مرة أخرى, متى نفطر!!!!!!!!!!!!
الأخوة الكرام, ليست هذه هى المرة الأولى التى نوقش فيها هذا الموضوع على هذا الموقع, فقد نوقش من قبل منذ حوالى سنتين, وكتبت عدة مقالات فى ذلك الشأن من عدد من كتاب الموقع, ومن بينها مقالة لى, وكانت بالتحديد فى أول أكتوبر 2007, فى مقالة لى بعنوان ( متى نفطر ومتى نبدأ الصيام ) وأرجو لمن لم يقرأها من قبل ان يقرأها ويقرأ التعليقات التى جاءت عليها.
وقد كان هناك من فسر الإفطار بأنه بعد غروب الشمس مباشرة كما يفعل الأكثرية العظمى من المسلمين اليوم, وهناك من فسره بأنه عند حلول الليل اى بعد ذلك بحوالى ساعة اى مع صلاة العشاء, وهناك أيضا من نحى نحوا ما بين هذا وذاك اى فى وقت لاحق لغروب الشمس وقبل العشاء.
من الطبيعى ان الصيام شيئ خاص يحدث بين الإنسان وربه جل وعلا, وليس الصيام مثلا مثل الصلاة حيث قد يراها الأخرين , فإن المسلم الذى هو فى بيته صائم لا يعلم بصيامه إلا الله, ولا يعلم بقيمة او صدق او سبب ذلك الصيام إلا الله, وذلك المسلم الذى قد يكون وحده فى بيته وهو فى شدة العطش وليس بينه وبين كوب من الماء المثلج من ثلاجته سوى خشية الله عز وجل, هذا المسلم عندما يفطر فإنه يفطر فى الوقت الذى يعتقد فيه انه هو الذى امره الله به, وليس لأحد أخر دخلا فى ذلك على الإطلاق.
نرجع الى تفسير الآيه, وتحديد وقت الإفطار, وببساطة شديدة , لعلنا نتفق ان الصيام يبدأ مع بداية النهار, وان الإفطار يبدأ مع بداية الليل. اى ان الليل هو وقت الإفطار وأن النهار هو وقت الصيام. ولأن الليل والنهار لا يأتيان فجأة مثل ان تضيئ مصباح فى غرفة مظلمة فتتحول وقتيا فى لحظة واحدة الى نور او تتحول فى لحظة واحدة الى ظلام, فهناك فترة تحول من نهار الى ليل والعكس صحيح. فلو تصورنا ان النهار هو 100% من الضوء الأبيض, وأن الليل هو 100% من الضوء الأسود – إن صحت التسمية-, وقد حدد الله سبحانه وتعالى النهار ببداية الصوم وهو عندما نستطيع ان نميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود (((من الفجر))) وكلمة من الفجر لها أهمية عظمى - برجاء الرجوع الى مقالتى التى أشرت اليها, بمعنى أصح انه فى وقت ما وليس عندما يكون هناك 100% من الضوء الأبيض ولكنه عندما يبدأ الضوء الأبيض فى إختراق الضوء الأسود. وهذا هو بداية النهار, بمعنى اخر, ان الضوء الأبيض بدأ فى تقليل نسبة الضوء الأسود, بمعنى اخر ان الشمس التى هى مصدر ذلك الضوء لم تظهر بعد ولكنها بدأت فى أرسال الأشعة الأولى لتخترق الضوء الأسود. فإن كانت هذه هى البداية كما حددها الله, فلماذا لا تكون بداية الليل هى إنحسار وغروب الشمس ( فى كلمة الى الليل من الآية), فإن فى غروب الشمس تغير نسبة الأشعة البيضاء من 100% الى أقل من ذلك , وهو بداية دخول الضوء الأسود, وبذلك تتساوى الكفتان, بداية النهار هى ان تقل نسبة الضوء االأسود لتكون أقل من 100% , وبداية الليل هى ان تقل نسبة الضوء الأبيض الى اقل من 100% تدريجيا.
هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى, تخيل ان هناك مسلم يعيش فى الطابق الأول من مبنى مثل ناطحات السحاب, والأخر يعيش فى الطابق المئة او الطابق المئة وخمسون أو ان احدهما يعيش فى سفح جبل والأخر يعيش فى قمة الجبل, فمن المنطقى انه عندما يستطيع من يعيش فى قمة الجبل ان يميز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود, لن يستطيع الساكن فى سفح الجبل او فى الطابق الأرضى ان يميز ذلك سوى بعد عدة دقائق تتناسب طرديا مع إرتفاع المبنى او مع إرتفاع الجبل, والعكس صحيح بالنسبة لغروب الشمس, فسوف تغرب تماما بالنسبة لمن يعيش فى سفح الجبل فى الوقت الذى يراها لازالت ساطعة من يعيش فى قمة الجبل.
النقطة الثالثة هى ان كان الرسول (ص) كان يفطر مع المسلمين قبل صلاة العشاء او مع صلاة العشاء او بعد غروب الشمس بمدة محددة ومعروفة ....................الخ, فكيف تحول المجتمع الإسلامى بأجمعه فيما بعد بتغيير ذلك الى غروب الشمس فقط, هل كانت هناك مؤامرة على تغيير الموعد شارك وأشترك فيها جميع مسلمى العالم على إختلاف الوانهم وألسنتهم ومشربهم عن طيب خاطر وبكامل ومحض إرادتهم!!!
من أراد ان يفطر كما يفطر المسلمين كافة وضميرة مرتاح لذلك , فليفطر, ومن أراد ان يفطر مع الظلام الكامل مع صلاة العشاء او قبلها بقليل, فليفطر, مادام ضميرة مرتاح لذلك, ولكن لا يجب ان يفرض أحد مفهومه على الأخر بأنه هو المفهوم الصحيح لما جاء فى القرآن وأن الأخرين لا يفقهون ما يقراون من أيات الله البينات. وكل عام وأنتم بخير, تقبل الله منا صيامنا, وبارك الله لنا فى فطورنا .
قبل أن أنسى ولكى أسلى صيامكم, لم أستطع مقاومة الإغراء فى سرد ما سمعته من السيد المبجل إمام المسجد أمس, من عادتى ان أذهب الى المسجد بعد إنتهاء ما يسمى ( خطبة) لأنها دائما ما ترفع ضغط الدم لدى, وأمس ذهبت كعادتى متأخرا حتى اتحاشى سماعها, ولكن لحظى ال..... اطال الإمام خطبته, وسمعت ما فهمت منه انه كان يتحدث عن رمضان ومكارم شهر رمضان وما ينبغى للمسلمين ان يفعلوه فى شهر رمضان .....الخ مما يعرفه الجميع, ولكن استرعى إنتباهى ما قاله عن صحابة الرسول, ولم يقل الرسول ولكن صحابة الرسول, فقد قال ان صحابة الرسول كانوا يستعدون لشهر رمضان سته أشهر قبل شهر رمضان, وكانوا يحزنون على إنقضائة سته أشهر بعد شهر رمضان, وبالطبع هرشت رأسى , فإن كانوا يستعدون قبله بسته أشهر, ثم يحزنون على إنقضائه بعده ستة أشهر, بعلمية بسيطة نجد أن تعداد الشهور فى السنه هو ثلاثة عشر شهرا, سته قبله وسته بعده ثم بإضافة الشهر نفسه, الم يقل الله أن عدة الشهور عنده إثنى عشر شهرا, فهل كان الإمام ضعيفا فى الحساب ام ان الصحابة كانوا لا يعرفون الحساب ام كلاهما, أم أن ما جاء فى القرآن ليس بذا قيمة لديهم كالعادة, ولم يتفضل سيادته بشرح معنى إستعداد الصحابة لشهر رمضان , هل كانوا يجمعون المكسرات والفواكه وما لذ وطاب ام كانوا يجهزون الملابس الجديدة.........................., الأطرف من ذلك انه وهو يحاول ان ( يجود) فى قراءة الأيات من سورة البقرة " يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام .....) أخطا ليس مرة واحدة بل عدة مرات فى قراءة الآيات ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم