أستاذ بجامعة الأزهر: الجنُّ أخذوا إمام الجامع الأزهر.. وطلبوا منه التدريس لهم

في الإثنين ٢٧ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

تحدث الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف، عن حضور الجن مجالس العلم، وطلبهم من المشايخ والعلماء التدريس لهم.الجن يخطف إمام الجامع الأزهر
وقال أستاذ الحديث الشريف وعلومه، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «بلغنا أن سيدنا الشيخ صالحًا الجعفري رضي الله عنه؛ أخذه الجن في إحدى حجَّاته، فطلبوا منه أن يدرٍّس لهم، فاعتذر بأنه لا يمكنه ترك التدريس في الجامع الأزهر، وأنه يمكنهم هم أن يحضروا له دروسه في الجامع الأزهر، فخلَّوْا سبيله».

والشيخ صالح الجعفري، هو إمام الجامع الأزهر الأسبق، ومؤسس وشيخ الطريقة الجعفرية الأحمدية، والذي قام بالتدريس والوعظ في جنبات الجامع الأزهر، ومن أشهر تلاميذه: اليد محمد علوي المالكي، والدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب وعضو هيئة كبار علماء الأزهر.

الجن يحضرون مجالس العلم
وأضاف الدكتور العشماوي، في حديثه عن واقعة طلب الجن من الشيخ صالح الجعفري التدريس لهم؛ قائلًا: «وقد ينكر متنطعٌ جاهلٌ هذه الحكاية، ويقول: ما هذه الخرافات؟! وجوابنا عليه ما ذكره الحافظ الذهبي في كتابه (سِيَر أعلام النبلاء)، في ترجمة الإمام محمد بن سلَّام البِيكَنْدي، شيخ الإمام البخاري؛ حيث قال رحمه الله: «قال محمد بن يعقوب البيكندي: سمعت علي بن الحسين يقول: كان محمد بن سلام في منزله، فدُقَّ بابُه، فخرج، فقال الشخص: يا أبا عبد الله، أنا جِنِّيٌّ، رسول ملِك الجن إليك، يسلٍّم عليك، ويقول: لا يكون لك مجلسٌ؛ إلا يكون مِنَّا في مجلسك؛ أكثر من الإنس. قال محمد بن يعقوب: هذه حكاية مستفيضة عندنا مشهورة!. انتهى».

وتابع أستاذ الحديث الشريف وعلومه: هذا فضلًا عن قوله تعالى: «وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ» (الأحقاف: 29)، وما جاز أن يكون معجزة لنبي؛ جاز أن يكون كرامة لولي.


الدكتور العشماوي يتحدث عن واقعة طلب الجن من الشيخ صالح الجعفري التدريس لهم
زيف وتدليس السلفية المعاصرة
وأوضح العشماوي، أن سبب ذكره لواقعة طلب الجن من الشيخ صالح الجعفري التدريس لهم هو اعتراض بعض السلفية على انتمائه للتصوف؛ قائلًا: «وإنما ذكرت ذلك؛ لأن بعضهم أرسل إليَّ اعتراض بعض النابتة عليَّ، بأنني كيف أكون من أهل الحديث، وأتصوف؟! وأن اشتغالي بالحديث كان يجب أن يصحح لي عقيدتي، وكأن بين الحديث والتصوف خصومة، وأنهما لا يجتمعان، وهو كلام من لم يمارس تراجِم علماء الحديث، وما تنطوي عليه من معالم التصوف الحق؛ أدنى ممارسة، وهذا ما أرادته السلفية المعاصرة، التي جردت - عن عمد - مدرسة الحديث من خصائصها الحقيقية؛ لتظهر بهذا المظهر الجامد الهامد، المخاصم للروح، المنافي للعقل».

واختتم أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر: «إحدى المهامِّ التي أرجو الله أن يوفقني للقيام بها؛ الكشف عن هذا الزيف والتدليس الذي ألصقته السلفية المعاصرة بمدرسة الحديث، وبيان الخصائص الحقيقية لهذه المدرسة، من واقع التراث الحديثي، ومحاولة بعثها من جديد، بعد أن انطمست بفعل فاعل، كتعظيم المحدثين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمبالغة في تعظيمه، وكالعلاقة العاطفية الخاصة التي تجمعهم بحضرته، خلافًا لمدرسة الحديث عند السلفية المعاصرة، وبالله التوفيق».
اجمالي القراءات 1742