آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٢١ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
قال الله سبحانه وتعالى : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة )
أولا :
هجص التراث :
1 ـ من كفر أئمة ما يسمى بالتفسير أنهم يقحمون أنفسهم في الغيب الالهى ، ومنه ما يخص القصص القرآنى . الله جل يذكر القصة للعبرة والعظة ، وليس مهما أسماء الأشخاص أو الزمان او المكان . ما لم يذكره رب العزة في القصة يدخل في الغيبيات التي لا يعلمها إلا علّم الغيوب جل وعلا ، ولذا يمتنع الخوض فيها لأن من يتكلمون في الغيبيات يقعون في الاختلاف والتخريف والكفر والتجديف. وهذا ما وقع فيه أئمة المحمديين .
2 ـ ونستشهد بما قالوه من هجص وكفر في هذه الآية الكريمة عن إسم الذى مرّ على قرية وإسم القرية نفسها :
( والذي مر على قرية هو عزير، قاله علي، وابن عباس، وعكرمة ، وأبو العالية ، وسعيد بن جبير، وقتادة ، والربيع، والضحاك، والسدّي، ومقاتل، وسليمان بنبريدة ، وناجية بن كعب، وسالم الخوّاص. ) ( وقيل: أرمياء ، قاله وهب، ومجاهد، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وبكر بن مضر وقال ابن إسحاق: و أرمياء ، وهو الخضر، وحكاه النقاش عن وهب. قال ابن عطية : وهذا كما نراه إلاَّأن يكون إسماً وافق اسماً، لأن الخضر معاصر لموسى ، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب. قال بعض شيوخنا، يحتمل أن يكون الخضر بعينه ويكون من المعمرين، فيكون أدرك زمان خراب القرية ،وهو إلى الآن باق على قول أكثر العلماء . انتهى كلامه. ) ( وقيل: على كافر مرّ على قرية وكان على حمارومعه سلة تين، قاله الحسن. وقيل: رجل من بني اسرائيل غير مسمى ، قاله مجاهد فيما حكاه مكي. وقيل: غلام لوط عليه السلام، وقيل: شعياء . والذي أحياها بعد خرابها: لو سك الفارسي، حكاه السهيلي عن القتيبي. والقريبة : بيت المقدس، قاله وهب، وقتادة ، والضحاك، وعكرمة ، والربيع. أو: قرية العنب، وهي على فرسخين من بيت المقدس، أو: الأرض المقدسة ، قاله الضحاك،أو: المؤتفكة ، قاله قوم، أو: القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت، قاله ابن زيد، أو: دير هرقل، قاله ابن عباس. أو: شابور أباد، قاله الكلبي، أو: سلماياذ، قاله السدّي. .)
ثانيا : نقول :
1 ـ ( عزير ) هو ( أوزويريس ) إله الموت فى الديانة الفرعونية ، وهو باللغة المصرية القديمة ( عزير ) ، وقد تأثر بنواسرائيل بتلك الديانة فكان أن عبد اليهود ( عزير ) وزعموا أنه ( ابن الله ) ، وقال عنهم جل وعلا : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ) ، ثم ما لبث أن تحول ( عزير ) الى ( عزرائيل ) وجعلوه ملكا للموت عند المحمديين . أى لا شأن بما يسمى ( عزير ) بهذه القصة القرآنية ، إذ لا وجود ل ( عزير ) فى الحقيقة ، هو وهم و خرافة .
2 ـ الله جل وعلا لم يذكر إسما لهذا الرجل ، ذكر قصته ، والواضح فيها أنه رجل مؤمن بالله جل وعلا ، وقد تعجب من هذه القرية المهجورة التى مات أهلها وتساءل عن متى يحييها بعد موتها فأماته الله جل وعلا مائة عام ، أى جعله ينام مائة عام ثم بعثه، أي أيقظه من نومه الطويل .