من خرافات الدين الأرضى (6 )
التداوى بالشعوذة والخرافات الدينية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٣ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة
* العالم يعيش الآن ثورة العلم، أما نحن فنسعد بثقافة التطرف والتخلف، التي أنشأت باسم القرآن الكريم عيادات للطب الروحي ، والشعوذة الدينية، التي كانت ولا تزال تعتمد على الإيحاء والقابلية للتصديق والاعتقاد في الخرافات ..وهذا يهددنا بالعودة للعصور الوسطي وخرافاتها وشيوخها الدجالين.. وهكذا لا يلبث الآخرون أن يقيموا لهم مستعمرات فوق سطح القمر.. بينما يظل فقهاؤنا الأبرار يختلفون في حكم الاستنجاء فوق سطح القمر ..
* وحتى لا نصل إلى هذه المرحلة ..لنقرأ معاً صفحة من الشعوذة الطبية في العصر المملوكي .. ذلك العصر الذي يريدون إرجاعنا إليه ..
نقطة البداية هي العقل، وهل يأخذ أجازة مفتوحة تاركاً مكانه للخرافة، أم يباشر سلطاته الشرعية على الجسد فيكون الإنسان عاقلاً مستنيراً مؤمناً حقيقاً بالله تعالى ورسله وكتبه ، لأن القرآن الكريم كله دعوى للتعقل والتبصر ؟
إذا تعقل الناس أخذوا بالأسباب في التجارة، وفي التداوي وفي الطب، وفي التفكير العقلي المستنير في كل شئون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وإذا تعقل الناس آمنوا بالله تعالى وحده لا شريك له، وآمنوا بكل رسالات الأنبياء ..
أما إذا امتلأ العقل بالخرافة، فسيعتقدون في البشر وفي الحجر، وحينئذ يصبح الشيوخ الدجالون علماء وأنصاف آلهة، يتدخلون في كل شيء ويسيطرون على كل شيء، ويتحول الطب إلي دجل ، والكيمياء والعلوم الطبيعية إلى شعوذة، ويتحول القرآن إلى أحجبة وتمائم ويتحول المعتوه المجنون إلى مجذوب ينطق بالعلم اللدني، وذلك ما كان سائداً لدى أجدادنا .. بينما تخلص الرجل الأبيض من الدجل الديني واتبع المنهج العلمي العقلي، ثم فوجئنا به يحتل أراضينا، وبعد أن تخلصنا منه، وبدأنا في التطلع نحو العلم والعقل ـ أي التدين الإسلامي العقلي ـ فوجئنا بثقافة التطرف تعود إلينا تتمسح بالإسلام، كما كانت تفعل من قبل، لكي تجرنا ثانياً إلى خرافات العصور الوسطى ..

أولا :
1ـ في شهر صفر سنة 854هـ ذكر السخاوي في "التبر المسبوك" وأبو المحاسن في "المنهل الصافي" حادثة اهتزت لها القاهرة، ونقلها عنهما ابن إياس في "بدائع الزهور".
ملخص الحادثة أن أحد العبيد واسمه "سعيد" ادعى أنه ولي من أولياء الله الصالحين، وكان هذا العبد ملكاً لقاسم الكاشف..وقد آمن بهذا العبد بعض الناس،وسرعان ما توافد عليه الجميع ، خصوصاً من النساء، وادعى أن لديه القدرة على شفاء الأمراض فهرع إليه أصحاب الأمراض المزمنة والعاهات،وتكاثر الجميع على بابه، فاتخذ لنفسه حجاباً، "وصار السعيد من يتوصل إليه أو يتمسح به" ولم يسترح السلطان المملوكي جقمق لهذا الذي يحدث، وخصوصاً أنه قبلها بعام واحد قد وقع ـ أي السلطان ـ ضحية للدجال الشيخ أحمد الكيماوي، الذي ادعى أنه يحول الأشياء إلى ذهب، وصبر السلطان قليلاً، ثم عرف أن العبد مدعي الولاية، قد دخل منطقة محرمة في الدجل، إذ صار يأتي إليه الأمراء يستطلعون الغيب ومستقبلهم السياسي فيبشرهم بالسلطنة، أو بمعنى آخر يحرضهم على التآمر على السلطان، أو يربي فيهم الطموح للإطاحة بالسلطان، وهىّ المرحلة التالية دائماً في قصة حياة الشيوخ، أن يسيطر على أفئدة المجتمع ثم يتسلل إلى السياسة، ولذلك أسرع السلطان جقمق باعتقال ذلك العبد، فأحضروه أمامه فأمر بضربه بين يديه، وسجنه في سجن المقشرة أسوأ السجون المملوكية وحاول بعض الأمراء مساعدة العبد فأمر السلطان بنفي ذلك الأمير وعزله.. وانتهت أسطورة العبد وتناساه الناس، فأمر السلطان بالإفراج عنه، فخرج وعاش بعدها لم يسمع به أحد ..
2 ـ وفي شهر رمضان 915هـ يذكر ابن إياس في تاريخه، أن طفلة صغيرة ظهرت في قليوب، وقد ادّعَتْ أنها رأت النبي ـ عليه السلام ـ في المنام مرات عديدة، وأنه أعطاها كرامات، ومن التوقيت (شهر رمضان) نعلم أنها أسطورة تحايل جيدة، وفعلاً توجه إليها أهل القاهرة، حين وصلت الأنباء إلى القاهريين أن تلك الفتاة الصغيرة تشفي الأمراض، وتقيم الأعرج المشلول، وترد بصر الأعمى .وبلغ من كثرة توافد الناس إليها أن إيجار الحمار للركوب من القاهرة إلى قليوب بلغ ديناراً بأكمله، وكان في مقدمة الحجاج إليها جماعة من الأمراء والأعيان .. ( كما يقول المثل الشعبي المصري" يشوف الغنم سارحة، يقول: سألتكم الفاتحة"!!) أي أن الناس على استعداد للإيمان بأي خرافة، سواء كانت منسوبة لعبد جاهل أو لطفلة صغيرة .. وحينئذ ترى أصحاب الأعيان والجاه في مقدمة الزائرين والساعين .. أما العقل فهو .. في الباي باي .
ثانيا :
وقد ساعد في تكريس هذا الخبل العقلي ما نشره الشيوخ عن أنفسهم وعن شيوخهم..
1ـ فالإمام ابن حجر نفسه يذكر في تاريخه "أنباء الغمر" أن الشيخ عمر المغربي " لحس قوباء كانت في وجه زوجة الشيخ علي بن عبد الله التركي المتوفي سنة804هـ، وكانت النتيجة شفاء المرأة من "القوباء" أو المرض الجلدي، الذي كان في وجهها، بسبب "لحسة" سيدنا الشيخ (عقبال دجال النساء في عصرنا !!).
2 ــ والشيخ ابن الزيات المتوفي 841هـ يذكر في كتابه "الكواكب السيارة " أن الشيخ أبا بكر السبتي رأى امرأة مشلولة فأخذ بيدها فقامت وسارت معه .. ( لم يذكر إلى أين) .
3 ــ والشيخ الشعراني في تأريخه لشيخه علي الخواص يقول أن للشيخ الخواص "طب غريب يداوي به مرض الاستسقاء والجذام والفالج والأمراض المزمنة".. ومع هذا، فالشيخ الخواص كان لا يعرف القراءة والكتابة .. ( ولكن الجنون .. فنون .. ) .
4 ــ وأمثلة كثيرة عن الشيخ إبراهيم الجعبري(ت678) وغيره ..
ثالثا :
ولكن السؤال الهام .. ما هو الدواء أو "الروشتة" التي كان ينصح بها أولئك "الأطباء المقدسون" ؟
لم تقتصر هذه الروشتة على "لحس الوجه"..بل كانت ـ والحق يقال ـ متنوعة ومتطورة.
1ــ فهناك "الرقية" .. أي أن الشيخ يقرأ تعويذة أو "رقية" على المريض، فيشفى، وذلك في جميع الأمراض، وإذا كان الطب الحديث قد أضحى فروعاً، فإن طب الشيوخ كان كذلك، ففي مقابل طب الأسنان كان هناك رقاءون للضروس"، وكان من يصيبه وجع ضرس يذهب إليهم فيرقونه له، وبعد موتهم ظلت قبورهم تحمل نفس الاسم "رقاءوا الضروس" وظل الناس يتبركون بقبورهم حسبما ذكر ابن الزيات في الكواكب السيارة .. وغيره .
2ـ وهناك طاقية الشيخ، يعطيها للسيدة التي تعاني الطلق في الولادة، ويلبسها من يعاني الصداع والشفاء سريع، هذا ما يؤكده الشيخ البتنوني في مناقب الشيخ الحنفي صاحب الطاقية المبروكة.
3ــ والشيخ المبروك إذا مات وبدءوا في تغسيله أصبح ماء غسله دواءاً شافياً، وتزاحم الناس على اقتسامه ووضعه في المكاحل ليكون "قطرة" لشفاء العين .. هذا ما يؤكده ابن الزيات في "الكواكب السيارة" عن الشيخ أبي القاسم الأقطع، والشيخ عبد الله الأسمر.
4ــ كما يذكر ابن الزيات في نفس الكتاب أن بئراً في مسجد سكن بن مرة الرعيني بالقرافة كان المصريون يستشفون بمائها، وكل من أصابته الحمى يغتسل من مائها، وظل معروفاً طيلة العصر العثماني ـ تقريباً ـ ببئر سكن ، ويقصده الناس للتبرك والاستشفاء بمائها، حيث تنبع البئر من منطقة مدفون فيها الأولياء الدجالون (.. آسف: المقدسون .. سابقاً ) .
5ـ وبالمناسبة انتقلت هذه الشهرة إلى بئر يوسف بالقلعة، فأشاعوا أنها بئر يوسف عليه السلام، ويذكر الأستاذ أحمد أمين في كتابه " قاموس العادات والتقاليد" أن العوام يزورون هذا البئر للتبرك، وتقصدها النساء للحمل .
رابعا : التطبب بالتراب
والتداوي بالماء أمره يهون.. ولكن هل تُداوي بالتراب .. أمراض العيون ؟ هذا ما أفتى به الشيوخ الدجالون .. والغريب أنه صدقهم الشعب المأفون ..
1ـ يذكر المقريزي في تاريخه "السلوك" في أحداث شهر ذي القعدة سنة 796هـ أن شائعة سرت في القاهرة تقول: إن امرأة طال الرمد في عينيها فرأت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ينصحها بأن تذهب إلى سفح جبل المقطم ـ حيث قبور الأولياء ـ وتأخذ الحصى من هناك وتسحقه وتكتحل بالمسحوق،وأنها فعلت ذلك، وشفيت، يقول المقريزي:" فلم يبق من الناس إلا من أخذ الحصى الذي بالجبل واكتحل به.. حتى أفنوا من ذلك ما يقدر قدره، وأقاموا على ذلك مدة..".
2 ـ والسؤال هنا : من الذي أشاع هذه الدعاية ؟
الإجابة واضحة: حين نعلم أن من أساطير الكرامات للشيوخ التداوي بترابهم ..
ففي مناقب الشيخ المنوفي أن بقرب قبره حفرة فيها رمل طيب يشفي الناس، ويذكر ابن الزيات صاحب كتاب "الكواكب السيارة" أن تراب قبر الشيخ العقيلي "ينفع لحل العقد" وأن من جاء إلى قبر الشيخ أبي الحسن الكحال فأخذ من التراب، ووضعه على عينه وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، وكان حسن الظن والاعتقاد بالشيخ .. فان تراب القبر نافع مجرب شافٍ لمرض العيون.
3ـ وإذا كان التراب "المقدس" دواء للعيون فهو بالتالي دواء نافع لكل الأمراض والشجون.. فالشيخ بنان جاءه شخص مريض، فنصحه بأن يأكل بعضا من تراب قبلة المسجد (التابع للشيخ) ففعل، وشفىّ لوقته، حسبما يقول الشيخ ابن الزيات فى كتابه المشار اليه، ويقول أيضاً أن قبر ذي النون المصري مبروك ومجرب في التداوي وقضاء الحاجات، ولأن الناس تسابقت في الحصول عليه فإن الشيوخ وضعوا شرطاً بتعويض التراب بالمسك، فكل من أخذ درهماً من التراب قام بوضع درهم من المسك مكانه.. ويؤكل ذلك التراب، أو يتكحلون به، أو يعلقونه في حرز.. ويتم به شفاء النفوس والعيون .. (وكله عند العرب صابون).
خامسا : التمائم
1ـ إلا أن التمائم كانت أشد تأثيراً في دنيا الدجل. والحجاب هو التميمة التي تحمي صاحبها وتحجب عنه المكروه. والتمائم الأحجبة كانت لها دنيا رائجة في دنيا الخرافة باعتبارها الروشتة المضمونة والعلاج الأكيد.. ولذلك انتشرت التمائم في تراث العصر المملوكي وحياته الاجتماعية والحربية والسياسية.
2ـ وفي إحدى الفتن والقلاقل المملوكية التي تزعمها الأمير يلبغا المجنون سرت شائعة بأن ذلك الأمير لا تصيبه السهام، يقول المؤرخ أبو المحاسن في كتابه "حوادث الدهور" أن الناس اختلفوا في أمره، فمنهم من يقول انه كان معه هيكل منيع، ومنهم من كان يقول أنه يتحوط بأدعية عظيمة.. أي أن التمائم كانت تحميه من السهام .. ومع ذلك لقىّ حتفه قتيلاً .. ولكن التمائم ظلت حية في عقول الناس..
3 ـ والدليل على ذلك ما جرى في فتنة الأمير الثائر قرقماس المقتول سنة 842هـ، فالمقريزي وأبو المحاسن وابن حجر عاصروا الثورة التي قام بها قرقماس ومقتله ولم يذكروا شيئاً هاماً عن مقتله، ولكن الأساطير لحقت بذلك الأمير بعد مقتله، وسجلها المؤرخ ابن إياس الذي عكس عقلية عصره في القرن العاشر،وهو ينقل أحداث القرن التاسع عن المؤرخين السابقين، ولكن يلونها بتفسيراته واعتقاداته، ولذلك يقول عن مقتل الأمير قرقماس:"إن الضربات كانت تطيش ولا تصيب مقتلاً من قرقماس، لأنه كان في فمه خاتم مرصود، فأخرجوه من فمه وقتلوه"، فما قاله ابن إياس لم يحدث، ولكن ابن إياس يعبر بصدق عن عقلية عصره التي تؤمن بالأحجبة والتمائم، وتفسر من خلالها الوقائع، بل تكتبها على هواها ..
4 ـ ولم يكن ابن إياس وحده هو الذي اعتقد في التمائم والأحجبة .. إذ سبقه إلى ذلك أساتذته المؤرخون والأدباء في القرن التاسع الهجري. فالأديب أبو بكر الأبشيهي المتوفى سنة 850هـ يذكر تمائم تقي الحبوب من التسوس، وهذه التميمة عبارة عن أسطر فيها أسماء الفقهاء السبعة الذين كانوا بالمدينة في عصر التابعين.. ولا ندري ما علاقتهم بتسوس الحبوب ..ولكن ذلك ما ذكره الأبشيهي في كتابه "المستظرف" .
5 ـ والمؤرخ أبو المحاسن يذكر في تاريخه "المنهل" أن الشيخ الفارقاني أصابه رمد في عينه فجاءه هاتف ونصحه بأن يضع قصيدة البردة للبوصيري على عينه ، ففعل ، فذهب المرض، ومعروف أن هذه الأسطورة عن نهج البردة للبوصيري واتخاذها كتميمة كانت ذائعة الصيت، وظل الشيوخ المغاربة يتحايلون بها في شوارع القاهرة حتى قرن مضى من الزمان.
6 ـ ويذكر السخاوي في تاريخه "التبر المسبوك" أن هناك تميمة خاصة برمضان، " وهىّ حفيظة رمضان وهى كالآتي "لا إلاء إلا الأول، يا الله، إنك سميع عليم، محيط به علمك، سيعلمون ـ بالحق أنزلناه وبالحق نزل "، ويقول ذلك المؤرخ الذي كان مستنيراً بالمقارنة بغيره ـ أن الوقت المخصوص لكتابة هذه التميمة هو آخر جمعة من رمضان، والخطيب يخطب على المنبر ، ويقول إنها إذا وضعت في بيت فإنه لا يحترق ولا يسرق، وإذا وضعت في مركب فإنه لا يغرق.
ويذكر أن بعضهم كان يكتبها في المسجد الجامع في آخر جمعة في رمضان، وكان الخطيب وقتها هو قاضي القضاة ابن حجر العسقلاني المؤرخ والفقيه، ولما رأى ابن حجر ذلك الشخص يكتب أصيب بالانزعاج.
7 ـ والإمام السيوطي المتوفى سنة 911 هـ ذكر في مخطوط صغيرة له بعنوان "بلوغ المأرب" أحاديث شاعت في عصره منسوبة للنبي فيها تميمة لطرد الأفاعي، وهىّ "شجه ، قرنية ، بلحة، بحر، قفطا .." وزعموا أن النبي رقىّ بها .. وذكر السيوطي تمائم أخرى نسبها لجبريل وأخرى للخضر عندما يلتقي بالناس في موسم الحج، وعندها يقول كل منهما للآخر هذه التميمة قبل الفراق !!
