فضيحة مدوية بجامعة سوهاج: تلاعب بخطة كلية الألسن لتعيين ابنة العميد

في السبت ١٠ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أوضح مصدر جامعي مطلع أن كلية الألسن شهدت في عام 2022 تعديلًا على الخطة الخمسية التي كانت قد أُقرت في عام 2021، دون وجود مبررات واضحة لهذا التعديل، بل على العكس تمامًا، كشف التغيير عن تعارض صارخ مع مبادئ الشفافية والعدالة الأكاديمية.

أشار أحد أعضاء مجلس الكلية للعام الجامعي 2022/2023، إلى أن التغيير أُقر خلال الجلسة رقم (72) بتاريخ 14 نوفمبر 2022، برئاسة عميد الكلية آنذاك الدكتور ناصر السيد محمود حجي، وتمت الموافقة عليه بالإجماع رغم عدم علم عدد من الأعضاء بخطة 2021 التي تم تجاهلها تمامًا.

وقد حصل موقع أخبار الغد على مستندات رسمية تكشف تفاصيل تلاعب إداري داخل كلية الألسن بجامعة سوهاج، تضمنت تعديلًا جوهريًا في الخطط الخمسية لتعيين ابنة عميد الكلية السابق في قسم اللغة الفارسية، ما يثير شبهة فساد إداري صارخ.



أعلن أعضاء بهيئة التدريس أنهم لم يُبلغوا نهائيًا بوجود خطة خمسية سابقة تم إقرارها عام 2021، وأن الحديث الذي دار داخل مجلس الكلية كان يدور فقط حول تقديم خطة جديدة بديلة لخطة 2017 / 2018، وهو ما يثير الشكوك بشأن نية تمرير التعديلات دون علم الجميع.

كشف تحليل الخطتين أن خطة 2021 كانت تستهدف تكليف عدد 6 معيدين في العام 2022/2023، وعدد 7 معيدين في العام 2023/2024، وعدد 9 معيدين في العام 2024/2025، بينما الخطة المعدلة عام 2022 استهدفت تكليف 6 معيدين في العام الأول، ثم 5 في الثاني، و8 في الثالث.

صرح مصدر إداري أن الخطتين المعتمدتين في عامي 2021 و2022 صدرتا في عهد نفس العميد، ما يُفقد أي حجة تبرر التغيير الجذري، خاصة أن الخطة الجديدة بدأت من الصفر وامتدت حتى العام الجامعي 2026/2027، متجاوزة الخطة الأصلية التي كان من المقرر انتهاؤها في 2024/2025.

استرسل المصدر في التأكيد على أن أبرز تغيير حصل في خطة قسم اللغة الفارسية، الذي رأسه الدكتور ناصر السيد محمود حجي، حيث ألغى طلبات التعيين للسنوات 2022/2023 و2023/2024 و2024/2025، وأبقى فقط على طلب تعيين اثنين في العام 2025/2026، وهو عام تخرج ابنته.

زعم مطلعون أن القسم نفسه رفض لأكثر من مرة بين عامي 2018 و2022 نقل عضو هيئة معاونة من كلية الآداب رغم العجز العددي، بحجة عدم الحاجة، في حين عاد لاحقًا وطلب تعيين اثنين في عام واحد بمجرد اقتراب موعد تخرج ابنة العميد.

نوه المراقبون إلى أن العدد الإجمالي للمعيدين لم يتغير بشكل كبير بين الخطتين، مما يضعف أي مبرر يدعو لتغيير الخطة، ويزيد الشكوك حول وجود أهداف خفية تتعلق بمصالح شخصية.

لفت أحد المبلغين النظر إلى أن القسم ذاته، وبإشراف العميد السابق، كان قد تجاوز الخطة الخمسية المعتمدة عام 2022، وقام بتكليف معيد إضافي في قسم اللغة الفرنسية وآخر في قسم اللغة الإنجليزية، ليصل العدد الفعلي إلى 8 معيدين بدلاً من 6 كما نصت الخطة.

أوضح تقرير داخلي أن مجلس كلية الألسن في جلسته رقم (71) بتاريخ 9 أكتوبر 2022 وافق على تكليف المعيد الأول فقط من كل قسم، رغم أن خطة 2021 كانت تنص على تكليف اثنين في عدة أقسام، ما يعد مخالفة مباشرة للخطة.

أفاد مصدر مسؤول أن قسم اللغة الفارسية، الذي بدأ نشاطه عام 2015، يضم فقط 3 معيدين وأستاذ متفرغ بالإضافة إلى العميد السابق، وكان دائمًا يستعين بمنتدبين من كلية الآداب، ما يضعف حجته في تقليص عدد المعيدين بشكل مفاجئ.




صرح خريجون تضرروا من الخطة المعدلة بأنهم بدأوا في رفع قضايا ضد الكلية، بلغ عددها 6 قضايا، تشمل أقسام اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والعبرية والفارسية والألمانية، ما يهدد الجامعة بخسائر مالية وإدارية جسيمة في حال صدور أحكام لصالحهم.

استدرك مصدر قانوني أن تعيين معيدين غير مستحقين أو غير أكفاء بناءً على خطة معدلة لأغراض شخصية قد يفتح باباً واسعاً للطعن القانوني، وربما تتكبد الجامعة تعويضات تُثقل موازنتها وتُربك إدارتها.

أضاف عضو من مجلس الكلية أن القرار تم تمريره دون إتاحة مضابط واضحة توثق تغييرات الخطة الخمسية، ما حرم أعضاء المجلس من الاطلاع الكامل على الخلفيات، مؤكدًا أن الشفافية كانت غائبة تمامًا عن هذا الإجراء.

أجاب خبير أكاديمي بأن الخطة الخمسية يجب أن تُعلن بشفافية تامة لجميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب، لتكون حافزًا للمنافسة العادلة، متسائلًا عن سر التعتيم المقصود حول هذه الخطط.

نبه مصدر مسؤول إلى أن أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية سبق أن تقدم بشكوى رسمية لرئيس الجامعة ضد ابنة العميد، يتهمها باقتباس أكثر من 80 صفحة من بحث والدها الأكاديمي في رسالتها للماجستير دون توثيق علمي سليم.

استفهم مصدر جامعي عن الجهات المسؤولة عن توفير الدرجات المالية في حال صدور أحكام لصالح الطلاب الخريجين، متسائلًا عما إذا كان سيتم تحميل الجامعة نفقات قرارات إدارية مشوبة بمصالح شخصية.

أردف مراقب أكاديمي أن قسم اللغة الفارسية يعاني من نقص في أعضاء هيئة التدريس المعاونين، مما يجعل التلاعب في تقليص عدد المعيدين أمرًا غريبًا ومخالفًا لمتطلبات القسم الحقيقية، خاصة في كلية حديثة مثل الألسن.

دعا أعضاء هيئة التدريس إلى فتح تحقيق عاجل في أسباب تغيير الخطة الخمسية دون مبرر، وطالبوا بإعلان نتائج هذا التحقيق بشفافية كاملة لتحديد المسؤول عن هذه الأزمة المتفاقمة.

أنذر تقرير داخلي بأن الاستمرار في تجاهل هذه القضية سيتسبب في أزمة ثقة داخل المجتمع الجامعي، ويمهد الطريق لفقدان المصداقية الأكاديمية في جامعة يفترض أن تكون نموذجًا في النزاهة.

طالب أعضاء بهيئة التدريس بسرعة إحالة الواقعة للجهات الرقابية المختصة، مع التأكيد على أن مكافحة الفساد تبدأ من الجامعات، باعتبارها مؤسسات التنوير الأولى في الدولة.

دعا المبلغون إلى فتح تحقيق فوري من قبل الجهات الرقابية العليا، وإعادة النظر في كل ما تم من قرارات خلال فترة تولي العميد السابق منصبه، مع حصر جميع الأضرار المحتملة وإحالة المسؤولين للمساءلة.

حث المراقبون وزارة التعليم العالي على التدخل لمراجعة كافة الخطط الخمسية بالكليات المختلفة لضمان سلامتها ومنع تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلاً، حماية للعدالة الأكاديمية.

وموقع “أخبار الغد” يحتفظ بكافة المستندات التي تثبت الواقعة، وأنه سيواصل نشر أي مستجدات تتعلق بالقضية في إطار رسالته الإعلامية لكشف الفساد.