نقد بعض النظريات

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٢ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد بعض النظريات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا بحث يدور حول نقد بعض النظريات فى مجالات عدة .
1- التولد الذاتى :
نظرية تعنى أن الشىء يولد من شىء مخالف له فمثلا يقول الناس دود المش منه فيه ويعنون بهذا أن الدود مصدره هو المش وليس أباء الدود من الديدان وفى هذا العصر أبطلوا النظرية والحق هو :
أن الله خلق الأنواع كلها فى البداية من أنواع مخالفة فقد خلقوا من الماء وفى هذا قال بسورة النور "وخلق كل دابة من ماء "وقال بسورة الأilde;نبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى ".
أن هناك وسائل تكاثر مجهولة للخلق غير الإنبات من الأرض ومن الأنفس ومنها خلق أدم (ص)من نوع غير البشر وهو الماء والتراب وخلق زوجته منه وخلق عيسى (ص)من غير أب وفى هذا قال بسورة يس "سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون "ومن ثم فالتولد الذاتى كان واقعا فى بداية خلق الأنواع .
2- تغير تضاريس الأرض عبر العصور المختلفة :
المراد بالتغير أن أماكن كانت يابسة صارت بحار والضد وأماكن غطاها الجليد أصبحت حارة وأماكن كانت خصبة صارت صحراء وقارات انقسمت وقارات اختفت وغير ذلك من التغيرات وهذه النظرية تنقسم لقسمين :
الأول حقائق وقعت بالفعل كتحول بعض الأماكن الخصبة لأماكن أقل خصوبة ومن ذلك -تحول حدائق سبأ من الخصوبة العظمى لخصوبة أقل كثيرا فقد بدل الله الجنتين بجنتين أقل خيرا وذلك عقابا لأهل سبأ وفى هذا قال بسورة سبأ "فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل"
-تحول أحد جانبى جبل الميقات لحطام لما تجلى أمر الله له عندما طلب موسى (ص)رؤية الله عيانا وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ".
الثانى هو تخاريف وأكاذيب مثل :
-تحول البحار ليابسة وتحول اليابسة لبحار والأدلة على كون هذا القول أكذوبة هى :
أ-أن مكة موجودة منذ بداية الوجود البشرى فى الأرض ومع ذلك لم تختفى أو تتحول لبحر وفى هذا قال بسورة آل عمران "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
ب-أن الله وضع فى اليابسة رواسى لا تميد أى لا تتحرك بهم كما وضع فيها أنهار وسبل وهذا الوضع مستمر إلى أن يرث الله ومن عليها وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا "وقال بسورة المرسلات "وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماء فراتا " .
ج-أن الله وضع قانون للبحار والأنهار هو ألا يطغى أحدهما على الأخر أى ألا يبغى أحدهما على الأخر وهذا معناه أن الأنهار لا تتراجع للداخل وكذلك البحار وإنما يظل كل منهما فى نفس منطقة الإلتقاء وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ".
-اختفاء قارات مثل ما يسمى قارة أطلانتس والأدلة على كذب هذا هى :
أ-إن الله وصف جبال القارات بأنها رواسى شامخات أى أوتاد ثابتات وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "والجبال أوتادا "وبسورة المرسلات "وجعلنا فيها رواسى شامخات "وبسورة النازعات "والجبال أرساها ".
ب- أن قانون إلتقاء الأنهار والبحار هو عدم طغيان أى منهما على الأخر وهذا يعنى أن كل منهما ثابت فى مكانه مما يعنى ثبات الشواطىء الأرضية لوجود برزخ أى حجر محجور وفى هذا قال بسورة الفرقان "وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا "ومما ينبغى قوله أن البر أى اليابس مع ثباته وكذلك البحر مع ثباته إلا أن التغيرات تصيب كل منهم فى الداخل والخارج وأما ما يقال من وجود عظام حيوانات بحرية فى اليابس فهذا ناتج من أن الإنسان اصطادها ورماها فى الأرض أو أن طوفان نزل باليابس ولما انتهى ترك هذه الحيوانات ميتة فى اليابس أو أن الإنسان شق ترع أو قنوات فى اليابس ثم جفت أو ردمت هذه الترع والقنوات البحرية فيها ومن ثم وجدت فيما بعد أو أن هذه الحيوانات ماتت فى البحر وألقتها الأمواج على الشواطىء التى طمرها طمى الأنهار فدفن الحيوانات فيه .
3-عصور البشرية :
قسمت إحدى النظريات عصور البشرية لعصور ما قبل التاريخ أى ما قبل اختراع الكتابة وعصور التاريخ وتبدأ باختراع الكتابة فى زعمهم وهى نظرية خاطئة للتالى :
-أن أول إنسان وهو أدم (ص)كان يعرف القراءة والكتابة وكانت هذه هى الميزة التى ميزته عن الملائكة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقال بسورة العلق "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "ومن ثم فالبشرية كلها فى التاريخ لوجود القراءة والكتابة منذ أول إنسان .
-تلغى هذه النظرية كل المخلوقات من التاريخ ففيها الإنسان المبدأ والمنتهى وهذا الإلغاء يلغى جزء من تاريخ الإنسان نفسه لأن هذه المخلوقات خلقت من أجل الإنسان وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض ".
-تتجاهل النظرية حقيقة هامة هى أن الزمان بدأ مع وجود المكان وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ".
-أن التاريخ أى تسجيل ما يحدث حسب التوقيت السليم وليس حسب التوقيتات الخاطئة لنا موجود عند الله فى كتاب مبين وهذا التسجيل موجود من قبل أن يحدث أى حادث وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها ".
4-العجلة التزايدية والعجلة التناقصية :
العجلة التزايدية يقصد بها تزايد سرعة الجسم المتحرك لأسفل كلما اقترب من الأرض والعجلة التناقصية يقصد بها تناقص سرعة الجسم المتحرك لأعلى كلما ابتعد عن الأرض وهى أقوال خاطئة للتالى :
-أن السرعة تختلف من شىء لشىء حسب أسباب متعددة فمثلا ضرب الله مثلا على هذا بسورة النمل فوضح أن العفريت القوى قال :أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وهذا يعنى أن السرعة زمنها ثانية أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر وهو زمن القيام بينما قال الذى عنده علم من الكتاب :أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وهذا يعنى أن السرعة زمنها أقل من ثانية وهو زمن ارتداد الطرف وهنا تفاوت بين السرعات ورغم ذلك ليس هناك عجلات تناقصية أو تزايدية لقلة الزمن وفى هذا قال بسورة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "ومن هنا نعلم أن السرعات تختلف حسب قوة الفاعل وليس حسب الجاذبية المزعومة .
-أن هناك أجسام تعلو للفضاء ومع هذا لا تنقص سرعتها وأيضا لا تسقط على الأرض وهذه هى الطيور التى تصطف وتبقى فى السماء إلى أن تقرر النزول بنفسها وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن ".
-أن الأجهزة التى يصنعها الإنسان تعمل فى كثير من الأحيان عكس تعريف العجلتين فمثلا الطائرة عند النزول تقلل سرعتها بدلا من أن تزيدها حسب العجلة التزايدية وهذا حتى لا تتحطم نتيجة اصطدامها بالأرض بسرعة ومثلا ما يسمى مكوك الفضاء تتزايد سرعته كلما علا حتى يصل لمدار معين بينما فى العجلة التناقصية لابد أن تنقص سرعته .
-أن الأجسام التى ينطبق عليه تعريف العجلتين غالبا هى الحجارة وأما الطيور والأجهزة الطائرة فلا ينطبق عليها التعريف .
-أن الأجسام أيا كانت إذا وصلت منطقة محددة من الفضاء لا تقدر على الصعود لأعلى منها وإنما تتبع قانون الدوران حيث تدور فى مدار فوق الأرض مركز الكون وذلك يثبته وجود الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء التى تدور حول الأرض .
-أن الله بين لنا أن الأمر الإلهى ينزل من السماء للأرض ثم يصعد للسماء فى يوم كان مقداره ألف سنة وفى هذا قال بسورة السجدة "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "وهذا يعنى أن زمن النزول وزمن الصعود زمن طويل جدا والأهم من هذا أن الأمر يصعد ولا ينزل أبدا على عكس تعريف العجلة التناقصية .
5-تغير وزن الجسم من مكان لأخر :
تقول النظرية "إن وزن الجسم يتغير من مكان لأخر ويضربون على هذا الأمثلة مثل إذا كان وزن الرجل 100 كجم على الأرض وهو ما يماثل 980نيوتن فإن هذا الرجل يكون وزنه على القمر نيوتن وهو ما يماثل حوالى 60كجم وهذا خطأ للتالى :
-أن هذا القول يعنى أن الوجود يتحول لعدم والمراد أن الأجسام الصغيرة كالبرغوث وحبة الخردل الموجودة إذا جعلناها على القمر لن تصبح موجودة إلا كشىء لا يدرك إلا بأدق الأجهزة حتى أنها لا توزن بأى ميزان مخترع وهذا جنون لأن الشىء لا يتغير لمجرد تغير المكان .
-أن الله بين أن الثقل وهو الوزن واحد فى أى مكان فلو أن حبة خردل موجودة فى السموات والأرض أو فى صخرة فإن لها مثقال أى وزن وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان"يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السموات أو فى الأرض يأت بها الله ".
-أن الله وضح لنا أن الذرة وما هو أصغر منها وما هو أكبر منها له نفس المثقال أى الوزن سواء كانت فى الأرض أو فى السماء وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وما يعزب من ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين ".
6- الكتلة والسرعة:
تقول نظرية شائعة :أن الجسم الذى تكون كتلته أكبر تكون سرعته أقل والجسم الذى تكون كتلته أصغر تكون السرعة له كبيرة وهى نظرية خاطئة للتالى :
-أن السرعة لا تتوقف على كبر الكتلة أو صغرها وإنما على قوة المحرك أساسا بدليل أن كرسى عرش سبأ رغم أن كتلته معلومة واحدة فإن سرعة إحضاره اختلفت بين العفريت القوى وبين الذى عنده علم من الكتاب فسرعة العفريت هى زمن وقوف سليمان (ص)من مجلسه وسرعة العالم الكتابى هى زمن ارتداد طرف سليمان (ص)إليه وفى هذا قال تعالى بسرعة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ".
- أن الله شبه حركة كتلة الجبال يوم القيامة يوم القيامة بحركة السحاب رغم وجود فروق كبيرة فى كتلة كل منهما وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب ".
