الافلام والاصلاح

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لدي استفسار للشيخ احمد حول الافلام المصرية في فترة الخمسينيات لغاية بداية التسعينيات الى اي مدى تعكس الواقع الاجتماعي للمجتمع المصري في تلك الفترة ،حيث تجد ان هذة الافلام تبرز الكثير من الامور التي تعد انحلال اخلاقى من شرب الخمور الى الزنى الى التعرى والاغراء رغم ان العديد من الممثلين تقرأ عنهم كانوا من حفظة القرأن الكريم ..لماذا لم يكن رفض شعبي لتلك الافلام ، حيث انك لا تجد فيلم مصري في تلك الفترة الا ويحتوى على الاقل مشهدين باوضاع حميمه بل ان احد الافلام سمعت انه احتوى على 365 قبلة !! احد ابطال فيلم ممسكا بكأس خمر ويحتضن البطله ويقول لها " احنا ربنا معنا عشان طيبين "...
آحمد صبحي منصور

بوجه عام أقول :

1 ـ بعض الدراما تقوم ببعض الإصلاح بابراز عيوب المجتمع واقتراح علاجها . كان هذا يحدث بصورة مباشرة وخطابية في الأربعينيات والخمسينيات ، واستمر بعضها بصورة غير مباشرة في قصص تحولت الى أفلام مثل قصص احسان عبد القدوس ويوسف السباعى و عبد الرحمن الشرقاوى و يوسف ادريس ونجيب محفوظ وثروت أباطة ويحيى حقى .

2 ـ أغلبية الدراما تؤلف خصيصا للسينما والتليفزيون ، ومنها ما يقوم بتشريح المجتمع رغبة في إصلاحه ، وأهم مؤلفى الدراما أصحاب الرؤية الإصلاحية وحيد حامد و لينين الرملى .

3 ـ أغلبية منتجى الأفلام يسعون لارضاء الجماهير بإنتاج فاسد يعكس حياتهم المنحلّة . هم مثلا لديهم ( تيمة ) بأن البطل إذا وقع في مصيبة ذهب لكباريه وشرب الخمر وتعرف براقصة ، إتتشر هذا عن المصريين بحيث أصبح هناك إنطباع أن مصر تعجّ بالراقصات وأن المصريين مدمون للخمر . المصريون أقل الشعوب في شرب الخمر ، وأقل بلد فيه حانات وكباريهات ( بالنسبة لعدد السكان ) . من أجل المال يقوم هؤلاء المنتجون بتشويه وطنهم ومواطنيهم دون إهتمام بمعالجة لأمراض المجتمع الحقيقية .

4 ـ بعضهم يقول إن الفنّ هو من أجل الفنّ ، ولا دخل له في الإصلاح . قد ينطبق هذا على الفن التشكيلى والنحت ، وليس على الفن الدرامى الذى يخاطب الشعب ، وعليه أن يقوم باصلاحه وتهذيبه . الدراما من أهم السُبُل فى  الاصلاح ، لأن المشاهد يستغرق فيها مستعدا للتأثر بها .

5 ـ بعضهم يقول إن الاتجاه الاصلاحى في الدراما يُضعفها ويجعل الجماهير تنصرف عنها . هذا وهم تكذّبه الحقائق ، فأكثر الدراما شهرة ونجاحا هي التي تعرّى المجتمع تشرّأخطاءه وتبرز عوراته بصدق ، وتجعل الظالم يلقى جزاءه . وحتى الان فلا تزال أعمال يوسف ادريس ونجيب محفوظ ووحيد حامد ولينين الرملى تجذب الجماهير .

اجمالي القراءات 2754