8 ـ ويذكر السخاوي صاحب كتاب "تحفة الأحباب" أن هناك تميمة مكتوبة على عمود في مشهد زين العابدين بالقاهرة، وهذه التميمة تنفع في شفاء عرق النساء، ويقول "وهذه صورة الأسطر : ا ح ه ب ا ه ع ه ه ا ه ه مرابيه " ، ويذكر تميمة أخرى على عتبة المسجد، وأن من قعد عليها ثلاث مرات كل يوم أربعاء باكر النهار وبه بواسير فإنها تنقطع ..!!
9 ـ ووصلت التمائم إلى كتاب "حياة الحيوان" للدميري المتوفى سنة 808هـ ، وهو أكبر موسوعة علمية عن الحيوانات، ومفترض فيه أنه يقول علماً، ولكنه حشاه بالخرافات.. لكي يؤكد لنا أن الخرافات إذا تحكمت في الإنسان أفسدت دينه وعقله وجسده وسائر نشاطاته .. حتى حين يكتب في علم الحيوان ، فالدميري عندما تحدث عن الجراد يذكر فائدة لطرد الجراد وهىّ "بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدن محمد ، اللهم اهلك صغارهم وكبارهم وافسد بيضهم، وخذ بأفواههم عن معايشنا.. إلخ..".
ـ وفائدة أخرى للشفاء من الصداع تكتب على حروف من خشب، وتدق فيه مسماراً، وتقرأ( وأنت تدق) الآتي :" لو شاء الله لجعله ساكناً، وله ما سكن في الليل والنهار"ثم هذه الأحرف:( اح اك ك ح ع ع ام ح) وهناك تعاويذ أخرى لعلاج الصداع.
ولعلاج الطحال أن تكتب هذه الحروف على قطعة فروة، وتعلقها أسبوعاً على مكان الألم، وهذه صورة الحروف[ ( ا و ا ح ح هم ما مل ملما) (تحد إلى رأي) (18973) صالح صح وصح م صالح دون مانع من أن تنصره وحده..]
وهناك تميمة أخرى للطحال تعلق على العضد الأيسر وهي(481923 ح ح د د صوع) إلخ.
وفائدة لوجع الضروس وهى " وضرب لنا مثلاً ونسى خلقه".. الآية. ويكتب بعدها الآتي: ( محوص سمه ولا حول ولا قوة إلا بالله).
وفائدة لطرد البراغيث وهى أن تقول (25) مرة الآتي أقسمت عليكم أيها البراغيث أنكم جند من جنود الله من عهد عاد وثمود..إلخ، ثم تكنس البيت وتقول(40) مرة:" ومالنا ألا نتوكل على الله.. " الآية.
وأمثلة أخرى للتمائم تعطي حلولاً وعلاجاً لكل شيء.. وبسهولة.. وليذهب البحث العلمي إلى الجحيم..
10 ـ ولذلك فإن القرآن العظيم قد تحول في أيديهم إلى مجرد تعاويذ للدجل ، واستمر ذلك إلى عصر قريب، فالأستاذ أحمد أمين يقول في" قاموس العادات والتقاليد" أن المصريين يعتقدون أن سور القرآن وآياته ليست للدعوة الإسلامية، ولكن لكل سورة خواص، كالشفاء من الأمراض والسعادة ومواجهة الحكام .. وكان المفكر العظيم يصف أحوال العوام والطبقات الشعبية في النصف الأول القرن العشرين، ولم يعش عصرنا، حين انتشر الاحتراف الديني إلى درجة افتتاح عيادات للدجل بالقرآن الكريم، وبكون روادها وزبائنها من المثقفين..
11 ـ ولقد قال كلوت بك عن المصريين في القرن التاسع عشر أنهم يستعملون الأحجبة والتمائم لوقاية أنفسهم من الشر .. والأمثال الشعبية تؤكد ذلك حين تقول : " خذ من عبدالله واتكل على الله.
12 ـ وقد تمكن "عبدالله" من السيطرة على عقولنا وبالتالي فليس أمامنا إلا التمائم والأحجبة لمواجهة العولمة وثورة المعلومات والاتصالات .. ولم يعد لنا إلا أن نكون رقيق القرن الحادي والعشرين، حتى يرضى عنا الشيخ (عبدالله).

اجمالي القراءات 24977