أعتذر إن جاز الاعتذار ،،، ولكن
قرأت مقالة الدكتور أحمد ، وللوهلة الأولى صدمتني ، وكنت أقرأ وكأنه كتب لي شخصيا ، أو على الأقل واحد من ثلاثة ، كما فهمها الكثير من الإخوة المعلقين أو قل كلهم ، ومنهم من صرح ومنهم من عرض حتى وصل الأمر بأخي الحبيب د.عثمان أن طالبنا بإعتذار صريح.
والعجيب أن يكون هناك إعتذار عن إختلاف فكري ، فهل يعقل أن نطلب من يهودي إعتذارا صريحا لإختلافه الفكري مع مسيحي أو مسلم ، بل هل نطلب من أحزاب الأقلية في بلد ما أن يعتذروا لحزب الأغلبية لإختلافهم فك&NtilNtilde;يا معهم ؟ هل يعقل هذا الكلام ؟ ، فلو قال أحدكم بصحة هذا الكلام وبقبوله ، فأرجوه أن يقبل إعتذاري عن ظني فيه والذي أحتفظ به لنفسي لأنه لن يرضيه وسيكون حتما مخالفا لكل شروط النشر على كل المواقع!!!
ولكن ، نعود فنقرأ رسالة أخي الدكتور أحمد بشيء من التأني ، وقبل الخوض في ثنايا الرسالة ، يجب أن أشكر الدكتور أحمد صبحي لأنه صحح قولي السابق أن الدكتور أحمد بداخلة عالم رباني وشيخ أزهري يتصارعان وتتأرجح الكفة بينهما دون غالب على الإطلاق وذلك في قوله (كنت فى عنفوان الشباب عنيدا حادا شديد البأٍس ، لا تزال ملامح الشيخ الأزهرى تعيش داخلى ، وقلمى لا نظير له فى فن السخرية وحدة النقد مع قوة الحجة ، ولا يزال) ، فما عاتبني عليه الكثير في حينه يؤكده اليوم أخي أحمد بل وذهب لأبعد من ذلك عندما وضع تطبيقا عمليا لهذه النظرية بقوله (هذا التطاول لو حدث لى من ربع قرن لنسفتهم نسفا ..) وقوله (أفاجأ فى نهاية العمر بهؤلاء الهواة الذين لا يقاس حالهم بأكابر الشيوخ الذين صارعتهم وصرعتهم منذ ربع قرن، والذين لا يزال إسمى يفزعهم ويقض مضاجعهم ..) وليسمح لي أخي الدكتور أحمد أن أقول له (أستغفر الله العلي العظيم سبحانه وتعالى لي ولك ولا أزيد)
أخي الدكتور أحمد
لقد تفاعلنا مع الموقع منذ البداية ، تفاعلا إيجابيا أضاف لنا , واضفنا له ، ولا ننكر أن الموقع أضاف لنا الكثير كما لا ينكر منصف أننا أضفنا للموقع الكثير فلا يمن أينا على الآخر ولكنها سنة الحياة في التفاعل ، وكنا ومازلنا منصفين بأن شهدنا لك بالريادة في الفكر ، كما ننتظر منكم الأنصاف فلسنا هواة ولا أنتم ، فأنتم العالم الأزهري الذي أفنى عمره ومازال في العلم والتحصيل ، ونحن القاضي الذي أفنى عمره فوق المنصة وفي العلم والاستنباط ومازال ، نعم إختلفنا في موضوع الشهادة وفي موضوعات أخرى كثير ، ولكن هذا الاختلاف لم يقلل شأنكم في نظري بل أنتم كما أنتم العالم الذي يأخذ منه والفقيه الذي يستفتى فيفتي ، فلا يجب ان نصبح هواة في نظرك عند الاختلاف ، ولا يدعي عاقل إمتلاكه للحقيقة فكلنا يحاول ونتفق ونختلف وقد كرس الله سبحانه وتعالى هذا الاختلاف بقوله (ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) ، وبقوله (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين)
أتفق معك أن إختلافنا جوهري ولا يمكن تجاوزه ، ولكن يمكن لكلانا قبول الآخر منتظرين الحكم في ذلك لرب العالمين ، لقد كتبت وقلت أدلتك وكتبت وقلت أدلتي ونكتفي بهذا وننتقل لغير ذلك فما زال الطريق طويل وشاق ، ولن يسير فيه أحمد صبحي بمفرده أو شريف هادي بمفرده أو فوزي فراج أو غيرهم ولكن الطريق لنا جميعا أن نسير فيه ونجري ونهرول ونقطع فيه شوطا كبيرا ، فنحن كما قلت أنت من قبل (جيل الحوار) وسيأتي من بعدنا من هم (جيل الاختيار) ، فلا حدود لإتفاقنا أو إختلافنا طالما أن الحقيقة هي ضالتنا وإحترام الآخر سبيلنا.
أخي أحمد لقد كانت مقارنتك بيننا وبين شيوخ الأزهر منذ أكثر من عشرين عاما جد ظالمة غاية في الظلم والإجحاف ، فكيف تعقد مقارنة بين من كرهوك من عشرين عاما ومن أحبوك الآن ، المنطلق ليس واحد ، فنحن نختلف معك ولكن من منطلق الحب والدعم والاسناد وليس من منطلق البغض والكره والضرر – حاشا لله – فلا مقارنة أصلا.
أخي أحمد لو ضقت زرعا بنا على هذا الموقع ، فقلها صراحة لا أريدكم وسوف ننسحب في هدوء ، ولا تتصور أننا يمكن أن نسبك أو نتهمك لا سمح الله ، فأنت جدير بكل إحترام ونحن جديرين بألا نقع في الصغائر ، والأمر جد بسيط غاية في البساطة.
أو اسمح لي أن أعتبر مقالتكم هذه دعوة لي على الأقل بالرحيل أقبلها ، فلو كان فهمي لهذه الدعوى خطأ ، فأنتم بين خيارين أن تقولها لي صراحة أرحل تأكيدا لما فهمته أنها دعوتكم لي بالرحيل ولن أكتب مرة أخرى على موقعكم الأغر ، أو قل لي أبقى ، وعندها سأعدك أن أبقى وأن أكتب وأن أختلف وأتفق معكم ولكن على قاعدة من الاحترام المتبادل بيننا والحب الذي لا ينقطع
وشكرا لكم
شريف هادي