-أننا لو طبقنا هذه النظرية على الناس أو غيرهم من الأنواع فى الجرى والركض لوجدنا العكس وهو الحادث فالرجل الكبير الجسم أسرع من الطفل الصغير الجسم
-أن السرعة كما تتوقف على قوة المحرك للجسم أساسا تتوقف على عوامل أخرى قد تزيد أو تنقص من السرعة مثل الريح فهى إن أسكنها الله تجعل جسم السفينة يركد على ظهر البحر وفى هذا قال بسورة الشورى "ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره "وركود السفينة يعنى نقصان سرعتها نقصان تام .
7-المعايير :
إن المعايير المستخدمة فى كل من الوزن والطول والزمن وهى الكيلو جرام والمتر والثانية لها تعاريف تسمى التعاريف المعيارية وهى :
-الكيلو جرام العيارى هو كتلة اسطوانة من سبيكة البلاتين ذات أبعاد محددة محفوظة فى درجة حرارة صفر بالقرب من باريس كما يعرف بأنه كتلة لتر من الماء فى درجة 4مئوية .
-المتر العيارى هو المسافة بين علامتين محفورتين عند نهايتى ساق من البلاتين والإيريديوم محفوظة فى درجة حرارة صفر مئوى بالقرب من باريس كما يعرف بأنه يساوى عددا معلوما من الأطوال الموجية للضوء الأحمر البرتقالى المنبعث من ذرات الكربتون 86 .
-الثانية العيارية هى الفترة الزمنية لعدد معلوم من ذبذبات الاشعاع المنبعث من ذرات السيزيوم 133 كما تعرف بأنها 1/86400 من اليوم الشمسى وهذه التعاريف يؤخذ عليها التالى :
-اعتماد بعضها على النظام المئوى للحرارة وهو نظام خاطىء حيث يعتبر الصفر درجة رغم أن كلمة الصفر تعنى العدم أى انعدام الحرارة نهائيا وهذا غير صحيح فمهما بلغت درجة برودة الجو فهناك حرارة بدليل وجود حياة لمخلوقات فى تلك الأماكن التى يقال أن درجة حرارتها صفر والنظام المئوى يتعارض مع نظام درجات حرارة جسم الإنسان فدرجة الإنسان الطبيعية عند الناس 37 درجة لا تساوى درجة 37 درجة مئوية جوية لأن الأخيرة أعلى بكثير .
-اعتماد بعضها على عناصر معينة مثل البلاتين فمن المعروف أن كل العناصر تتساوى فكيلو جرام منه يساوى كيلو جرام حديد يساوى كيلو جرام نحاس000
-اعتماد بعضها على الضوء والإشعاع من عناصر معينة رغم وجود أشعة أخرى لعناصر أخرى .
-أن ليس هناك شىء اسمه اليوم الشمسى لأن اليوم يتكون من ليل ونهار بينما فى الشمس ليس هناك ليل أو نهار واليوم فى الأرض يتكون من الليل والنهار بدليل أن الله يقيس الأوقات به فمثلا يخبرنا أن يوم صعود الملائكة يماثل 50000 سنة من أيام الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "ومما ينبغى قوله أن المعايير فى الإسلام متعددة بدليل التالى:
- ذكر الله من معايير الطول فى القرآن الذراع بقوله بسورة الحاقة "ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه "والقوس وهو الشبر بقوله بسورة النجم "فكان قاب قوسين أو أدنى "والملاحظ فى هذه المعايير أنها تعتمد على معايير جسمية .
-ذكر الله من معايير الوزن القنطار كما بقوله بسورة النساء "فإن أتيتم إحداهن قنطارا "والملاحظ أن القنطار فى أى مادة معدنية يساوى القنطار فى أى مادة معدنية أخرى فقنطار الذهب مثل قنطار الفضة وكيل البعير بقوله بسورة يوسف "ونزداد كيل بعير "وهو حمل البعير كما بقوله "ولمن جاء به حمل بعير " والدينار كما بقوله بسورة آل عمران "ومنهم من إن تأمنه بدينار "والدرهم بقوله بسورة يوسف "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "والملاحظ أن معايير الوزن تستعمل كوحدات بيع وشراء أى عملات بتعبيرنا .
-ذكر الله من معايير الوقت اليوم الإلهى ويساوى ألف سنة من سنين البشر وفيه قال بسورة الحج "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "والساعة كقوله بسورة "كأنهم لم يلبثوا إلا ساعة من نهار "والسنة أى الحول أى العام بقوله بسورة يونس "هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب "واليوم العادى بقوله بسورة البقرة "لبثت يوما أو بعض يوم "والشهر بقوله بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا "،الآن وهو اللحظة التى نعيش فيها وهو المقابل لما يسمونه الثانية ولكنها ثانية الحاضر وذكر بقوله بسورة يونس "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين "والليل والنهار وكل منهما قد يكون معيارا بمفرده أو معا وهو ما يسمى اليوم وقد ذكرا بقوله سبأ "سيروا فيها ليالى وأياما أمنين"والمستفاد من تعدد المعايير هو أن المعيار لفظ ينطبق على أى كمية معينة تماثل الكمية المنصوص عليها فى اللفظ .
وفى الكعبة الحقيقة توجد المعايير الإلهية لتعامل البشر كالقنطار
8-أعضاء بلا وظائف :
يقال "أن أعضاء جسمية مثل الزائدة الدودية والفقرات العصصية هى بلا وظائف وهى بقايا أعضاء ضمرت "وهو خطأ للتالى :
-أن الله لم يخلق مخلوق إلا وله مهمة فى الحياة وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "إنا كل شىء خلقناه بقدر "والقدر هو كل شىء مرتبط بالمخلوق مكانيا وزمانيا .
-أن الله بين لنا أن كل شىء مخلوق فى هذه الحياة مسخر للإنسان وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "وما دام كل شىء مسخر للإنسان فهذا يعنى منفعته له .
-أن الزائدة الدودية لو كانت بلا وظائف ما كانت لتمرض حتى يجب أن تستأصل من الجسم والسبب أن المرض هو عجز العضو عن أداء مهامه وما دامت الزائدة تمرض فلابد من وجود فوائد لها يجهلها الإنسان فى هذا العصر وكذلك الأمر فى الفقرات .
-ان الأعضاء لا تضمر عبر الأجيال وإنما تضمر فى الإنسان الواحد مثل ضمور عضلات قدم أو يد المشلول والسبب فى ذلك عدم استعمالها وإعجازها.
-أن موجب الضمور ليس عليه أى دليل فنفس الأطعمة والنباتات والحيوانات هى نفسها الموجودة منذ زمن أدم (ص)والمناخ بتقلباته موجود الآن كما كان قديما ومن ثم ليس هناك ما يدعو للضمور فى تلك الأعضاء.
9-الفقرات العصصية :
زعموا أن الفقرات العصصية هى بقايا ذيل الإنسان القديم وقد انقرضت فى الإنسان الحديث وهو قول خرافى للتالى :
-بفرض وجود ذيل للإنسان فى القديم فلماذا اختفى هذا الذيل ؟هل حدث شىء يوجب زوال الذيل ؟ما وظيفة هذا الذيل ؟هل اختفت هذه الوظيفة فى هذا العصر الحديث ؟
-من المعلوم أن التكاثر يعطى صورة الكائن نفسه بتوالى الأزمنة فكيف اختفى الذيل من الكل ؟
-لنا أن نتساءل لماذا كان الذيل موجودا – على فرض وجوده – فى القديم ثم اختفى فى الحديث ؟هل كان الإنسان يحارب به ؟هل كان يتناول به الأشياء أم ماذا ؟لو فكرنا لوجدنا أن كل الأفعال القديمة ما زالت موجود بهذا العصر ،إذا فمن الغريب اختفاء الذيل مع وجود الأفعال التى توجبها الحاجات نفسها .
-الناظر لذيل الحيوانات يجد أن وظائف الذيل عموما هى إبعاد الحشرات الطائرة به واللعب به مع النفس أو مع الأخرين وأحيانا التعلق به فى الفروع وأحيانا استخدامه فى التنظيف فى أماكن صعبة وهذه الوظائف توجب وجود الذيل فى الحيوانات لعدم قدرتها على استخدام اليدين كما يستخدمها الإنسان ،إذا لا يوجد شىء يوجب وجود ذيل للإنسان .
-أن الفقرات لو كانت بقايا لوجب أن تماثل بقايا أى شىء أخر فى أنها توجد فى صورة بروزات متنوعة لا ضابط لها ولكن الفقرات موجودة بنظام معين يسمح للإنسان بالنوم عليها دون تعب وأيضا بالرقود وغيره من الحركات ولو كانت بقايا لكانت مجال لاحتكاك الإنسان بالأشياء ومن ثم تعبه وعدم نومه أو رقوده على ظهره .
-أن وجود الذيل فى المخلوق يعنى عدم قدرته على المشى على الرجلين ولو كان للإنسان ذيل فمعنى هذا هو أنه لم يكن يسير منتصبا وإنما على أربع والسبب أن اتصال الذيل بالجسم يثنى الظهر حتى تستقيم الحركة المفصلية وبالطبع هذا لم يحدث بدليل انتصاب الإنسان منذ القدم ولا توجد صورة أو رسم لإنسان بذيل فى أى مكان من العالم ولا حتى تمثال يدل على هذا إلا ما رسمه أو نحته من قالوا بتلك النظرية ولا يوجد هيكل عظمى واحد وجد يدل على هذا رغم وجود من حولهم الله لقردة من الناس .
-أن الشريك الثانى للإنسان فى النظرية وهو القرد ما زال له ذيل فكيف نفسر اختفاء ذيل الإنسان وبقاء ذيل القرد مع أن الظروف الحياتية واحدة فى كل العصور ؟بالطبع لا يوجد رد لأن ما دامت كل الظروف واحدة فإن التغيير إما أن يشملهما معا أو لا يشملهما .
-أن وجود الذيل فى المخلوق يعنى عدم قدرته على المشى على الرجلين ولو كان للإنسان ذيل فمعنى هذا هو أنه لم يكن يسير منتصبا وإنما على أربع والسبب أن اتصال الذيل بالجسم يثنى الظهر حتى تستقيم الحركة المفصلية وبالطبع هذا لم يحدث بدليل انتصاب الإنسان منذ القدم ولا توجد صورة أو رسم لإنسان بذيل فى أى مكان من العالم ولا حتى تمثال يدل على هذا ولا يوجد هيكل عظمى واحد - إلا ما فعله أصحاب النظرية -وجد يدل على هذا .
