الأرض المباركة وقتل الأنبياء
جاءت هذه الكلمات في القرآن في أكثر من آية، وتحديداً تقع هذه الأرض (المنطقة العربية)أو ما يعرف بمهد الأنبياء، ومن وجهة نظر سكان هذه المنطقة من العالم من مسلمين ويهود ومسيحين يفخرون أن جميع الأنبياء بعثوا بالحق في هذه الأرض، لذلك تخيلت شعوب هذه المنطقة أنهم متميزين على باقي شعوب الأرض، ولذلك ايضا لم يرو إلا الجانب الإيجابي وغضوا النظر عن الجانب السلبي المتمثل في ان أسلافهم السابقين، حاربوا الأنبياء وقتلوهم واتهموهم بالجنون والسحر، وانهم لم يسبقهم أحد في فعل الفحشاء .
ثم لماذا لا يفكر اهل تلك المنطقة فى الإجابة على السؤال الآتى ،لماذا أرسل الله الكثير من أنبياءه الذين قصهم علينا فى القرآن إلى هذه الأرض خصيصا؟؟ أليس لأنهم من أسوأ شعوب الأرض بإتباعهم الشيطان في الكذب والنفاق وأكل السحت. فلو كان العكس واتبعوا واقتدوا بنبي من أنبياء الله وجيل يخلف جيل في الصدق وعدم الكذب والهداية إلى عبادة الله دون شريك، ما أحتاجوا إلى هذا الكم من الأنبياء والرسل ، بل ومن شدة سوء شعوب هذه المنطقة كان الله يرسل لهم أكثر من رسول في وقت واحد . فهذا من رحمة الله عليهم لعلهم يهتدوا ،ومن جهة أخرى يعد عار على من كذبوا وقتلوا أنبياء الله بغير الحق منهم .
وما دفعني أن أكتب فى هذا الموضوع أن الكثيرين من الناس يعتقدون ويقولون نحن من بلاد الأنبياء، ويظنون أنهم لن يحاسبوا على سيئاتهم مهما فعلوالأنهم سيشفعون لهم .
وكما قلت أو ما يعرف بأن الأسلاف قتلوا وكذبوا الأنبياء فهل سيظل الأحفاد على عنادهم وتكذيبهم وإتبعهم لخطوات الشيطان ،ولا يتحرون العدل والقسط فى توزيع الثروات بالعدل على شعوبهم ، أم سيتمتع بها حكامهم وحاشيتهم من الذين لا يخافون الله ولا يتقونه ؟ وسيظلون يحتفظون برقم (1) في الاستبداد والظلم، وإفقار الفقراء والمعدمين على الأرض المباركة وهم شاهدون على انفسهم بذلك .
وأنا هنا لا أعمم على كل شعوب المنطقة ولكن كما اخبرنا القرآن (أن ألأكثرية ضالة مضللة ) ولا أدعي لنفسي الصلاح أو التقوى الزائدة عن الآخرين، ولكن أذكر أن واقعنا يحتم علينا أن نصبح رمزاً للعالم في العدل والرحمة والوقوف بجانب الفقراء والضعفاء وليس القضاء عليهم، .والا نكون ممن يقولون مالا يفعلون وإلا أعتبر هذا استهزاء وسخرية بأنبياء الله ورسالاتهم التي أهملناها واهملنا الإقتداءبها وأصبحنا نتمسح بهم ونقول كانوا قدوة في الصبر ولا يوجد لدينا نحن الآن صبر، كانوا قدوة في فعل الخير والعدل والرحمة فيما بينهم فأين نحن منهم؟..
فلا زال القرآن محفوظاً بحفظ الله بين أيدينا ، فما علينا سوى الإهتمام بتعاليمه وتطبيقها على أرض الواقع في التعامل الحسن وفعل الخير والأخلاق التي هي البداية الحقيقية لكل مسلم، أما إذا قرأنا القرآن دون أن نطبق ما فيه فما الفائدة من قراءته.
رمضان عبد الرحمن علي