آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠١ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
بغضّ النظر عن اسلوبك الهابط أقول :
أولا :
هذا لا يدخل في علم الغيب . لماذا ؟
لأن الله جل وعلا أنزل أحكاما في كتابه الكريم ، وهى تنطبق على مستحقيها . وذكرها لكى نتعظ بها ونتعلم منها في تدبرنا للقرآن الكريم . ونحن شهود على ما فعله صدام وغيره من أكابر المجرمين ، ونلجأ الى كتاب الله لنتعرف على مصيرهم .
ثانيا :
القضية واضحة كالآتى في سؤال جواب :
س 1 : ما هو مصير من يقتل مؤمنا واحدا فقط وهو متعمد لقتله ؟
الإجابة في قوله جل وعلا : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء )
س 2 : هذا عن المؤمنين . فكيف نعرفهم ؟
الإجابة في الاية التالية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (94) النساء ) في الاشتباك الحربى ضد جيش يهاجم معتديا وفى أرض المعركة إذا قال جندي من هذا الجيش المعتدى ( سلام عليكم ) فقد وجب حقن دمه . فالايمان هنا ليس بما في قلبه بل بما ينطقه لسانه حتى وهو في جيش معتدى وفى ساحة الحرب . فماذا عن مئات الألوف من المدنيين الأبرياء المسالمين الذين قتلهم صدام في العراق وايران والكويت ؟. وإذا كان الذى يقتل مؤمنا واحدا فقط مصيره : ( جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء ) فماذا عن الذى يقتل مئات الألوف من الأبرياء والمستضعفين ؟
3 ـ ثم ، إنّ تحريم قتل النفس خارج القصاص من أبرز القواعد القرآنية الكلية في التشريع الاسلامى . قال جل وعلا :
3 / 1 :( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الانعام) هذا في الوصايا العشر ،
3 / 2 : وتكرر هذا في قوله جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33) الاسراء )
3 / 3 : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) الفرقان ) . هذا عن قتل نفس بشرية واحدة فماذا عن قتل مئات الألوف ؟
ثالثا :
1 ـ هذا لا ينطبق فقط على صدام حسين بل يشمل غيره من أكابر المجرمين العلمانيين المستبدين في عصرنا الذين يقتلون الأبرياء تثبيتا لسلطانهم أو وصولا الى هذا السلطان ، ويمتد هذا لأكابر المجرمين في العصور السابقة .
2 ـ الأسوأ من صدام والقذافى وهولاكو وجنكيزخان وهتلر وستالين هم الذين يقتلون مئات الألوف من البشر ويزعمون أن هذا هو الإسلام ، كما فعل الخلفاء الفاسقون بدءا من أبى بكر الزنديق الى أبى بكر البغدادى.
3 ـ عليهم جميعا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .