رجل دين موريتاني بارز يعلن معارضته للديمقراطية كنظام للحكم

في الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

رجل دين موريتاني بارز يعلن معارضته للديمقراطية كنظام للحكم

نواكشوط- زين العابدين البخاري


أعلن أحد أكبر رجال الدين في موريتانيا معارضته للديمقراطية كنظام للحكم. واعتبر الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى حمدا ولد التاه الشرعية في الدين الإسلامي هي ما يمنحه من أسماهم بأهل "الحل والعقد من أصحاب الشوكة والنفوذ أي رؤساء الأجناد وشيوخ القبائل".

واثارت تصريحات ولد التاه الذي تولى في وقت سابق رئاسة "المرصد الوطني للإنتخابات" جدلا كبيرا في الوسط الفكري بموريتانيا.


وقال ولد التاه في مقابلة صحفية إنه "يكره الديمقراطية ولا يؤمن بها"، الأمر الذي أثار استغراب الكثير من المثقفين في موريتانيا خاصة وأنه تولي رئاسة "المرصد الوطني للإنتخابات في موريتانيا" إبان المرحلة الإنتقالية مابين 2005- 2007، حيث اشرف وقتها علي تنظيم "المسار الإنتقالي" الذي توج بإنتخابات رئاسية وصفها المركز آنذاك بعد إنتهائها "بالديمقراطية والشفافة".


ولم تستثن الإنتقادات الموجهة لولد التاه بعد تصريحاته هذه أي تيار فكري في موريتانيا حيث علقت إحدى الصحف التابعة لتيار الإخوان المسلمين على ماورد في مقابلته "أنها مجرد محاولة منه للإنسجام مع الخط السياسي لأي نظام يسيطر علي الحكم في بلاده "في إشارة إلى تأييده لنظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي وصل إلى الحكم في نواكشوط بعد إنقلابه على الرئيس المنتخب السيد سيدي ولد الشيخ عبد الله العام الماضي.


وتعيد تصريحات ولد التاه مسألة الموقف الحقيقي لدى تيارات الإسلام السياسي في موريتانيا من المشاركة السياسية حيث تقتسم المشهد الديني عدة جماعات تنظم حركة الإخوان المسلمين أهمها بينما تسيطر المؤسسة الدينية التقليدية والحركات السلفية والجهادية علي بقيتها.


وتمتاز العلاقة بين مكونات هذه التيارات بالتوتر في أغلب الأحيان حيث لايتواني كثير من منظري الفكر السلفي والجهادي عن إتهام قادة الحركة الإخوانية بالخروج عن تعاليم الشريعة الإسلامية بسبب نشاطهم السياسي ومشاركتهم في الإنتخابات، بينما يتهم الإخوان المسلمون علماء المؤسسة الدينية التقليدية بإستغلال مناصبهم في تشريع ممارسات السلطة الحاكمة.


وكان نظام ولد الشيخ عبد الله قد رخص لحزب "تواصل" الذي اسسه قياديو تيار الإخوان المسلمين في موريتانيا وشارك بوزراء في حكومة يحي ولد الوقف في سنة 2008، وقد شنت التيارات الإسلامية الأخرى هجوما حادا على "إخوان موريتانيا" بسبب مشاركتهم في تلك الحكومة خصوصا وأنها كانت في ظل نظام يقيم علاقات دبلوماسية مع دولة اسرائيل، بعد ان كانت المطالبة بقطع هذه العلاقة اللازمة الأهم في خطاب قادة الإخوان.

اجمالي القراءات 3113