لماذا الملك تشارلز في كندا الآن؟ وما هو خطاب العرش؟

في الثلاثاء ٢٧ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تتهيأ كندا بكل مظاهر الفخامة والأبّهة لاستقبال الملك تشارلز، الذي يزورها لأول مرّة منذ جلوسه على العرش.

ومن المقرّر أن يلقي جلالته خطاب العرش، ليفتتح الدورة الـ 45 للبرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا، يوم الثلاثاء.

ويعدّ الملك هو رئيس دولة كندا، وكذلك دول الكومنولث الـ 13 الأخرى، ومنها: أستراليا ونيوزيلندا، والعديد من الدول الكاريبية – بالإضافة إلى المملكة المتحدة.وستكون الملكة كاميلا في هذه الزيارة بصُحبة الملك تشارلز، الذي سبق وزار كندا عدّة مرات بينما كان ولياً للعهد وأميراً لويلز. وتعدّ هذه هي المرة الـ 20 التي يزور فيها تشارلز كندا.

ما هو خطاب العرش؟
هذا الخطاب عادة ما كان يلقيه الحاكم العام لكندا، بصفته ممثّلَ الملك في البلاد. ويقرأ الحاكم العام الخطاب نيابةً عن رئيس الوزراء لتحديد جدول أعمال الحكومة مع بدء كل دورة برلمانية جديدة.

ولا يمكن لمجلسَي العموم والشيوخ في كندا الشروع في أي نشاط عام قبل أداء خطاب العرش.

وسُمّي الخطاب بهذا الاسم نظراً لأنه يُتلَى من المقعد المخصّص للملك أو لمُمثله في مجلس الشيوخ بكندا.

وتشغل ماري سيمون منصب الحاكم العام لكندا حالياً، لكنّ رئيس وزراء البلاد المنتخَب حديثاً مارك كارني كان قد وجّه دعوة للملك لكي يفتتح بنفسه الدورة البرلمانية الجديدة. ومن المقرّر أن يحدث ذلك يوم الثلاثاء.

متى كانت آخر مرّة قرأ فيها رئيس دولة كندا خطاب العرش بنفسه؟
الملكة إليزابيث الثانية
Getty Images
الملكة إليزابيث الثانية ألقت الخطاب في عام 1977
ليست هذه هي المرّة الأولى التي يقرأ فيها الملك خطاب العرش في كندا، لكنّ آخر مرة حدث فيها ذلك كانت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1977، عندما قرأت الملكة إليزابيث الثانية الخطاب.

وكانت المرّة الأولى التي قرأت فيها الملكة خطاب العرش في كندا في عام 1957. وستكون هذه هي المرّة الأولى التي يفتتح فيها ملك دورة برلمانية جديدة في كندا.

وكان الملك جورج السادس، جَدّ الملك تشارلز، قد منح موافقته للعديد من مشاريع القوانين عندما زار كندا في عام 1939، لكنه لم يُلقِ أبداً خطاب العرش في كندا.

لماذا دُعي الملك لزيارة كندا؟
في وقت سابق من شهر مايو/أيار 2025، قال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني إنه قد وجّه دعوة للملك تشارلز لكي يفتتح بشكل رسمي الدورة الـ 45 للبرلمان الكندي.

ونُظِر إلى دعوة كارني باعتبارها "استراتيجية"؛ كونها تأتي في ظل توتّر العلاقات بين كندا وجارتها القوية – الولايات المتحدة الأمريكية.

وفرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رسوماً جمركية على كندا، ودأب على الإشارة إليها باعتبارها "الولاية الأمريكية الـ 51".

كما أشار ترامب باستخفاف إلى رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو، واصفاً إياه بأنه "حاكم ولاية".

ومن العاصمة أوتاوا، قال كارني إن زيارة الملك تشارلز "تؤكد بوضوح سيادة بلدنا"، قائلاً للصحفيين: "هذا شرف تاريخي يتناسب مع التوقيت الراهن".

