حملة دولية تضامناً مع ليلى سويف ومناشدات للإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح

في السبت ٠٧ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تصاعدت خلال الساعات الأخيرة موجة التضامن الشعبي والدولي مع الأكاديمية المصرية ليلى سويف، والدة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح، بعد أن جرى نقلها إلى مستشفى في لندن إثر تدهور حاد في حالتها الصحية، جراء دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 248 يوماً، احتجاجاً على استمرار حبس نجلها رغم انتهاء مدة العقوبة المفروضة عليه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

وكشف أطباء في المستشفى الذي نُقلت إليه سويف عن انخفاض خطير في مستوى الغلوكوز في الدم، ما يُعرض حياتها لخطر الموت المفاجئ، وهو ما أثار قلقاً بالغاً لدى منظمات حقوقية وشخصيات عامة داخل مصر وخارجها. وتفاعلاً مع الأزمة، أطلق عدد من سجناء الرأي السابقين والصحافيين والأكاديميين المصريين حملة توقيعات تطالب بالإفراج عن عبد الفتاح، معتبرين أن بقاءه خلف القضبان لا يخدم صورة الدولة المصرية، وأن "الإفراج عنه سيكون دليلاً على نضج الدولة وقدرتها على استيعاب لحظة إنسانية حرجة".

في السياق ذاته، أعلن عدد من النشطاء والداعمين لأسرة عبد الفتاح صياماً تضامنياً لمدة 24 ساعة، في خطوة رمزية لدعم ليلى سويف ومطالبها بالإفراج عن نجلها. وأصدرت أحزاب معارضة عدة، بينها "التحالف الشعبي الاشتراكي" و"العيش والحرية"، بيانات تحمل فيها السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية لليلى سويف، وطالبت بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح وكافة معتقلي الرأي، معتبرة استمرار حبسه بعد انقضاء مدة العقوبة "خرقاً صارخاً للقانون والدستور".

في الوقت ذاته، كشفت تقارير صحافية بريطانية عن توتر في الاتصالات بين القاهرة ولندن، بعد أن ذكرت صحيفة "ذا غارديان" أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تجاهل مكالمات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي حاول التواصل معه بشأن قضية علاء عبد الفتاح وتدهور صحة والدته. ورغم الحملات المتكررة التي أطلقتها منظمات دولية، على رأسها منظمة العفو الدولية، لا تزال السلطات المصرية تلتزم الصمت الرسمي تجاه مطالب الإفراج، وهو ما يثير تساؤلات حول نيات الدولة في إنهاء هذا الملف الإنساني والسياسي المعقد.وانتقل التضامن مع سويف وعبد الفتاح إلى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انتشرت وسوم مثل #الحرية_لعلاء و#أنقذوا_ليلى، وتناقل آلاف المستخدمين حول العالم منشورات تطالب بإنهاء الاحتجاز التعسفي لعبد الفتاح، وتحذر من كارثة إنسانية في حال تدهورت حالة والدته أكثر. وتخشى أوساط حقوقية مصرية ودولية أن تتحول قضية ليلى سويف إلى فصل مأساوي جديد في ملف الحريات بمصر، داعية السلطات المصرية إلى اتخاذ موقف إنساني عاجل بالإفراج عن عبد الفتاح، كخطوة نحو إنهاء معاناة أسرته واحترام القانون والدستور. "الإفراج عن علاء لن يضر الدولة، بل سيمنحها احتراماً داخلياً ودولياً"، تقول إحدى الموقعات على عريضة الحملة، مضيفة أن "ليلى سويف لا تطلب شيئاً لنفسها، بل تُطالب فقط بأن يُطبق القانون على ابنها".