10- مراتب الوجود :
يقولون أن الأشياء تنقسم لمرتبة الجماد ومرتبة النبات ومرتبة الحيوان وهو خطأ للتالى :
-أن الأشياء تنقسم إلى الأحياء والأموات وهو ما يطلقون عليه الجماد غالبا وفى هذا قال تعالى بسورة المرسلات "ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا "والإسلام ليس فيه تقسيم الأحياء لحيوان ونبات والسبب هو :
أن الله جعل كل حى نبات فمثلا أخبرنا أن الله أنبت الناس من الأرض إنباتا وفى هذا قال بسورة نوح"والله أنبتكم من الأرض نباتا "وقال أنه أنبت مريم (ص)نباتا حسنا فقال بسورة مريم "فتقبلها ربها بقبول حسنا وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا ".
أن الله جعل كل حيوان نبات فكلمة حيوان تعنى الحياة فلكل مخلوق حياة وأيضا كل مخلوق نبات لأنه ينبت أى ينمو أى يمر بأطوار متعددة .
11- اللازهريات :
قيل أن عالم النباتات عالم قائم بذاته ولذاته فلا يحتاج إلى البذور ولا نرى له ثماره وفى هذا القول عدة أخطاء :
الأول أن عالم النباتات اللازهرية قائم لذاته ،ولا يوجد فى الدنيا كلها مخلوق لذاته أى لمنفعة نفسه فقط وإنما الكل خلقهم الله مسخرين للإنسان ونافعين لبعضهم وفى هذا قال بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه ".
أضف لهذا أن المخلوقات تستفيد من بعضها البعض ومنها الإنسان .
الثانى أن النباتات اللازهرية لا تحتاج لبذور والحق أن مفهوم البذرة التى يفهمها القوم ليس هو المفهوم الحقيقى فالبذرة هى الوسيلة الناقلة لخصائص النوع نفسه سواء كانت مرئية أو خفية وللبذرة أنواع عدة فمن الممكن أن تكون حبة لقاح أو بويضة أو غصن أو ورقة أو جزء من اللحاء أو غير ذلك ،إذا النباتات اللازهرية لها بذور ولكننا فى الغالب نجهلها .
الثالث :أن النباتات اللازهرية ليس لها ثمار والحق أن لكل نبات ثمار خاصة به وهذه الثمار قد تكون أوراقه أو أزهاره أو سيقانه أو جذوره أو اثنين منها أو أكثر أو النبات كله ولكننا قد نجهل هذا أو ذاك .
12- قال ابن خلدون :
"انظر لعالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة فى التدريج فأخر أفق المعادن متصل بأول النبات مثل الحشائش وما لا بذر له وأخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط "وقال ابن مسكويه "فأما اتصال الموجودات التى نقول أن الحكمة سارية فيها حتى إذا أوجدتها وأظهرت التدبير خرزا كثيرا على تأليف صحيح وحتى جاء من الجميع عقد واحد "والأخطاء هنا هى :
1-ان عالم التكوين ابتدأ من المعادن والحق أنه ابتدأ من الماء لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كمل شىء حى ".
2-أن الله خلق المعادن أولا ثم النبات ثانيا ثم الحيوان أخيرا ،لم يشر الله فى الوحى إلى أن المخلوقات حصل لها تدرج زمنى بل أشار إلى أن المخلوقات التى هى أصول الأنواع خلقت كلها مرة واحدة عدا الإنسان وفى هذا قال بسورة الذاريات "والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شىء خلقنا زوجين "ولا ينظرن أحد لاعتماد كل قسم على الأخر فى الطعام فإن الله قادر على إشباعهم دون طعام لمدة وهناك حل أخر هو أن النبات يتكاثر بسرعة أسرع من الحيوان ولذا فإن كثرة التكاثر حل للمشكلة والحل الثالث هو إسراع نمو النباتات إسراعا يجعلها تتكاثر لإطعام الحيوان بما فيه الكفاية .
الثالث :أن النبات شىء والحيوان شىء أخر وقد سبق مناقشة هذا والدليل على أن النبات هو الحيوان هو اعتبار الله الإنسان نباتا بقوله بسورة نوح"والله أنبتكم من الأرض نباتا "والناس يعتقدون أنه حيوان مع أنه كلاهما فى نفس الوقت .
13- الاختلاف نظم التربية :
يقال "إن داروين لاحظ أن هناك اختلافات كثيرة بين أنواع الحمام رغم أنها كلها متناسلة من أحد أنواع اليمام البرى ولقد فسر داروين هذا الاختلاف بأن نظم التربية التى يتبعها هواة تربية الحمام مختلفة متباينة فالهواة لا يربون إلا الأنواع الممتازة ذات الصفات الفريدة التى ترضى أمزجتهم ونظرا لطول فترة الإختبار الدقيق التى قد تظل مئات السنين فلقد جاءت السلالات الأخيرة من هذه الأنواع على هذا النحو مما بعد عن شكل جذورها وأحدث هذا التنوع العجيب بين أفراد النوع الواحد "والخطأ هنا هو أن الاختلافات بين أفراد النوع الواحد مرجعها هو اختلاف نظم التربية ،لو صدقنا هذا التفسير فى الحمام أو البط أو الدجاج أو الأنعام فكيف نفسر الاختلافات فى الناس والحيتان والأفيال مثلا؟بالطبع الثلاثة لم يربهم أحد سوى أفراد نوعهم ومع هذا نجد اختلافات بينهم فى اللون والطول وغيرهم وهذه الاختلافات تعود إلى إرادة الله فى تشكيل صورة المخلوق لقوله بسورة الإنفطار "فى أى صورة ما شاء ركبك "وإرادة الله أى قانونه أى سنته فى اعتقادى هى أن الله وضع فى الزوجين الأولين أساسات مختلفة فكلما أنجبا كان للولد أساس مختلف عن أخيه ومن تزاوج الاخوة امتزج كل أساسين وكونا أساس مختلف وظلت الحال انقسامات متوالية وهذه الانقسامات هى سبب اختلاف كل فرد عن الأخر .
14-سر بقاء بعض الأفراد :
قالوا "كيف تسنى لبعض هذه الأفراد البقاء على قيد الحياة الذى هلكت فيه معظم أترابها ؟والإجابة أنه لابد لهذه الأفراد من ميزة مهما بدت تافهة ضئيلة امتازت بها عن سائر أترابها فأعانتها على مقاومة هذا العداء الطبيعى المستحكم "الخطأ هنا هو أن سر بقاء الأفراد هو وجود ميزة تتفوق بها على أترابها وهذه الميزة أى القوة الزائدة عن الأخرين ليست السبب فى البقاء وإنما يعود سر البقاء مدة طويلة إلى أن الله كتب عمرا لهؤلاء طويلا وكتب للأخرين عمرا قصيرا وفى هذا قال بسورة الحجر "ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون "وقال بسورة يونس "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ".
وقد بين الله لنا أنه أهلك الأقوياء فى كل عصر من بنى الإنسان لكفرهم وترك الضعاف لإسلامهم وقد ورد هذا فى عدة آيات منها قوله بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم قوة وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "إذا القوة الزائدة كانت السبب فى قصر أعمار الأقوياء وواقعنا الحالى يخبرنا بنفس الحقيقة فمثلا بعض المرضى يعيشون طويلا بينما الأصحاء يموتون فى أعمار قصيرة وبالطبع المسألة كلها تعتمد لا على القوة ولا على الضعف وإنما على العمر الذى كتبه الله للإنسان .
15-هلاك أجناس كاملة من الوجود :
قيل "ولقد شهدت الأرض أجناسا كاملة تمحى من الوجود محوا كأنها لم تكن وذلك عندما واجهتها ظروفا عصيبة من الطبيعة لم تألفها من قبل فلم تتطور أو تأقلم نفسها وفقا لما تواجهه فهلكت عن أخرها "وضربوا مثلا بما يسمونه الديناصور الذى وصفوه بثقل الحركة وبلادة التفكير والخطأ هنا هو هلاك أجناس كاملة وهو محال للتالى :
-أن الله عندما قرر إنزال الطوفان فى أيام نوح(ص)أصدر له قرارا بحمل زوجين من كل نوع ،ترى ما السبب ؟إن السبب هو أن يحافظ على وجودها فى الدنيا وفى هذا قال بسورة هود "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين "إذا ففى كل مرة كانت تواجه أجناس ظروف مماثلة عصيبة كان الله يقيض ويهيأ لها المنقذ من الهلاك .
-أنه لا يوجد نوع من الأنواع يعيش فى منطقة واحدة بل فى عدة مناطق والسبب هو بقاء بعضها إذا هلك البعض فى منطقة أخرى وأما ما يقال من أن بعض الأنواع لها موطن واحد فالإنسان رغم التقدم الذى يسمونه العلمى لم يكتشف المحيطات بل فى قلب القارات نفسها أماكن لم يصلها أحد منذ زمن بعيد كغابات الأمازون وأما وصف الديناصور بالغباء والبلادة فوصف خاطىء مثله مثل وصف الثعلب بالمكر والذئب بالغدر ووجود ما يسمى الديناصور ليس عليه دليل من وحى أو من الواقع وإنما هو تخيلات وما يجده البعض من العظام فى بعض الصخور والرسوبيات ليس إلا عظام أنواع لها وجود الآن ولكننا قد نجهله فمثلا قد تكون هذه العظام لمخلوقات تعيش فى القيعان العميقة للمحيطات ألقت بها الأمواج الداخلية على الشواطىء وانطمرت بسبب الطمى الذى يترسب على الشواطىء من الأنهار وهذا احتمال راجح لأن علماء البحار اعترفوا بأنهم لا يعرفون شىء عن الأعماق المظلمة سوى القليل .
16- الطفرة :قالوا التفسير العلمى للطفرة هو أن إحدى المورثات قد أصابتها فجأة لغير سبب معلوم تغيرات أساسية جعلتها تكتسب خواصا جديدة وصفات لم تكن موجودة فيها من قبل والملاحظ فى حياتنا هو أن كل التغيرات الحادثة فى المورثات –إن كان لها وجود غير السلالة – لا تكسبها صفات قوية بل صفات مرضية بدليل السرطانات التى تضعف الأجسام ولا تقتصر السرطانات على أجسام الناس وإنما تشمل مخلوقات أخرى ولو جئنا لنظرية الاحتمالات لعرفنا أن هناك احتمال أن تسبب هذه التغيرات فى المورثات اكتساب خواص جديدة تؤدى للموت وليس الحياة والسبب أن الخواص الجديدة قد تسمم الجسم والاحتمال الأخر هو التسبب فى القوة والواقع يخبرنا أن احتمال الموت واحتمال القوة مستبعدين والموجود هو المرض وهو الضعف .
17- نشأة الأنواع :
قالوا "بالنظر إلى أن النظام الذى شيدت عليه هذه الأطراف واحد فليس هناك سوى تعليل واحد لذلك هو أنها نشأت جميعها من أصل واحد مشترك ثم اقتضت الحاجة لأن يختلف هذا العضو عن ذاك وفقا لما تطلبته الطبيعة من احتياجات فالأطراف فى السمك مخصصة للعوم بينما هى للطير مخصصة للجرى والمشى فى الخيل مظاهر متعددة لأصل واحد "،والخطأ هنا هو نشأة الأنواع كلها من أصل واحد وهو ما يتنافى مع التالى
-الحقيقة التى أخبرنا الله بها وهى أن أصل كل نوع هو زوجين وفى هذا قال بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين ".
-أن نظام الأطراف ليس واحد فى كل الأنواع بدليل وجود أطراف خماسية وثلاثية وثنائية ومفردة ورباعية وسداسية وأكثر من هذا وقد قسمها الله لأطراف ثنائية ورباعية وبطنية وهى ما زادت على الأربع وفى هذا قال بسورة النور "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع " .
-أن أطراف الملائكة رغم كونها من نوع واحد متنوعة فمنها الثنائى والثلاثى والرباعى وفى هذا قال بسورة فاطر "جاعل الملائكة أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء "إذا فحتى فى النوع الواحد قد يوجد اختلاف بين أفراده ورغم الأصل المشترك وهما الأبوان .
18- عضلات الأذن :
قالوا "وعضلات أذن الإنسان ما فائدتها ؟لا شىء ،أكان الإنسان قديما يحتاج إلى تحريك أذنه ؟يحتمل إلا أن المؤكد أن التعاريج الكثيرة الموجودة على صيوانها خير بديل عن تلك العضلات "والخطأ هنا هو أن عضلات الأذن لا فائدة منها ،ومن المعلوم أن الإنسان قد يرى شىء فيعتبره غير نافع ويرى إنسان أخر نفس الشىء فيقول شىء نافع له فوائد والفارق بين الاثنين هو دراسة الأخير للشىء بإتقان أو دراسة الأول للشىء بإتقان ورغم أنى علمت بعضلات الأذن لأول مرة خلال قراءاتى لكتاب تاريخ الحياة –ومعظم الأقوال الخاطئة فى هذا الكتاب منقولة منه - فإنى أقول ما أعرفه وهو أن وظيفة أى عضلة فى الجسم إما إفراز بعض الإفرازات وإما تحمل الظروف الخارجية مثل الشد والجذب والحمل والدفع والحرارة والبرودة وإما الإثنين ولا يوجد فى الجسم ما يسمى بديل لعضو جواره والسبب هو أن لكل عضو وظيفة معينة تختلف عن العضو الأخر إلا التى تتبادل فيها الأعضاء الوظائف وهى الأعضاء المزدوجة مثل الكليتين والحالبين والمبيضين .
19- تطور شكل الكائنات :
قالوا "ومن دراسته هذه النتائج تأكد بما لايدع مجالا للشك أن الكائنات الحية قد نهجت سبيل التطور فى ظهورها فلقد عمر الأرض فى بادىء الأمر كائنات بسيطة التركيب ثم تدرجت فى الرقى وتنوعت فى الأشكال حتى صارت إلى الصور التى نراها عليها اليوم "الخطأ هنا هو تطور الكائنات فى الأشكال عبر العصور وهو ما لم يحدث لأن كل مخلوق كما كان عليه فى بداية الخلق فالإنسان هو الإنسان والفيل هو الفيل والدليل هو أن الله خلق من كل نوعين زوجين أى أب وأم ومنهما ولد أبناء مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "ولا يوجد دليل حفرى أو غيره على هذا ولو كانت الكائنات البسيطة تدرجت فى الرقى لكانت على نفس النمط ومن نفس النوع بسبب تشابه الظروف التى مرت به فى كل العصور.
20-القوى الأربع :
يقال :أن الأحداث التى تقع فى الكون كلها قابلة لأن تفسر من خلال أربع قوى هى القوة الضخمة وهى الجامعة للنويات الذرية ،والقوة الضعيفة وهى المسببة للإنحلال الإشعاعى ،والقوة الكهرو مغناطيسية وهى التى تولد الحرارة والنور ،والقوة الجاذبية وهى التى تشد الأشياء إلى بعضها بحيث يحتفظ كل منها بمكانه ،وطبعا لا يمكن أن تفسر الأحداث التى تقع فى الكون إلا عن طريق شىء واحد لا أربعة أشياء والشىء الوحيد الذى أقصده هو إلتزام مخلوقات الكون بالسير حسبما وضع الله من قوانين وهو ما يسمى بالطاعة ويعبر عنها بالتسبيح وبالسجود فى القرآن وفى هذا قال بسورة الرعد "ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا أو كرها وظلالهم بالغدو والأصال "وقال بسورة الإسراء "تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده "وكما قيل كل ميسر لما خلق له أى كل مخلوق سهل الله له طريق تنفيذ القوانين حتى لا يخرج عنها وهذا الشىء الواحد الشامل يعنى أن كل مخلوق لا يفسر ما يقع له من أحداث إلا بمفرده وهذا يعنى أننا إذا عرفنا قوانين كل مخلوق التى يسير عليها عرفنا النظام الشامل الذى يسير عليه الكون وهو الطاعة لله وتنقسم قوانين الكون لنوعين :قوانين مشتركة بين الأنواع والثانى قوانين خاصة بكل مخلوق ،وإذا أردنا معرفة هذه القوانين فعلينا بالبحث فى الوحى الإلهى وليس بإنفاق أموال على مشروعات فاشلة كمراقبة الفلك ومراكب الفضاء .
21- القوة الخامسة :
يقال أن بعضهم اكتشف أن هناك جسيمات تسمى الكاونات تتصرف تصرفا غريبا – وذلك أثناء تجربة على مسارع ذرى-هو تحدى الجاذبية وسموها القوة الخامسة الشحنة فائقة القوة وقد عارض هذا البعض وهو أمر يتعارض مع قانون الكون وهو طاعة المخلوقات لله .
22- الأعلى والأسفل :
قال إينشتاين "إن أى جسم لا يجذب أبدا إلى أسفل بل إنه ليس هناك فى الحقيقة شىء يدعى أسفل أو أعلى فى الكون "وهذا القول يتضمن عبارة صحيحة هى "أن أى جسم لا يجذب أبدا إلى أسفل "فالأجسام التى تسقط على الأرض ليس سبب سقوطها ما يسمى بالجاذبية وإنما أسباب سقوطها هى :
- ثقل الشىء فإذا كان الشىء أثقل من ذرات الهواء غلبها وأخذ مكانها وكلما غلب ذرات يغلب ما تحتها حتى يستقر على الأرض .
-الريح وهى تساعد إما على الإسراع بسقوط الأشياء وإما على إعاقتها فى أحيان قليلة والإعاقة تتمثل فى تقليل السرعة ويكون ذلك بشروط هى خفة الشىء الساقط وكون الريح دوامية أو تيار صاعد وفى إسقاط الريح للأشياء قال تعالى بسورة الحج "أو تهوى به الريح فى مكان سحيق "وهذه العبارة بعد أن قال بها إينشتاين نقضها فقال "ليس هناك فى الحقيقة شىء يدعى أسفل أو أعلى فى الكون "وهذه العبارة يمكن الرد عليها هكذا :إذا كان ليس هناك أسفل أو أعلى فالإنسان قادر على أن يمشى على رأسه وينظر ويأكل ويشرب ويسمع ويتكلم بقدميه وأما الأدلة على وجود أسفل وأعلى فهى عديدة منها قوله بسورة الأحزاب "إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم "وقوله بسورة مريم "فناداها من تحتها "وقوله بسورة الصافات "لا يسمعون إلى الملأ الأعلى "وقوله بسورة النبأ "وبنينا فوقكم سبعا شدادا "كل هذه الآيات تدلنا على وجود العلو والسفل أى الفوق والتحت ولا نقدر على إنكارها .
زد على هذا أن المخلوقات المرئية لنا كلها تمشى أو تقف على نسق واحد هو الرأس لأعلى وبقية الجسم لأسفل وبتعبير أدق السماء لأعلى والأرض لأسفل .
23- الإلتزام والحركة :
قال إينشتاين "إن حركة الأجسام ناتجة فقط من ميل المادة إلى سلوك الطريق الذى تجد فيه أقل مقاومة وعندما تتحرك الأجسام خلال الفضاء فإنها تختار أسهل المسالك "ينقسم هذا القول لقسمين الأول إن حركة الجسم ناتجة من ميل مادته لسلوك الطريق الذى تجد فيه مقاومة أقل وهذا القسم يحمل فى طياته أخطاء هى :
-أن حركة الجسم ناتجةمن ميل مادته لاختبار مقاومة الطرق المختلفة وهذا غير ملاحظ فالجسم لا يختبر الطرق وإنما هو يعرف طريقه منذ اللحظة الأولى بدليل أننا لا نجد شىء فى الكون المخلوق قد غير مساره المعروف ومن المعروف أن لو كان الأمر كما قال لوجدنا أن الأجسام تتحرك فى عدة اتجاهات فإذا كان هذا الاتجاه سهل لمدة فإنه سيكون صعبا لمدة بينما هناك اتجاه أخر سيكون سهلا فى هذه المدة الصعبة الإتجاه الأخر وعليه لوجدنا الشمس تشرق يوما من الغرب والقمر يطلع من المشرق ولوجدنا النجوم تطلع نهارا أو بعضها نهارا وبعضها ليلا .
-أن ما نتصور أنه أقل مقاومة يكون فى نفس الوقت أكثر مقاومة فمثلا الهواء تكون مقاومته أقل عند سقوط الأشياء بينما تكون مقاومته أعظم أو أكثر عند صعود الأشياء للجو .
-أن ما نتصور أنه أقل مقاومة فى حالة السقوط يكون أقل مقاومة فى حالات الصعود وذلك مثل الهواء فهو يسهل سقوط الأحجار وفى نفس الوقت يسهل ارتفاع ذرات بخار الماء لأعلى لتكون السحب .
-أن الجسم لو كان يسلك الطريق الأسهل لسلكت السحب الطريق الأسهل لها وهو السقوط كتلة واحدة على الأرض لأنها ثقيلة الوزن كالجبال ولم تسلك طريق إنزال ما فيها على شكل قطرات أو برد .
الثانى :أن الأجسام عندما تتحرك فى الفضاء تختار أسهل المسالك والخطأ هنا أن الجسم الفضائى يختار طريقه السهل وكأنه إنسان يسلك فى الأرض ويسلك أسهل الطرقات إلى ما يريد ،إن الجسم الفضائى ليس له حرية اختيار طريقه للأدلة التالية :
-قوله تعالى بسورة يونس "لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "وهذا يعنى أن الشمس والقمر لكل منهما مدار أى فلك يسير فيه ولا يخرج عنه وقال تعالى بسورة الرحمن "والشمس والقمر بحسبان "أى الشمس والقمر كل منهما يسير بحساب معين حتى لا يصطدم بأى شىء فى الفضاء وقال بسورة الواقعة "فلا أقسم بمواقع النجوم "ومواقع النجوم هى المدارات الثابتة التى تدور فيها النجوم لقوله بسورة التكوير "فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ".
-أن نتيجة سلوك الطريق السهل هى التصادم لأن فى أحيان كثيرة ما يكون سهل للفرد الفضائى يكون سهل للأفراد الأخرين وهكذا يزدحم الطريق ومن ثم يحدث التصادم بينها .
-أن الشمس والقمر والنجوم أى الأجسام الفضائية مسخرة والتسخير هو جعل المسخر مطيع لمن سخره وقد سخر الله هذه الأجسام حسب نظام معين لا يتيح لها التصادم بدليل وجود ثبات النظام البديع .
-أن الأجسام التى ليس لها مدارات كالشهب لا تسير فى الطريق السهل وإنما تذهب فى أى طريق سهلا أو صعبا وراء الجنى الذى يتسمع أخبار الغيب وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ".
24-الأبعاد الزمنية :
قال إينشتاين "ليس هناك سبب لفرض أبعاد مطلقة للزمن "وهو قول خاطىء للتالى :
-وجود أسباب عدة تدعو لفرض الأبعاد أهمها دقة المعارف التى يستخدم فيها الوقت ومعرفة الوقت اللازم للعمل أيا كان .
-ان الله حدد لنا أبعادا زمنية منها أن السنة عدد شهورها إثنا عشر شهرا وفى هذا قال بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا فى كتاب الله " واليوم يتكون من الليل والنهار واليوم الإلهى يساوى باليوم الليلى النهارى ألف سنة بحساب البشر وفى هذا قال بسورة الحج "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "وقياس اليوم الإلهى باليوم الأرضى يعنى أن اليوم الأرضى هو المقياس المطلق للزمن وبدليل أن الله قدر يوم القيامة باليوم الأرضى وسنته فقال بسورة المعارج "تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ".
-أن الآجال مقدرة باليوم والسنة الأرضية فلو أن إنسان كان الله قد كتب عمره سبعين سنة وكان يعيش على القمر وإنسان أخر كان يعيش فى السماء وكان له نفس العمر فإنهما سيموتان فى نفس اليوم ولن يتقدم هذا عن ذاك لأن اختلاف الأماكن لا يغير من الزمن شيئا والسبب قوله بسورة النحل "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ".
25-ليس للجاذبية وجود :
يقول إينشتاين "كما أن هناك جداول بمواعيد محلية للزمن كذلك توجد أيضا مجالات محلية للجاذبية ولكن هذه المجالات ليست قوة أو جذب مستقلان فالشمس مثلا تخلق عند مركزها تقوسا أو إلتواءً فى الفضاء المجاور لها فتجعله على شكل تل بينما تتحرك كتل المادة التى تكون مجاورة لذلك التل كالأرض وغيرها من الكواكب بجوار التل "وأخطاء القول هى :
1-القول بوجود مجالات محلية للجاذبية غير مستقلة ،لا يوجد شىء اسمه الجاذبية الكونية أو الأرضية وسنضرب مثلا بسيطا يدل على عدم وجودها وهو تكون السحب حيث تصعد ذرات بخار الماء وتكونه وتبقى فى الجو لمدة قد تطول أو تقصر وأيضا الطيور ومع هذا فلو كانت هناك جاذبية ما صعد شىء لجو الأرض ولو كانت الجاذبية لا تعمل إلا فى الأجسام الكبيرة لأسقطت السحب كتلة واحدة على الأرض وهذا لم يحدث منذ خلق الله أول سحابة .
2-أن كتل المادة المجاورة للتل الذى تخلقه الشمس تسير بجوار التل ارتفاعا وانخفاضا ،وقطعا كتل المادة بما فيها الأرض لا تسير حول التل الذى تخلقه الشمس ولا حول الشمس ولأن الشمس تدور فوق الأرض لأنها فى السماء والسموات مبنية فوق الأرض مصداق لقوله بسورة النبأ "وبنينا فوقكم سبعا شدادا "والتحتى لا يدور فوق العلوى أبدا لأن العلوى هو القادر على هذا ،ولأن الله بين فى الوحى أن الأرض ثابتة فسماها القرار والمستقر بينما الشمس تجرى حتى تصل فى يوم القيامة لمستقرها وهو نهاية مطافها وفى هذا قال بسورة يس "والشمس تجرى لمستقر لها "
26- البعد الأدنى والخطوط :
قال إينشتاين "إن أقصر بعد بين نقطتين ليس خطا مستقيما ولكنه خط منحنى فالكون كله يتكون من سلسلة من التلال المقوسة وكل الأجسام فى هذا الكون تتحرك حول المنحدرات المنحنية لتلك التلال "وفى هذا القول توجد أخطاء عدة هى :
1-أن اقصر بعد بين نقطتين هو الخط المنحنى والحق أن أقصر بعد بين نقطتين يختلف من حال لأخر فهو فى حالة يكون خط مستوى وشرطه عدم وجود جسم بين النقطتين يعوق الخط وفى حالة يكون خط منحنى وشرطه وجود جسم كروى فى الطريق بين النقطتين وفى حالة يكون خط منكسر وشرطه وجود جسم له رأس أو رءوس كالمثلث والمربع .
2-أن الكون مكون من سلسة من التلال المقوسة والحق أن الكون ليس تلالا مقوسة لقوله بسورة يس "وكل فى فلك يسبحون "فالفلك عبارة عن مدار دائرى أو كروى قد يكون مستويا أو على شكل منخفضات أو مرتفعات وقد يكون غير هذا.
27-النظرية الذرية :
يقال :إن النظرية الذرية قديمة تناولها العديد من علماء الشعوب المختلفة كل حسب ما تراءى له والحقيقة التى لا تحتمل الكذب هى وجود العلم بالذرة منذ وجود أدم (ص)حيث علمه الله ذلك ضمن ما علمه من أسماء وفى هذا قال بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها " وملخص النظرية "أن العالم يتألف من ملاء "أى مادة "وخلاء "أى فراغ "وأن الملاء قوامه ذرات أو وحدات متجانسة لا تقبل الإنقسام وهى وإن كانت متناهية فى الصغر بحيث لا تدركها الحواس إلا أن العقل يمكنه إداركها بالاستنتاج الرياضى كما أنها لا متناهية فى أعدادها وأشكالها وأحجامها وترتيبها وإليها تعزى كل ثروة الأشكال والظواهر المتباينة للعالم "نقلا من كتاب العلوم الكونية فى التراث الإسلامى ص32 لأحمد فؤاد باشا ويأخذ على هذه النظرية التالى :
-زعمها أن العالم مكون من مادة وفراغ والحق أن العالم مكون من مادة فقط وهذه المادة منها ما نبصره ومالا نبصره فمثال الأولى الزرع والناس والأنعام ومثال الثانية الجن والنفوس التى يسمونها الأرواح وفى هذا قال بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ".
-أن الذرات لا تقبل الإنقسام والحق أنها تقبل الإنقسام إلى أبعاض أى بعوضات أى أجزاء بدليل أن الله ذكر أن البعوضة هى أصغر شىء فى الوجود فقال بسورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها "فقوله "فما فوقها "يدل على أن ليس فى الوجود ما هو أصغر منها حجما أو وزنا .
-أن الذرات لا متناهية فى أعدادها وأشكالها وأحجامها وترتيبها والحق هو أن كل شىء فى الكون متناهى أى له مقدار معروف عند الله مصداق لقوله بسورة الرعد "وكل شىء عنده بمقدار ".
وقد صحح علماء المسلمين بعض أجزاء النظرية فسموها الجزء الذى لا يتجزأ وفى هذا نقل كتاب العلوم الكونية فى التراث الإسلامى قول أبو الهذيل العلاف ص36 "أن العالم يتكون من عدد من الجواهر المفردة أو الأجزاء البسيطة التى لا تتجزأ وإلى هذه الأجزاء التى لا تتجزأ تنحل جميع الموجودات "وهو ما يوافق آية سورة البقرة وقوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك "والمرد ولا أصغر من ذلك فهو يدلنا على وجود ما هو أصغر من الذرة .
28- نظرية العناصر الأربع :
تقول النظرية : إن المكونات الأساسية للكائنات هى الماء والتراب والنار والهواء وقد أدلت كل أمة من الأمم بدلوها فى المكونات الأساسية للكائنات وحصروها فى النور والتراب والماء والهواء والسماء والنار والمعدن والخشب وكل منهم قال أنها أربعة أو خمسة أو ستة وأحدهم قال واحد وهو الماء وهو القول الصحيح الموافق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "ولا يمكن للمسلمين أن يؤمنوا بهذه النظرية فى عناصرها المتعددة وبعد خلق الكون من الماء أصبحت المخلوقات تخلق من الماء والتراب.
