بجدارة ... امير قطر يلعب الدور ذاته الذي لعبه جمال عبد الناصر في الستينات ... ومحطة الجزيرة تلعب الدور ذاته الذي لعبته محطة صوت العرب في عهد عبد الناصر
March 28 2009 04:45
خاص : عرب تايمز
تحمل امارة قطر الصغيرة التي لم تكن تذكر في الستينات الا على هامش الحديث عن مشيخات الساحل المتصالح ... والتي ظل العرب ينظرون اليها كتابع لا قيمة له لحكام السعودية ... تحمل اليوم على عاتقها اهم ثلاثة ملفات في المنطقة ... ملف غزة ... وملف لبنان .... وملف دارفور ... عدا عن دورها المميز في الصومال وموريتانيا .... ووفرت محطة الجزيرة لقطر رافعة اعلامية هائلة ومؤثرة عربيا تذكر بما كانت تتمتع به محطة صوت العرب في عهد عبد الناصر ... واصبح امير قطر يلعب الدور نفسه الذي لعبه الزعيم ناصر في الستينات ... وجاء العدوان الاسرائيلي على غزة وموقف قطر السياسي والاعلامي والمالي المشرف والمميز الى جانب الشعب الفلسطيني ليكسب الدور القطري شرعيته العربية والتاريخية التي سوف تتكرس يوم الاثنين رغم الجهود المبذولة من قبل اطراف عديدة لافشال مؤتمر القمة ... فقط لان الدوحة ستكون مقرا له
وقال مصدر رسمي قطري عشية انعقاد القمة نامل ان تكون قمة الدوحة محطة لتنقية العلاقلات العربية وللانطلاق نحو مرحلة عمل عربي مشترك لا تعتريها الشوائب وتبعدها عن الخلافات العميقة لكن المحلل السياسي القطري محمد المسفر قال لوكالة الانباء الفرنسية انه يرى ان المتوقع من هذه القمة اكبر مما قد يحدث فيها على مستوى تحقيق المصالحة العربية واضاف المسفر صحيح ان قطر اصبحت محط انظار الفرقاء العرب بعد احرازها اختراقات سلام في اليمن وفي لبنان, والان هي على طريق سلام في دارفور, لكنني لا اظن انه سيتم السماح لقمة قطر بانجاز استراتيجي في الشأنين الفلسطيني والسوداني اللذين يشكلان عصب هذه القمة الصعبة وذهب المسفر الى حد القول اتوقع غياب بعض الزعماء العرب عن هذه القمة للاسباب التي ذكرتها
في المقابل توقع السفير الفلسطيني لدى قطر منير غنام ان يتقلص حجم الخلافات العربية في قمة الدوحة نتيجة التحركات الاخيرة وخصوصا تلك التي قادتها قطر, مما سيسمح بتمرير قرارات واقعية فيما يخص الملف الفلسطيني.واضاف نامل حقا ان تتكرس فاعلية الدبلوماسية القطرية في هذه القمة مستفيدة من انجازاتها
وسبق لقطر, البلد الصغير جغرافيا والغني بالغاز ان قامت بوساطات في نزاعات اقليمية ودولية مستخدمة ثقلها الاقتصادي وعلاقاتها الدبلوماسية الواسعة والمتناقضة احيانا.وقادت قطر منذ سنوات وساطة ناجحة بين السودان واريتريا كما حاولت جمع الفرقاء الفلسطينيين في اكثر من مرة وما زالت تبذل جهودا لتطبيق اتفاق سلام رعته بين الحكومة اليمنية والمتمردين الزيديين في شمال اليمن.وهي الان تقود مباحثات سلام فعالة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور.ويرى محللون ومراقبون ان هذه النجاحات تعود خصوصا الى مروحة العلاقات القطرية الاقليمية والدولية الواسعة والمتعددة الاتجاهات
من جانبه, يعتقد وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي ان انفتاح الدبلوماسية القطرية ونجاح توازناتها الاقليمية والدولية امور ساعدت كثيرا على احراز ما عجزت الدول الكبرى في انجازه.وقطر التي تؤكد تفهمها لموقف ايران في ملفها النووي وتسعى دائما باتجاه تقريب ايران من مجلس التعاون الخليجي, والتي تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع سورية, تعتبر في الوقت نفسه حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة وتؤوي على ارضها مقرا للقيادة العسكرية الامريكية الوسطى.ورأى السفير الفلسطيني منير غنام ان انعقاد القمة العربية في الدوحة وفي ظل متغيرات عالمية اهمها انتهاج الادارة الامريكية الجديدة اسلوبا جديدا لمعالجة الملفات عبر الديبلوماسية الاقليمية, سيعطيها زخما اضافيا