هل اليهود والنصارى يتآمرون علينا!! أم آل سعود؟؟(3)
نظرية المؤامرة (3)

أنيس محمد صالح في الخميس ١٣ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد أثبتت التجارب... أن من يتآمرون علينا وعلى جميع أهل الكُتُب السماوية الأخرى، ويضمرون لنا المكائد والمؤامرات والدسائس.. هم حكامنا من (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك المعظمين الفاسدين غير الشرعيين), وغيرهم من الحكام العرب والذين أتوا على غير منهج الله جل جلاله والقائم على الشورى بين الناس (ما تُسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في التوراة والإنجيل) والذين لم يأتوا من خلال الشورى في الإسلام وبالتبادُل السلمي للسلطة وبدورات إنتخابية محددة بسقف زمني يكفe;ل للإنسان حقوقه الطبيعية وقيمته الحقيقية وحريته وكرامته، وهؤلاء الحُكام الطُغاة، تخدمهم تلك المفاهيم القائمة على الخيانة والعدوان والتضليل بنظرية المؤامرة... وتجهيل الشعوب من خلال نظريات المؤامرة... للتفريق والعدوان بين الناس... وزرع الأحقاد والكراهيات والقتل بين الشعوب !!!... متبعين بذلك ( نظرية فرق تسُد – وهي نظرية باتت مفضوحة )!!!
بالإضافة إلى بعض المدَعين من أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق ممن يبصمون للحكام الطغاة المستبدين والخارجين عن منهج الله جل جلاله ويشرعون لهم بفتاوى بشرية لا تمت إلى الإسلام لوجه الله جل جلاله بصلة... يبصمون وهم يعلمون يقينا ان الحكام لدينا حكام غير شرعيين!!! وأدعوا بها على إستعمار وهمي – إسمه اليهود والنصارى!!!

لقد أصبحت الشعوب العربية والإسلامية اليوم على يقين... بأنها أصبحت ضحية تائهة... وأصبحت مصائرهم معلقة... راجين أملا... بأيدي الذين هم يتخافتون مع الرؤساء العدوانيين والمستعمرين والمتآمرين من اليهود والنصارى في الأروقة والصالات المغلقة في كل من أمريكا وأوروبا... للتآمر على شعوبهم العربية والاسلامية المضللة!!! وليحافظوا على عروشهم وقصورهم وسراياهم وعلى حساب الحقوق والقيَم والحريات والكرامات العربية والإنسانية !!!
والغريب في كل هذا أن شيوخنا ومفتينا ممن يدَعون أنهم أهل الذكر الأفاضل في مؤسسات الحكم والمرجعيات.. الشرعية الاسلامية!!! لا يجرؤون في بلدانهم وبلاد المسلمين العرب أن يقولوا كلمة حق!!! وهم يعلمون علم اليقين بأن هذا الإسلام الذي علمونا إياه منذ صغرنا هو إسلام يخدم دكتاتورية وبطش وتآمروجبروت وعدوان الحكام (اصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك العظماء غير الشرعيين) والحكام العرب!!! والذي لا يمت الى الإسلام الحقيقي (لوجه الله جل جلاله) بصلة!!!
لقد أصبح المسلمون في البلدان العربية والإسلامية اليوم.. لا يستطيعون التفريق بين الحق والباطل.. والصدق والكذب.. والحلال والحرام.. والإسلام والإيمان.. والإيمان والكفر.. والهدى والضلال.. والإنسان والحيوان (إلا من رحم الله)!!!
لقوله تعالى:
تبارك الذى نزَل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا {1} الفرقان
إن (أهل الذكر من الشيوخ الأفاضل المعنيين بالتشريع والفقه الإسلامي!!!) حرصوا على إرضاء (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك العظماء غير الشرعيين) والحكام العرب!!! خوفا منهم ومن جورهم وبطشهم وليحافظوا على كراسيهم وإمتيازاتهم!!! ولئلا يتعرضوا للبطش والتنكيل والمهانة والإذلال والسجون والتعذيب!!! أكثر من إرضائهم وخوفهم من عذاب الله عز وجل (الملك القدوس الواحد الأحد ذي الجلال والإكرام وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء... وهو الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير).
ولقوله تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} آل عمران

ولم يجاهدوا في الله حق جهاده نصرةً لدين الله خوفا من الملوك والحكام الطغاة المستبدين!!! كما أمرنا الله بإتباع منهج الله والإيمان به والجهاد في سبيله بأنفسنا وأموالنا، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة إيمانا وإحتسابا... وهذا ما يبين ويفضح هويتهم المفرغة من أي إيمان بالله جل جلاله واليوم الآخر.
لقوله تعالى:
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً {104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً {105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً {106} الكهف
وقوله تعالى:
وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} الأعراف
وقوله تعالى:
وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12} التوبة
إن نوعية هؤلاء ممن يسمَون وينصبون أنفسهم أهلا للذكر أو المرجعيات الإسلامية الطائفية والمذهبية... هم ليسوا أكثر من مضللين مكارين مدعَين... بحيث لا نسمع أصواتهم مستنكرين... ما يدور حولنا من منكرات وخيانات الحكام على مرآى ومسمع الجميع... وفقر وعوز وفاقة وبطالة للمسلمين وفساد كبير ورشاوى في كل المؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة... من رشاوى وإحتيالات للتهرب عن حقوق الاُمم... وتسميات (لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك العظماء) وبأن هذه كلها عبارات تعبر عن تعظيم ووهم (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو العظماء) لأنفسهم... وصلوا إلى حد التعظيم والإشراك بالله العظيم الواحد الأحد، بأن يسمَوا انفسهم ويصفوا أنفسهم ويعظموا أنفسهم ويقارنوا أنفسهم بأسماء الله الحسنى... وأصحاب المرجعيات الإسلامية هم إلا يخرصون!!!
لقوله تعالى:
ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون {41} الروم
وقوله تعالى:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} المائدة
وقوله تعالى:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {35} الأنبياء

