاً، بما سيحقق 60 ألف ميكا واط مضافة مع إتمام المشاريع الرئيسة".
وأضاف: "مضينا في المشروع الأكبر مع (GE) بالتوربينات الغازية بما يستهدف إنتاج 24 ألف ميكا واط، وكذلك مسار الإنتاج مع سيمنز بما يستهدف إنتاج 15 ألف ميكا واط، ومسار المحطات الحرارية لإنتاج 10 آلاف ميكا واط". وعبر رئيس الوزراء عن "دعمه مسار المحطات الاستثمارية التي ستضيف 10 آلاف ميكا واط، فضلاً عن مشاريع الطاقة الشمسية والنظيفة والمتجددة، بما يصل الى 3 آلاف ميغا واط"، موضحاً "عملنا على مشاريع النقل والتوزيع وزيادة كفاءة الشبكة الوطنية واستدامة وصول التيار الكهربائي للمواطنين".
وأكمل أنه "وسط هذا العمل والتقدم، يتحتم على وزارة الكهرباء تنظيم الاستهلاك، من خلال الجباية العادلة والذكية والمرنة"، مشدداً على "ضرورة تأمين تكاليف الإنتاج، من أجل توفير الأموال لتوظيفها لإنتاج الطاقة وشراء الوقود، ونتجه الى وضع مشروع متكامل للجباية، باستخدام أساليب حديثة سواء عبر المقاييس الذكية، أو بطاقات الدفع المسبق".
ويعاني العراق منذ سنوات أزمة كهرباء مزمنة، تتفاقم سنوياً مع دخول فصل الصيف وارتفاع الطلب على الطاقة، في ظل عجز مستمر في منظومة الإنتاج، وعدم كفاية البنى التحتية لنقل الكهرباء وتوزيعها في أحد أكثر البلدان احتراراً في العالم. ورغم ما خصصته الحكومات المتعاقبة من موازنات ضخمة لقطاع الكهرباء، ظلت النتائج دون مستوى الطموح، ما دفع السلطات إلى تبني حلول طارئة لتقليص الفجوة بين الإنتاج والطلب.