منع النقاب فريضة أمنية (١)

خالد منتصر في الإثنين ٢٤ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 
طبيبة سوهاج التى قتلت فى عيادتها على يد رجل يرتدى النقاب، والتى نشر قصتها موقع «اليوم السابع»، فتحت ملف الخطر الأمنى والاجتماعى الذى يمثله انتشار النقاب بصورة سرطانية فى مصر، وهذه ليست أول جريمة ترتكب فى مصر تحت ستار النقاب، فمنذ فترة طعن رجل يرتدى النقاب، طبيبة العيون، إيمان إبراهيم سماحة، بالسكين فى مستشفى العريش ولاذ بالفرار، ومن قبلها كان النقاب بطل تفجيرات عبدالمنعم رياض والسيدة عائشة،
وأيضاً بططل مسلسل خيانة زوجة الصيدلى فى محافظة الغربية مع عشيقها، الذى كان يدخل إلى غرفة نومها بالنقاب تحت سمع وبصر الزوج المخدوع، الذى أقنعته الزوجة بأن العشيق مجرد سيدة فاضلة، تلقى عليها دروساً دينية ولا تنكشف على رجال غرباء!
وأيضاً بطل حكاية «صابر فارس» الهارب من العدالة لمدة سنوات فى زى سيدة منتقبة تقطن فى شبرامنت!! وغيرها وغيرها من الحكايات والقصص التى تقودنا إلى طريق واحد عنوانه: «النقاب ليس فريضة شرعية ومنعه فريضة أمنية»، وأن من تريد النقاب فلتجلس فى بيتها لا تخالط المجتمع، لأن الاختلاط بالمجتمع أولى بديهياته معرفة وكشف الهوية لسهولة الرقابة الاجتماعية.
السؤال: هل النقاب فريضة شرعية إسلامية حقاً كما يدعى أنصار النقاب؟ لنتعرف على الإجابة، يكفى قراءة عشرات الأدلة التى ساقها الشيخ الغزالى فى كتابه عن السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، ومنها:
١- إذا كانت الوجوه مغطاة فعم يغض المؤمنون أبصارهم؟ أيغضونها عن القفا والظهر، فالغض يكون عن الوجوه بداهة.
٢- والحديث القائل: «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله...» إلى آخر الحديث، فهنا فيه رؤية، وحكى القاضى عياض عن علماء عصره - كما روى الشوكانى - أن المرأة لا يلزمها ستر وجهها وهى تسير فى الطريق.
٣- وأيضاً الأمر بكشف الوجه عند الحج أو فى الصلاة، والتى يعتمد عليها مؤيدو النقاب فى أنه يجب ستر الوجه فيما عدا ذلك، ويرد الغزالى بسؤال مفحم، وهو: هل إذا أمر الله الحجاج بتعرية رؤوسهم فى الإحرام كان ذلك يفيد أن الرؤوس تغطى وجوباً فى غير الإحرام؟! بالطبع لا.
٤- فى إحدى خطب الأعياد التى أمر فيها النبى النساء بالتصدق تم ذكر أن امرأة سفعاء الخدين سألته - الخد الأسعف هو الجامع بين الحمرة والسمرة - فمن أين عرفت أنها سفعاء الخدين إذا كانت منتقبة؟!
٥- وعن سهل بن سعد رضى الله عنه، أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسى، فنظر إليها رسول الله وصعد النظر إليها وصوبه... إلى آخر الحديث»، والسؤال، فيما صعد النبى النظر وصوبه إن كانت المرأة منتقبة، وأيضاً جاءت امرأة إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - يقال لها أم خلاد وهى منتقبة تسأل عن ابنها الذى قتل فى إحدى الغزوات فقال لها بعض أصحاب النبى: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟ ويدل استغرابهم على أنها كانت عادة وليست عبادة.
إذا رد البعض بنصوص مضادة، فدعنا نذكر على الأقل أن هناك اختلافاً على النقاب، وهذا الاختلاف يشجعنا على أن ننقل مناقشة مسألة النقاب من الجانب الدينى إلى الجانب المدنى دون أن يتهمنا أحد بالكفر، والمناقشة على أرضية الدولة المدنية تجعلنا نتساءل: لماذا لم نمنع النقاب فى أماكن العمل مثل دولة خليجية لها أصول قبلية وبدوية مثل أبوظبى التى منعته تماماً فى أماكن العمل، رغم أن النقاب عندهم كان عرفاً اجتماعياً قديماً؟ وهذا هو السؤال الذى سنجيب عنه الأربعاء المقبل.

 

 
اجمالي القراءات 12402