29-الماء :
يقولون الماء ليس له طعم ولا لون ولا شكل ولا رائحة وهى مقولة خاطئة للتالى :
أ-الماء له طعم :التجارب 1- الأدوات كوب فارغ ،الوقت أحد أيام نزول المطر ،الخطوات ضع الكوب الفارغ على الأرض وانتظر حتى يصبح به بعض ماء المطر ثم اشرب هذا الماء ،الملاحظة للماء طعم ملحى شديد 2-الأدوات كوب فارغ ،الخطوات املأ الكوب الفارغ بماء البحر ثم اشرب بعضه ،الملاحظة للماء طعم ملحى شديد 3- الأدوات كوب فارغ ،الخطوات املأ الكوب الفارغ الخارج من الطلمبة واشرب هذا الماء ،الملاحظة للماء طعم حلو ،بناء على ما سبق نعرف أن الماء له طعم ملحى أو حلو فرات والدليل الأعظم من التجارب هو قوله بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج "
ب-الماء له لون :التجارب 1- الأدوات كوب زجاجى ،بعض من الماء الحلو ،الخطوات ضع الماء فى الكوب وانظر له ،الملاحظة للماء لون 2- الأدوات كوب زجاجى وبعض من ماء البحر ،الخطوات ضع الماء بالكوب وانظر له ،الملاحظة للماء لون ،وبناء على ما سبق فللماء لون بدليل مشاهدتنا له ولو لم نكن نشاهده ما كان له لون ظاهر مثله مثل الهواء فنحن لا نشاهد لون الهواء ولكننا نشاهده وأفضل وضع للمشاهدة غير المشكوك فيها هو نزول المطر حيث تشاهد قطرات الماء تنزل فى تتابع أمام عينيك ولكن ما هو لون الماء ؟ للماء الطبيعى لونين فلون الماء الحلو لون فضى أى رمادى شديد الفتحان وقد لاحظ الشعراء هذا فقال بعضهم :
والروض عن مائه الفضى مبتسم كما شققت عن اللبات أطواقا
ولون الماء الملحى هو لون أزرق قريب للإخضرار .
ج-الماء له رائحة :التجارب 1- الأدوات كوب فارغ ،ماء راكد ،الخطوات :ضع الماء الراكد فى الكوب ثم شمه بأنفك وخذ شهيقا عميقا ،الملاحظة للماء رائحة كريهة ،2- الأدوات كوب فارغ ،بعض من ماء البحر ،الخطوات ضع الماء فى الكوب وقرب أنفك منه وخذ شهيقا عميقا ،الملاحظة للماء رائحة .
والمستفاد من هذه التجارب هو أن الماء له رائحة ضعيفة لا يشمها الإنسان فى أحواله العادية وقد يقول البعض أن السبب فى كون الماء له رائحة المخلوقات الدخيلة ونقول له إذا فرائحة النباتات الكريهة كونتها مخلوقات دخيلة عليها ثم لماذا نخص الرائحة الكريهة بهذا ولا نعمم الحكم ؟إن المتسبب فى الرائحة خلق ليس دخيل على الشىء وإنما شىء يتعامل معه منذ بدء الخليقة ثم نتساءل لماذا لا نقول على رائحة البول والبراز أنها دخيلة ؟أليست الأطعمة التى يتم تناولها ذات روائح عطرة ومقبولة فكيف تخرج فى صورة روائح كريهة ؟لو عقلنا لعرفنا أن ليس هناك شىء دخيل .
30-قوانين الحركة :
ينص القانون الأول للحركة على أن كل جسم يظل على حالته من السكون أو الحركة المنتظمة فى خط مستقيم ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير من حالته وينسب القانون لنيوتن مع أن أهل بلاد الإسلام قالوا به منذ قرون فمثلا ابن سينا يقول "إنك لتعلم أن الجسم إذا خلى وطباعه ولم يعرض له من خارج تأثير غريب لم يكن له بد من موضع معين وشكل معين فإذن فى طباعه مبدأ استيجاب ذلك والجسم له فى حال تحركه ميل (أى مدافعة )يتحرك به ويحس به الممانع ولن يتمكن من المنع إلا فيما يضعف ذلك فيه وقد يكون من طباعه وقد يحدث فيه من تأثير غيره فيبطل المنبعث عن طباعه إلى أن يزول فيعود انبعاثه "نقلا على كتاب أعلام الفيزياء لعلى عبد الله الدفاع وجلال شوقى والقانون فى صياغة نيوتن يحمل أخطاء هى :
-زعمه أن السكون أو الحركة لا تتغير إلا بقوة خارجية والحق أن التغير من السكون أو الحركة يحدث إما بقوة الشىء ذاته أى القوة الداخلية أو بقوة من خارجه أى القوة الخارجية وقد فهم ابن سينا هذا بقوله "وقد يكون من طباعه – أى التغير من ذاته –وقد يحدث فيه من تأثير غيره "وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى بسورة فصلت "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "والمراد أن الحركة التغيرية إما حركة طوع أى برضا الشىء وإما حركة كره أى بقوة إجبارية من الخارج وتسمى حركة الطوع حركة طبيعية وحركة الكره حركة قسرية وقد أشار لهذا أبو البركات هبة الله ابن ملكا البغدادى فى كتابه المخطوط المعتبر فى الحكمة "فإن الحركة إما طبيعية وإما قسرية والقسرية يتقدمها الطبيعية لأن المقسور إنما هو مقسور عن طبعه إلى طبع قاسره فإذا لم يكن حركة بالطبع لم يكن حركة بالقسر والطبيعية إنما تكون عن مباين بالطبع إلى مناسب بالطبع وإلى مناسب أنسب من مناسب ".
-زعمه أن الحركة المنتظمة تكون فى خط مستقيم والحق أن الحركة المنتظمة لها أشكال عدة منها الحركة الدورانية لحركة النجوم فوق مركزها والحركة الذبذبية فى المكان وهى حركة صاعد نازل أو خارج داخل – وقد كان ابن سينا أدق فى تعبيره القائل "لم يكن له من بد من موضع معين وشكل معين "وقوله "وليست المعاوقة للجسم بما هو جسم بل بمعنى فيه يطلب البقاء على حاله من المكان أو الوضع "فقوله موضع معين وشكل معين وقوله على حاله من المكان أو الوضع بدون تحديد لنوع السكون أو لنوع الحركة يشمل أنواع الأوضاع السكونية والحركية وهو الصواب .
-زعمه أن القوة الخارجية تغير دائما من حال الجسم والحق أن القوة الخارجية لها مع الجسم حالين :
الأول التأثير على الجسم ،الثانى عدم التأثير على الجسم وذلك مثل المذنبات فإنها لا تؤثر على الشمس إذا مرت بجوارها وإنما الشمس تؤثر عليها مع أن المذنبات تقطع عليها خط سيرها أو بالأحرى تمر من أمام خط سيرها ومثل عدم تأثير قبضة يد الإنسان على الصخر عند ضربه بها فالقوة الخارجية وهى يد الإنسان هى التى يحدث فيها تأثير من الصخر وهو الوجع - وإن كان هذا لا يمنع من وجود تأثير هين لضربة اليد –ولكنه لا يزحزها من مكانها .
وهذا القانون ينطبق على الأشياء التى عملتها يد الإنسان وخلقها الله من آلات وعدد كالسيارات والقاطرات وأما مخلوقات الله فى الكون فلا ينطبق عليها سوى فى عدد قليل منها وأما القانون الثالث للحركة وهو "لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه "وهو منسوب لنيوتن وقد أشار له فخر الدين الرازى فى كتابه المباحث الشرقية فى علم الإلهيات والطبيعيات بقوله "الحلقة التى يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت فى الوسط لاشك أن كل واحد منهما قد فعل فيها فعلا معوقا بفعل الأخر ثم لاشك أن الذى فعله كل واحد عنهما لو خلى عن المعارض لاقتضى اجتذاب الحلقة إلى جانبه "وهذا النص هو صياغة لقانون الاتزان تحت تأثير قوتين متساويتين وهو قانون لا يصلح لتعميمه على مخلوقات الكون الظاهرة وذلك لأنه لا ينطبق على بعضها فمثلا لو رمينا جسم فى البحر فإن هذا الجسم سينزل لقاع البحر ولن يرجع فى الاتجاه المضاد ومثلا لو رمينا جسم من الحديد على لوح زجاجى فإنه سيحطمه ولن يكون التحطم فى الاتجاه المضاد فقط وإنما فى اتجاهات متعددة من بينها الاتجاه المضاد وكذا لا يصلح للتعميم على ما صنعته يد الإنسان وخلقه الله فمثلا لو وضعنا كرة مصنوعة من الحديد فى مكان ما ثم ضربناه بكرة مثلها فإنها ستسير فى اتجاه الكرة التى ضربت ولكنها لن ترجع إلى الاتجاه المضاد حتما وأخطاء هذا القانون هى :
-زعمه أن الفعل يساويه رد الفعل دون أن يحدد لنا كيف نحسب مقدار الفعل ومقدار رد الفعل وهذا الزعم ينفيه أن الفعل لا يستلزم رد فعل وإنما قد يكون له رد فعل وقد لا يكون وأيضا رد الفعل فى أحيان لا يساوى مقدار الفعل وذلك مثل ضرب الكرة بشدة ومع هذا فإن الكرة تسير ببطء رغم هذه الشدة .
زعمه أن رد الفعل يكون فى الاتجاه المضاد وهو زعم ينفيه أن رد الفعل ينقسم لرد فعل مضاد ورد فعل فى نفس اتجاه الفعل ورد فعل فى أى اتجاه .
وأما القانون الثانى فيحتاج لإجراء التجارب لإثباته أو نفيه .
والحركة فى الوحى هى انتقال الجسم من مكان لأخر ومن أمثلته جريان الشمس لمستقرها مصداق لقوله بسورة يس"والشمس تجرى لمستقر لها " وجريان القمر حتى يعود لمكانه الأول كالعرجون وفى هذا قال بسورة يس"والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم "أو تغير هيئة الجسم من وضع معين لوضع مختلف عنه ومن أمثلة التغير انتقال الشهاب من النجم حيث ينفصل جزء هو الشهاب عن النجم فيغير شكله وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب "فهنا نسب الإهلاك للشهاب ونسبه فى قوله بسورة الملك"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين "للنجوم وهذا يعنى أن الشهاب جزء من النجم ينفصل عنه ومن الأمثلة أيضا انتقال اللسان من وضع الثبات فى الصمت إلى الحركات المختلفة فى الفم وفيه قال بسورة القيامة "ولا تحرك به لسانك لتعجل به"ويسمى هذا التغير انتقالا ثباتيا لأن اللسان ثابت فى الفم من ناحية ومتحرك من الناحية الأخرى من غير انفصال وأما أنواع الحركة فهى :
الحركة الطوعية التى تحدث بإرادة الشىء المتحرك والحركة الإكراهية أى القهرية التى تدفع فيها قوة خارجية الشىء للتحرك وإلى هذا يشير قوله بسورة فصلت "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "
وأما أوضاع الحركة الكونية فهى :
-الحركة الفلكية الدورانية حيث يدور الشىء فوق أو حول شىء أخر وإليها يشير قوله بسورة يس "وكل فى فلك يسبحون ".
