التطرف
التطرف يولد التطرف

زهير قوطرش في الجمعة ١٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً



التطرف يولد التطرف .

مروة الشربيني ,شهيدة العنصرية والكراهية ,قُتلت بدم بارد على يد ألماني معتوه متطرف من أصل روسي. سبب القتل , كما تم الإعلان عنه هو ارتداء الحجاب الشرعي.
مهما كانت الدوافع والأسباب ,القتل هو القتل ,والعنصرية هي العنصرية, والكره هو الكره .وعلى السلطات الألمانية أن تقدم أسفها أو اعتذارها عما حدث ويحدث في ألمانيا من تجاوزات عنصرية لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا القانون الألماني الديمقراطي, وعلى الحكومة الألمانية القيام بأجراء تح&Tقيق عادل لمعرفة ملابسات جريمة القتل.
لست هنا بشأن بيان حيثيات القضية ,ومحاكمة المسئول وبيان مرجعيته الأخلاقية .لكنني بصدد التعامل والتفاعل مع ردود الفعل الإسلامية( الإسلام السياسي) خاصة ,والعربية عامة ,التي تسارعت أبواقها الإعلامية في استثمار الحدث .واستثمار دم الشهيدة مروة للمتاجرة فيه ,كما تاجرت بدم الأطفال الفلسطينيين أثناء الاعتداء الغاشم على غزة .
تباينت الردود , لتُكيل التهم للغرب وخاصة للشعب الألماني ,متهمة إياه بالعنصرية والتطرف .محاولة في الوقت نفسه إظهار كل المسلمين في عامة بلاد الإسلام بأنهم ضد التطرف والإرهاب ,ضد قتل الأخر , متبجحين بأنه من قتل إنساناً بريئاً كأنه قتل العالم كله ,وسيلقى عذاباً أثيماً.(نفاق ما بعده نفاق),
الفضائيات الإسلامية ,كانت السباقة إعلامياً من خلال الذين تربعوا على عرشها من علماء ومشايخ البترودولار والحسبة,أبواق الإسلام السياسي , الذين وجدوا في الحدث فرصة ثمينة للكسب الرخيص من أجل تمرير ثقافة الكره للأخر ,الذي قتل الشهيدة مروة ....من هو الأخر؟..... برأيهم السديد إنه الغرب بجملته ,الذي وصفه سدنة الإسلام السياسي بالإرهاب .ووصف الشعب الألماني بالشعب الإرهابي .
نسي هؤلاء السادة ,أن الدين هو القسط والعدل في القول والعمل.نسي هؤلاء السادة أن ضحايا الإرهاب الإسلامي ممثلاً بالإسلام السياسي الداعم للإرهابيين تجاوز الخمسة آلاف ضحية ,من الشهداء الذين سقطوا في أمريكا ولندن وأسبانيا من كل الأجناس والديانات,وغيرهم مئات الألوف من ضحايا الإرهاب من المسلمين الأبرياء على امتداد العالم الإسلامي.
نسي هؤلاء تجار الدين ,كم من الأجانب السواح الأبرياء ,ورجال الأعمال قتلتهم يد الغدر ,يد الإرهاب الإسلامي والإسلام منهم براء ,نسوا كم حرضوا عناصرهم على قتل الأخوة من أصحاب الديانات الأخرى والمذاهب الأخرى ,بتهمة الكفر والشرك.
الثمن لهذه الثقافة الإرهابية التي تنشرها وسائل إعلام الإسلام السياسي ,ستكون في النهاية وبالاً على العرب والمسلمين ,هذه الثقافة هي التي ستولد الكره لكل إنسان ينتمي لدين الإسلام أو للعروبة .وهذا ما يريده الإسلام السياسي من أجل تحقيق مصالحه الحزبية ولو على حساب دم الأبرياء.
مروة , قتلتها العنصرية ,التي غذتها ثقافة رفض الأخر ,ممثلة بالأحزاب السياسية الأوربية الفاشية والعنصرية ,والتي استمدت مرجعيتها العنصرية  أيضاً من ثقافة القتل والترويع الإرهابي الإسلامي المتطرف ,التي أعطت لهم المبرر لاعتبار أن الحجاب أصبح رمزاً للإرهاب والإرهابيين الإسلاميين..

اجمالي القراءات 18918