وقد ذكرالله جل جلاله المنافقين.. في كتابه العزيز...
بقوله تعالى:
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا {145} النساء
وقوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ {28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ {29} إبراهيم

وبحكم أننا نتكلم اليوم عن حوار الأديان والحضارات... دعونا ننظر نظرة متفحصة إلى كيف يعيش أهل الكتاب من اليهود والنصارى من اُمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) اليوم...
نأخد مثلا في أوروبا وأمريكا، وبالمقارنة مع ما نعيشه نحن!!! (مع أنه لا توجد مقارنة):
حيث لا نجد عندهم اليوم ما نجده عندنا من فاقة وفقر ومرض وأوبئة متفشية وجهل وتخلف وفساد كبير... وقهر ومظالم وتعسف وإذلال للبشر وملاحقاتهم بسبب آرائهم ومعتقداتهم... وفوق كل ذلك نجد عندهم جميع أشكال حقوق الانسان (كبشر له قيمة) ويستطيع المجتمع لديهم أن يعبرعن آرائه تحت مسميات حرية الرأي والرأي الآخر بنظام شوروي (ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الانسان) وهم يضعون نصب أعينهم وأولوياتهم مصالح شعوبهم والرعية فيها بالدرجه الاولى... وهذا هو روح ونص ومضمون وجوهر الإسلام في القرآن الكريم.
وهذا الوصف أعلاه ليس خافيا على أحد... وهو ما لا نجده عندنا... بحيث ان مصالح (اصحاب الجلالة والسمو الملوك العظماء) والحكام العرب ومصالح اسرهم وبطانتهم وحاشياتهم هي فوق مصالح شعوبهم!!!
ونجد ان ما يوجد فى بلاد اليهود والنصارى اليوم من جميع أشكال وصنوف الرعاية الإجتماعية والاهتمام بشعوبهم (الرعية) ما لا نجده (للأسف الشديد) عندنا... ونحن ندعي الإسلام!!!
وتستطيع جميع مؤسسات المجتمع المدني عندهم أن تطال كبيرهم قبل صغيرهم عن طريق القضاء والقانون المستقل والذي لا يتبع ملكا أو حاكما (كما هو الحال عندنا) والمطبق على الجميع بالتساوي...
ونجد عندهم من السلوكيات والمعاملات ما لا نجده عندنا... من تعاون وتراحم وإبراز للكفاءات والمواهب والقدرات... والإستفادة مما سخر الله جل جلاله لنا من عقول لخدمة البشرية والإنسانية...
والشريعة الاسلامية تحدد في مضمونها وجوهرها أساليب وطرق المعاملة اليومية كالأمانة والصدق والعدل والإقساط والإخلاص في آداء الواجبات ودرجات العلم (علوم الله في السماوات والأرض) والالتزام والانضباط والنزاهة والتواضع والشورى... الخ، بحيث تؤدي كل تلك السلوكيات والمعاملات بالضرورة إلى تطور المجتمعات وتقدمها في شتى المجالات والعلوم (وهذا ما نجده عندهم ولا نجده عندنا)... وهي تفرز بالضرورة مجتمعات حضارية صحيحة متعافية...
ولا يخفى على أحد أنهم وصلوا إلى درجات علمية متطورة بحيث أصبحوا هم من يصنعون لنا محطات ومولدات الكهرباء لتضيء منازلنا وشوارعنا وحتى نتمكن من شُرب مياه نظيفة، والطائرة والسفينة والقطار والسيارة لنركبها.. وأصبحوا هم من يزرعون لنا القمح والشعير والأرز والسكر لنأكله... وأصبحوا هم من يقدمون لنا الهبات والإغاثة والمساعدات وإلى الدول العربية والإسلامية الفقيرة (والتي تميزت دائما بالفقر والتخلُف والمرض!!!) بديلا عمن يدَعون بأنهم حكامٌ مسلمون أموالهم تدور في بنوك اليهود والنصارى (أموالهم وحاشياتهم وبطاناتهم) والتي هي أموال المسلمين المسلوبة والمنهوبة من الشعوب!!!
ولا يخفى على أحد أن بلاد العرب والمسلمين اليوم... أعتقد حكامها بأنها أراض تابعة لهم... وكأنها ليست أرض الله الواسعة للبشر من خلق الله جميعا.. بحيث أغلقت الحدود الوهمية المفتعلة... ووضعت العراقيل والحواجز فى وجه العرب والمسلمين... كدول منفصلة... مجزأة... إلى دويلات لا يستطيع المواطن العربي والمسلم التنقل بين البلدان العربية... نتيجة تلك الحواجز والعراقيل التي فرضها الحكام العرب (جزأها الحكام خوفا على أنفسهم وعلى عروشهم واُسرهم وبطانتهم وحاشياتهم)!!! ومصرح بدخول تلك البلدان لمن يسمونهم بالكفار والمشركين من اليهود والنصارى دون قيود أو حواجز او عراقيل أو شروط... وهم السادة المعززون المكرمون عندهم!!! ويحرص الحكام العرب على توفير كل وسائل الحماية لهؤلاء.. ممن يسمونهم بالكافرين المشركين الأجانب لأنهم رعايا مهمون...
(كرعايا مهمين لهم قيمة لدى شعوبهم وحكامهم) ولا يتم التفريط بهم كما يحدث عندنا (حيث لا يتم التفريط عندنا بالحكام وبطاناتهم وحاشياتهم فقط في الداخل والخارج... أما المواطنون من عامة الناس فحدث ولا حرج)!!!

اجمالي القراءات 12001