الشفاعة ( أنا لها أنا لها) .. ويبقى التساؤل قائما؟.

اسامة يس في الثلاثاء ٢١ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أحاول من خلال هذه السطور استعراض بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن الشفاعة، محاولاً ما استطعت أن تكون نتائجي مستخلصة من خلال فهمي الخالص للآيات، ومدى استيعابي لها، وربطها ببعض، دون وصاية من فهم سابق، أو فكرة مسبقة عن ثبوت أو نفي الشفاعة. ثم أختم المقال بسؤال أتمنى أن أجد له جواباً.
1. آيات تنفي الشفاعة نفياً مطلقاً :
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة آية 48:
(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ).
• هنا النفس لا يقبل منها شفاعة ( وساطة للغير). أي هي تجادل عن غيرها.
ويقول تعالى في سورة البقرة آية 123:
( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون )
• بينما في هذه الآية لن تنفعها ( وساطة الغير).
والتحذير في الآيتين مطلق أنه في هذا اليوم لا وساطة ولا شفاعة من غيرك لك، أو منك لغيرك . والآيات تتحدث في العموم عن( النفس) أياً كانت ملتها ومعتقداتها وما تؤمن به.

2. آيات تثبت الشفاعة استثناء : يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة آية 255 :
( الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )
• لا شفاعة إلا بعد أن يؤذن للشفيع.
ويقول تعالى : في سورة مريم آية 78:
(لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا )
• لا يملك أحد الشفاعة الا من اعطاه الله هذا الحق .
ويقول تعالى في سورة يونس آية 3 :
(ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون )
• مرة أخرى لا شفاعة إلا بعد أن يؤذن للشفيع.
الآيات الثلاث تثبت الشفاعة استثناء ً بإذن من الله للشفيع، نلاحظ / إلا/ فنفي الشفاعة في المطلق عاد هنا ليكون باستثناء .
آيات تنفي الشفاعة عن الكافرين:
يقول تعالى في سورة البقرة آية 254:
(يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الأنعام آية 70 :
( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون )
ويقول تعالى في سورة غافر آية 18 :
(وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)
الآية الاولى تنفي الشافعه وتختتم ( والكافرون هم الظالمون) وفي سورة الأنعام (بما كانوا يكفرون ) وفي سورة غافر ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ).
نلاحظ أن الكافرين هم الظالمون.

فإذا كان النفي المطلق يعطي دلالة على الحالة العامة التي يجب على كل إنسان أن يعلمها ويعيها فلا يركن لشفيع يشفع له، فكل نفس بما كسبت رهينه، وكل انسان طائره في عنقه، وآيات النفي التي تنفي الشفاعة عن الكفار وأن يشفع لهم أحد في المطلق، أو من كانوا يتوهمون بشفاعتهم ، ويكون الاستثناء- حسب آيات الإثبات - للمؤمن في المطلق أي من أتى الله بقلب سليم موحد به.
فيكون السؤال الذي أشم فيه رائحة المكر الذاتي، وهو يؤكد أن رواسباً سلفية مازلت متربصة بي، تحاول أن تطفو على السطح ما وجدت إلى ذلك سبيلاً ، مع التنويه الضروري أني لا أهدف من وراء السؤال بحق إلا المعرفة اليقينية التي تقوم على برهان قاطع ثابت / ليكون السؤال هو إذا كان الله جل وعلا اثبت الشفاعة بعد إذنه / أو لمن اتخذ عنده عهدا/ بنص ظاهر الآيات دون تأويل / ألا يكون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الشافعين؟

ملحوظة هامة : طالبني الدكتور أحمد صبحي منصور ان اعود لمقاله ( الآيات المحكمات والآيات المتشابهات فى دراسة عملية لموضوع الشفاعة)

وبالعودة للمقال المذكور وجدت اجابة شافيه على السؤال أعلاه ، لكن تبقى لي عدة أسئلة هامة أرجو أن أجد اجابة عنها من القراء الكرام، علماً بان الدكتور احمد صبحي قد اشار انه سيأتي تفصيلات اخرى عن هذه الأسئلة في مقال قادم له.

والأسئلة الجديدة هي :

 اذا كانت الشفاعة من الملائكة / بالعمل/ وهي تحت بصيرة من الله وأمره ورضاه ...
فهل يعني ذلك أن مفهومنا لكلمة الشفاعة نفسه مختلف .. بمعنى هل الشفاعة لا تنعي الوساطة.. بمعنى آخر .. اذا كانت الملائكة ستشفع للذي عمل صالحاً.. فماذا قدمت له.. فهو داخل بعمله ... اقصد ما فائده شفاعتها ... ؟؟
او اذا كان الدور الذي ستقوم به محض شهادة على الاعمال .. اي اعمال الانسان .. فهل هذا يدخل في معنى الشفاعة..؟
ولكم مني خالص الشكر... والتحية

اجمالي القراءات 21541