-الحركة النزولية أى السقوطية وفيها يسقط الشىء من أعلى لأسفل وفيها قال تعالى بسورة الأنعام "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين "وقال بسورة سبأ "يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ".
-الحركة الإخراجية أى الصعودية العروجية وفيها يصعد الشىء من أسفل لأعلى وفيها قال تعالى الآية السابقة .
وعليه فالشىء إما يدور وإما ينزل وإما يصعد وإما يسير فى اتجاه معين وكل حركة من هذه الحركات ليس لها صورة واحدة فصور الوضع الفلكى هى :
الدوران فى مدار مستوى ،الدوران فى مدار متعرج .
وصور الوضع السقوطى هى : السقوط العمودى والسقوط المائل لجهة والسقوط المتهاوى أى المتعرج حيث يأخذ شكل منحنيات .
وصور الوضع العروجى هى :
العروج العمودى والعروج المائل لجهة والعروج المنحنى .
وصور الوضع السيرى فهى :
السير للأمام أو الخلف أو للجنب .
وأما أسباب الحركة فهى :
-أسباب الوضع الدورانى هى القيام بالمهام الموكلة للشىء فمثلا لولا التزام الشمس بمدارها المتعرج ما نتج الاختلاف فى درجات الحرارة ولولا التزام الشمس والقمر بمدارهما ما نتج اختلاف الليل والنهار واختلاف الفصول ويسمى هذا السبب التسخير وهو يشمل كل شىء عدا حركة الإنس والجن وفى هذا قال بسورة النحل "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره " .
-أسباب الوضع السقوطى هى :
أ-ثقل الشىء الساقط فالثقل يغلب الهواء حيث يترك له مكانه حتى يستقر على الأرض .
ب-الريح وهى الهواء المتحرك وهى تعمل على زيادة سرعة الشىء الساقط وفيها قال بسورة الحج"أو تهوى به الريح فى مكان سحيق ".
-أسباب الوضع الصعودى هى :
أ-الخفة فالشىء الخفيف يخترق الهواء صاعدا يدفعه الهواء نفسه أو يخترق الماء صاعدا يدفعه الماء .
ب-التيار الهوائى الصاعد يدفع الأشياء لأعلى .
ج-الموج الداخلى فى المجارى المائية يرفع الأشياء لأعلى .
وأما الإنتقالات وهى الخروج من أمر والدخول فى أمر أخر فهى تنقسم للتالى :
-انتقال من السكون للحركة ومثاله خروج الحى من الميت أى إنفصال الحى عن الميت
-انتقال من الحركة للسكون .
-انتقال من حركة لحركة أخرى .
-وتحريك الإنسان للأشياء يكون إما بالجر أو بالدفع أو بالرفع وأما سير الدواب فهو إما على البطن أو على رجلين أو على أربعة أرجل وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع ".
ومن قوانين الحركة :
-قانون الدافع المحرك فالجسم يتحرك من نفسه طوعا وإما بقوة خارجية .
-قانون القوة الخارجية التى إما تحرك الجسم وتؤثر عليه وإما لا تحركه ولا تؤثر عليه وإما لا تحركه من مكانه وتؤثر عليه .
-قانون الخفة والثقل فى السرعة .
-قانون الصدام بين الأجسام حيث يحرك أحد الجسمين الأخر فى اتجاه مضاد أو غير مضاد أو فى عدة اتجاهات وحيث يؤثر أحدهما فى الأخر .
31- لا جاذبية :
ينص قانون الجذب العام للكون على أن "كل جسم فى الكون يجذب أى جسم أخر بقوة تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتى الجسمين وعكسيا مع مربع المسافة بينهما "وهو قانون خاطىء للتالى :
-لا توجد جاذبية كونية لأن ثبات النجوم فى المدارات التى تدور فيها ليس سببه قوة الجذب وإنما سببه التزام كل جسم منها بالدوران فى فلكه مصداق لقوله بسورة يس "وكل فى فلك يسبحون "وأما ثبات الأرض فى مكانها وعدم حركتها فيرجع إلى أن الله جعلها مركز أى أساس الكون حيث بنى فوقها السموات السبع فقال بسورة النبأ "وبنينا فوقكم سبعا شدادا "كما أن الله وضع الجبال فى الأرض لترسيها أى لتثبتها فقال بسورة النحل "وألقى فيها رواسى أن تميد بكم ".
-أن الأرض لو كانت كقطعة الحديد المغناطيسية لوجب أن تكون موادها الجاذبة من نفس النوع الذى تجذبه لأن الحديد لا يجذب سوى الحديد وعناصر قريبة له ولكن هذا غير حادث فالزجاج لا يسقط على زجاج ولا النحاس على نحاس .
-أن سبب سقوط الأشياء يعود إلى أن الله لم يزود هذه الأشياء بوسائل البقاء فى الجو فالطيور تبقى فى الجو لأن الله أعطاها وسائل البقاء ولو كان هناك جاذبية ما طارت الطيور إلا مسافات قليلة مثلها مثل الأحجار التى تقذف ويعود إلى مقاومة الهواء التى تجعل الأشياء تسقط لأنها تشتد كلما ارتفع الشىء لأن الحركة تكثر وتقوى كلما ارتفعنا وإلى حقيقة إسقاط الهواء للأشياء يشير قوله بسورة الحج "أو تهوى به الريح فى مكان سحيق ".
-أن الجاذبية الأرضية لو كانت موجودة لن تطول القمر كما تقول النظرية لسبب بسيط هو أن الأجسام عندما تخرج من الغلاف الهوائى تصبح حرة لا سلطان للأرض عليها وبدليل إصابة الأجسام التى تخرج من الغلاف الجوى للقمر بما يسمونه انعدام التوازن الناتج من عدم وجود الهواء المقاوم للحركة من الشىء .
32- الخيال:
لكل شىء خيال وليس كما يتصور البعض أن هناك مخلوقات بغير خيال وللبرهنة على هذا نقول :
-أن للحرارة خيال :التجربة :الوقت ليلا أو مكان مظلم به مصباح كهربى ،الأدوات مصباح كهربى وموقد جاز وكبريت ،الخطوات أنر المصباح الكهربى ثم أشعل الموقد واجعله يعمل وبعد أن يعمل الموقد عمله العادى انظر حوله ،الملاحظة نلاحظ أن فى ناحية حول الموقد يوجد خيال ضعيف اللون متتابع الخروج ،الإستنتاج :للحرارة خيال وهو عبارة عن موجات متتابعة من الدفء وتنتشر فى المكان .
-أن للزجاج خيال :التجربة :الوقت ليلا أو نهارا ،الأدوات مصباح كهربى ومصباح زجاجى يعمل بالجاز ،الخطوات :أنر المصباح الكهربى وأمسك المصباح فى يدك ثم انظر حيث خيالك ،الملاحظة :ستجد خيال لزجاج المصباح مع خيالك ،الاستنتاج :للزجاج خيال ،وفى هذا القانون العام للمخلوقات وهو وجود خيال لكل مخلوق سواء نراه أو لا نراه قال تعالى بسورة النحل "أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ".
33- العنصر :
إن العنصر النقى خرافة لا وجود لها بالكون إلا فى معامل الأبحاث فالكون قائم على المركبات من العناصر المختلفة وحتى الصناعات تقوم على نفس الفكرة وهى تركيب المصنوعات من العناصر .
34- السرعة الكونية
قال البعض "إن سرعة الضوء هى أقصى سرعة فى الكون وقد استدل القائل بقوله تعالى بسورة السجدة "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "على هذا وحسبه كالتالى :
الألف سنة 12000 شهر قمرى ،سرعة دوران القمر فوق الأرض هى 82315و3282 كيلو متر /ساعة ،زمن الشهر القمرى هو 3216661و27 يوما هو 71986و655 ساعة وزمن اليوم الأرضى النجمى هو 0906و86164 ثانية ثم أجرى المعادلة التالية عدد شهور الألف سنة ×متوسط السرعة المدارية للقمر ×زمن الشهر النجمى القمرى ÷زمن اليوم الأرضى النجمى وببالتعويض يكون الناتج 5و299792 كيلو متر /ثانية إذا الحد الأقصى للسرعة الكونية هو سرعة الضوء وفيما فعله الكاتب عدة مغالطات هى :
1-حسابه زمن الشهر القمرى 321661و27 يوما بينما فى الإسلام الحالى اليوم 29 أو 30 يوما ومن ثم فالمعادلة خاطئة .
2-حسابه لزمن اليوم الأرضى على حسب النجوم وليس على حسب محدثى الليل والنهار بأمر الله وهما الشمس والقمر وفى هذا قال تعالى بسورة الشمس "والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها "وقد تناسى الكاتب سرعة أكبر هى سرعة عروج الملائكة فى يوم واحد مسافة 50000 سنة وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "وبناء على ما قاله نضرب 50000×5و299792فيكون الناتج 000و625و 989و14 كيلو متر /ثانية ولنا أن نتذكر سرعات أخرى أخرى فى القرآن مثل سرعة نقل عرش ملكة سبأ فى أقل من غمضة عين وسرعة بساط سليمان (ص)حيث يقطع المسافة التى يقطعها الإنسان فى شهرين بأقصى سرعة لمواصلاته فى يوم واحد وهذه السرعات منها ما هو أقل من سرعة الضوء ومنها ما هو أكثر .
-الآية التى استشهد بها القائل بها صعود وهبوط وهما يتمان فى يوم واحد وليس صعود وحده وهذا يعنى خطأ ما قام به القائل من حسابات لأن السرعة لابد أن تكون مضاعفة أى 600000كيلو متر /ثانية لأنه حسب سرعة الصعود فقط .
35- تقسيم النباتات :
تنقسم النباتات لعدة أنواع حسب المنتج الرئيسى وهى :
- نباتات منتجى للطعام الإنسانى والحيوانى كالأرز والبرسيم .
- نباتات منتجة للكساء كالقطن والكتان .
- نباتات منتجة للخشب مثل الزان .
- نباتات منتجة للمواد اللاصقة كالصمغ .
- نباتات منتجة للروائح كالورد .
- نباتات منتجة للفرش مثل البخيل فى اليابس .
- نباتات منتجة للزينة مثل المنثور .
36- العدد 7:
هو ظاهرة كونية فالسموات 7 والأرض 7 طبقات كما قال تعالى بسورة الطلاق "الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن "وللنار 7 أبواب لقوله بسورة الحجر "إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب "ومراحل نمو الجنين 7 هى السلالة الطينية والنطفة والعلقة والمضغة وخلق العظام وكسوة العظام باللحم والخلق الأخر وفى هذا قال بسورة المؤمنون "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين فخلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر"والأسبوع سبعة أيام والقرآن سبع من المثانى وجسم الإنسان به العدد 7 ماثل فى الوجه أذنان وعينان ومنخاران وفم ،وفيه 7 أجزاء رئيسية هى الرأس والصدر والبطن والذراعان والرجلان وبه سبعة أجهزة هى الهضمى والتنفسى والدورى والتناسلى والإخراجى والعصبى والحركى وللجسم 7 مفاصل رئيسية هى القدم والركبة والعمود الفقرى والرقبة والكتف والمعصم والمرفق ،والضوء من 7 ألوان ومن الطريف أن الرقم 7 يشترك فى الأرقام الذهبية مثل المقطع الذهبى للدائرة زوايته المقسمة للدائرة هى 5077600و137 ومن الطرائف حكاية حسبة برما وهى نتجت من اصطدام فلاح بامرأة تحمل سلة بيض لا تعرف عدده فلما سألها عن عدده ليعوضها قالت إذا عددته واحدة واحدة لا يتبقى شىء وإذا عددته اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة أو أربعة أربعة أو خمسة خمسة أو ستة ستة يتبقى واحدة فى كل مرة وإذا عددته سبعا سبعا لا يتبقى شىء وكان الجواب 301 بيضة لأن 2×150= 300 و 3×100=300 و4×75=300 و5×60= 300 و6× 50= 300 بينما 7×43 =301 ومثل عجائب الدنيا السبع .
37-الضوء :
الضوء هو خيوط تمدها الشمس بشحنات حرارية نورية متتابعة دون توقف بحيث لا يلاحظ الفرق بين الشحنة والأخرى لأنه يعتبر جزء صغير من الثانية وهذه الخيوط يقطعها أى شىء معتم بحيث يتلاشى الجزء التحتى ويبقى الفوقى وتسقط الخيوط بزوايا مختلفة واختيار كلمة خيط دلالته أنه شىء ممتد بنظام معين .
38- الشمس والفصول الأربعة :
إن الشمس تدور فوق الأرض فى مدار يتغير مركزه فى كل يوم وإن كان فى كل فصل يدور فى درجات معينة وقطر دوران الشمس هو 157 دائرة عرض وهمية أرضية – والله أعلم -ويتسبب هذا فى أن بعض مناطق الأرض لا يصلها ضوء الشمس ومن ثم لا يوجد بها نهار لبعض الأيام أو الشهور وهذا تقدير ظنى لأنى لا أثق فى معلومات الناس الذين يسمونهم العلماء حاليا
39 – الإحصاءات الرقمية :
تقوم الدول بعمل إحصاءات رقمية لكل جانب من جوانب الحياة مثل إنتاج القطن وعدد الجرائم وجانب عدد السكان وهى إحصاءات غالبا غير صحيحة ولا تأخذ بالمتغيرات فمثلا جانب الإجرام فيه جرائم لا يبلغ عنها وهناك جرائم لا يدرى أحد عنها شيئا ومن ثم لا تدخل هذه الجرائم فى الإحصاء ومثلا جانب القطن فيه متغيرات لا تدخل الإحصاء مثل الفاقد أثناء الجمع ومثل ما يستبقيه بعض الناس دون توريده ومثل الفاقد أثناء التصنيع وعلى هذا فالإحصاءات يجب أن نجعلها فى الجوانب المهمة حتى تأتى نتيجتها شبه صحيحة مثل عدد السكان وتقسيمهم لذكور وإناث وقد أشار الله لعجز الناس كلهم عن الإحصاء الصحيح لنعمه وهى مخلوقاته فقال بسورة إبراهيم "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ".
40- القياسات الكونية :
من الأمور الشائعة فى علمى الفلك والجغرافيا قياس الأبعاد فيقال المسافة مثلا بين الأرض والقمر كذا ميل والمسافة بين الأرض والشمس كذا ميل ولنا أن نتساءل هل هذه القياسات صحيحة أو قريبة من الصحة ؟والجواب لا - وإن قربت من الصحة فمصادفة ليس إلا-لأن القياس تم دون الاعتماد على القياس العملى واعتمد على ما يسمونه القياس العقلى الذى تناسى المتغيرات مثل المقاومة وانعدام وجود الهواء وعدم القدرة على الاقتراب من أشياء معينة كالشمس 0000 إلخ ولأن القياس لم يراع بعض الحقائق المعروفة ومن الأمثلة على هذا القول القائل أن الأرض عبارة عن كرة أى دائرة أى شكل منقوص من كل الأطراف بالتساوى مصداق لقوله بسورة الرعد "أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها "فأهل القياس قالوا أن عدد الأميال فيما بين الشمال والجنوب الأرضى يختلف عن ما بين الشرق والغرب متناسين أن الكرة متساوية الأقطار ولا يمكن أن تختلف ونود أن نقول أن قياس الأبعاد الكونية عملية غير مفيدة للإنسان ومن ثم يجب ألا نشغل بالنا بها .
41- الدماغ ليس منظما للجسم :
هناك نظرية تقول أن الدماغ خاصة الجزء المسمى المخ هو الذى ينظم عمل أجهزة جسم الإنسان وهى خطأ للتالى :
أن من الحقائق الثابتة أن المنظم أى المحرك إذا أصيب بشىء تعطلت الأشياء التى ينظمها فمثلا منظم السيارة إذا أصيب بعطل تتوقف السيارة كلها عن العمل وإذا جئنا للدماغ نجد أنه إذا أصيب بمرض لا تتوقف أجهزة الجسم وإنما تعمل وإن كانت بعض الأعضاء تتأثر مثل العين .
أن الدماغ يستمد قوته اللازمة للتشغيل وهو الدم من القلب العضلى وهذا يعنى أن منظم عمل الدماغ هو القلب العضلى ولذا نجد أن معظم أمراض الدماغ سببها نقص الدم الواصل له من القلب والاضطرابات الدموية كهبوط وعلو الضغط .
42- من دلائل القدرة الإلهية :
من دلائل قدرة الله أن درجة الحرارة على سطح الأرض تنخفض كلما ارتفعنا عنه وهذا الارتفاع هو اقتراب من مصدر الحرارة وهو الشمس وكان المفروض طبقا لتوقعات الإنسان أن الحرارة ترتفع كلما اقتربنا من الشمس قياسا على أن الحرارة ترتفع كلما اقتربنا من مصدر النار أو من أى مصدر حرارى كالمواقد والأفران وهذه الآية الدالة على القدرة تفسيرها عندى هو أن الأشعة الصادرة من الشمس فى صورة خيوط مشحونة أى أمواج متتابعة لا ترفع درجة الحرارة إلا إذا توافر لها التالى :
-الهواء خاصة الأكسجين فكلما ارتفعت نسبته ارتفعت درجة الحرارة وكلما انخفضت نسبته انخفضت درجة الحرارة ولذا نجد نسبة الأكسجين على سطح الأرض مرتفعة لتناسب عدد المخلوقات الموجودة على سطح الأرض ولذا نجد عدد المخلوقات يرتفع فى المناطق المنخفضة بينما ينقص فى المناطق المرتفعة ويعمل ثانى أكسيد الفحم عكس الأكسجين فكلما تكاثر انخفضت درجة الحرارة ومن ثم فهو يتكاثر فوق قمم الجبال وفى طبقات الجو العليا .
-الحركة فمن المسلمات عند الناس أن الحرارة تتولد من حركة المخلوقات وأيضا أن عدد المخلوقات فى المناطق المنخفضة يزيد على عدد المخلوقات فى المناطق المرتفعة زيادة كبيرة ومن هذه المسلمات نستنتج أن الحرارة ترتفع على سطح الأرض لكثرة عدد المخلوقات بينما تنخفض لقلة عدد المخلوقات فى المناطق العليا وهذه النتيجة تعنى أن عدد المخلوقات الكثير على سطح الأرض يولد درجة حرارة كبيرة لكثرة حركة هذه المخلوقات بينما عدد المخلوقات القليل فى المناطق العليا سنجد أن كميتها على مناطق الأرض .
-الألوان الماصة :لو حاولنا معرفة كمية الألوان الماصة للضوء سنجد أن كميتها على مناطق الأرض المنخفضة أعظم من المناطق العليا وهذا يتسبب فى ارتفاع حرارة المناطق المنخفضة لاتساع رقعة الألوان الماصة للضوء ويتسبب فى انخفاض حرارة المناطق العليا بسبب ضيق رقعة الألوان الماصة .
43- مميزات الإنسان عن المخلوقات :
يتفرد الإنسان من بين خلق الله الذين نراهم بأعيينا بما يلى :
-الملابس فلا أحد يرتدى ملابس سوى الناس .
-حلق الشعر وتقصيره فى مختلف المناطق .
-شكل الأصابع فالإنسان هو الوحيد الذى أصابع يده تتيح له حرية القبض على الأشياء بها وتحريكها فى مختلف الاتجاهات .
-الروائح هو الوحيد الذى يستخدم العطور والروائح .
-أدوات التجميل فالناس وحدهم هم من يستعملون أدوات التجميل .
-استعمال النقود فى المعاملات الاقتصادية .
-قطع الحبل السرى وربطه .
-استخدام أدوات الرياضة .
-تناول الطعام المطهى .
-تقليم الأظافر .
-استخدام الأدوية المصنعة .
-دفن الموتى وإن كان يشاركه بعض المخلوقات فى هذا كالغربان .
44- ملاحظات قططية :
حاسة الشم عند القطط أقوى من حاسة الإبصار عند وجود الطعام أمامها فهم يشمون الأرض ولا ينظرون إلى الطعام حتى يصلوا له .
أعين القطط فى الصباح الباكر بؤبؤها أى الجزء الأسود أو الغامق فى العين يكون كبير وفى الظهيرة يصبح متوسط ثم يصبح صغير ثم يعود للكبر فى الليل .
والحمد لله أولا وأخرا .

اجمالي القراءات 21495