هجرة 76٪ من الأطباء المصريين تهدد بانهيار المنظومة الصحية الوطنية

في الأحد ٢٥ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أوضح تقرير موثوق أن 76 في المئة من الأطباء المؤهلين في مصر اختاروا مغادرة البلاد والعمل في الخارج بحثًا عن بيئة مهنية أفضل ومستقبل أكثر استقرارًا

كشف استطلاع جديد صادر عن مركز أبحاث مستقل أن 60 في المئة من هؤلاء الأطباء أكدوا أن تدني الرواتب يمثل الدافع الرئيسي وراء قرارهم بالهجرة المهنية خارج البلاد

صرح باحثون متخصصون أن مناطق الخليج ما زالت تمثل وجهة مفضلة للبعض لكن اتجاهًا ملحوظًا برز بين جيل جديد من الأطباء الشبان الذين يفضلون الهجرة الدائمة إلى دول الغرب وتحديدًا المملكة المتحدة وأميركا الشمالية

أعلن بيان رسمي صادر عن نقابة الأطباء في مصر أن عام 2023 وحده شهد مغادرة نحو سبعة آلاف طبيب للعمل خارج البلاد ضمن موجات متتالية بدأت منذ أعوام وسجلت ذروتها عام 2021 بهجرة نحو 16 ألف طبيب لاستكمال الدراسات العليا والعمل بالمؤسسات الطبية في أوروبا والولايات المتحدة

نوهت تقارير متخصصة إلى أن هذه الموجات المتتابعة من الهجرة تسببت في أزمة حقيقية تعاني منها المنظومة الصحية المحلية حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر توفر طبيبًا واحدًا لكل 1160 مواطنًا مقارنة بالمعدل العالمي البالغ طبيبًا واحدًا لكل 500 مواطن

لفت مختصون إلى أن الأزمة لم تعد تقتصر على الأطباء الجدد بل امتدت لتشمل طواقم التمريض والكوادر الفنية في مجالات التخدير والعناية المركزة والطوارئ وصيانة المعدات الطبية الحديثة وهو ما يمثل خسارة فادحة في موارد الدولة البشرية والمالية

أشار تقرير حديث إلى أن الطبيب حديث التخرج في المستشفيات العامة لا يتجاوز راتبه الشهري 7 آلاف جنيه في حين أن الحد الأدنى اللازم للمعيشة الكريمة يصل إلى 12 ألفًا و448 جنيهًا

أضافت الدراسة أن بيئة العمل أصبحت طاردة بشكل متزايد حيث كشفت دراسة أجريت عام 2023 أن أكثر من 70 في المئة من الأطباء تعرضوا لمواقف عنف داخل أماكن العمل وهو ما ساهم في تعزيز رغبة عدد كبير منهم في مغادرة البلاد بشكل نهائي

أكد خبراء الصحة العامة أن استمرار هذا النزيف البشري يهدد مستقبل الرعاية الصحية في مصر ويستلزم تدخلًا عاجلًا واستراتيجيات وطنية فعالة لضمان بقاء الكفاءات الطبية داخل البلاد