وقالت ماري سيمون، الحاكم العام الكندي، إن الزيارة "تسلّط الضوء على العلاقة الوطيدة بين كندا والملك".

وأضافت سيمون: "الآن أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى التكاتف من أجل تأمين مستقبل يقوم على أساسٍ من قيَمنا العالمية المشتركة - الديمقراطية، والمساواة والسلام".

ماذا نعرف عن الزيارة؟
من المقرر أن يصل الملك تشارلز والملكة كاميلا إلى مطار أوتاوا ماكدونالد-كارتييه الدولي في تمام الساعة 17:15 بتوقيت غرينيتش، يوم الاثنين.

وسيكون في استقبالهما كل من الحاكم العام ماري سيمون، ورئيس الوزراء مارك كارني، وزوجته ديانا فوكس كارني.

ومن المتوقع أن يكون في المطار كذلك كلّ من: رئيسة الجمعية الوطنية للسكان الأصليين، سيندي وودهاوس نيبيناك؛ ورئيس جمعية إنويت تابيريت كاناتامي، ناتان أوبيد؛ ورئيسة المجلس الوطني للملوَّنين، فيكتوريا برودن.

وتُستهَلّ الرحلة بزيارة حديقة لانسداون في أوتاوا، حيث يلتقي الملك وقرينته الملكة أفراداً ومنظمات يمثّلون الهويّة الكندية وما تزخر به من تنوُّع.

ويتجه الملك وقرينته بعد ذلك إلى قاعة ريدو – حيث مقرّ إقامة الحاكم العام والمقرّ الرسمي للملك عندما ينزل في كندا. وهناك، يشارك الملك وقرينته في حفل رمزي لغرس الأشجار.

بعد ذلك، يعقد الملك اجتماعات منفصلة مع الحاكم العام لكندا، ورئيس وزرائها.

وفي صباح الثلاثاء، يتّجه الملك والملكة إلى مجلس الشيوخ في حراسة ملكية، حيث يشهدان مراسم استقبال عسكرية كاملة.

وفي الساعة الـ11، يلقي الملك خطاب العرش مُفتتحاً بذلك الدورة الـ 45 من البرلمان الكندي.

بعد ذلك، يزور الملك والملكة النصب التذكاري للحرب الوطنية الكندية، حيث يقدّمان احتراماتهما للجنود الراحلين في سبيل الوطن.

ثم بعد ذلك، يغادر الزوجان الملكيان كندا.

كيف أظهر الملك تشارلز دعمه لكندا؟
تشارلز
Getty Images
الملك تشارلز ارتدى ميدالياته الكندية عندما زار حاملة الطائرات إتش إم إس برينس أوف ويلز، في مارس/آذار
وفقاً لمهامّه كرئيس للدولة، ليس متوقعاً من الملك تشارلز أن يخوض في السياسة. لكنه فيما يبدو يبعث رسائل مشفّرة ويعطي إيماءات رمزية داعمةً لكندا، في ظلّ تهديدات ترامب.

وفي فبراير/شباط، وصف الملك تشارلز كندا بأنها "بلد عزيز وصامد ولطيف"، وتزامَن ذلك مع الذكرى الـ 60 لرفع عَلَم البلاد الحالي الذي يحمل ورقة القيقب - وهو حدث غالباً ما يمرّ دون احتفال ملكيّ.

وعندما زار الملك تشارلز حاملة الطائرات إتش إم إس برينس أوف ويلز، في الرابع من مارس/آذار، كان يرتدي عدداً من الميداليات الكندية.

وفي شهر مارس/آذار أيضاً، في "يوم الكومنولث"، وهو احتفال سنوي يقام في لندن ويرأسه الملك تشارلز حالياً – اختار الملك الجلوس في هذا الاحتفال على كرسيّ كندي.

وفي احتفالية لغرس الأشجار في قصر بكنغهام في وقت سابق من العام الجاري، كانت الشجرة التي وقع عليها اختيار الملك تشارلز هي شجرة القيقب - التي يحمل العَلَم الكندي وَرقتها شعاراً.
اجمالي القراءات 103