الفرقة الناجية والشرك بالله

محمد فادي الحفار في الأربعاء ٠٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

إخواني وأخواتي القرآنين والمفكرين والعقلاء من أبناء جلدتي بني الإنسان أقول :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طالعت بعض المواضيع في منتدانا الكريم هذا وسائني ماجاء فيها أيما اساءة من سلفية تكفيرية للغير ملئها العنصرية ...
ولن أذكر اسماء معينة هنا لأشخاص أو مواضيع لاترقى لأن تكون من أهل من القرآن الكريم وانما سأدخل بالموضوع مباشرة والله ولي التوفيق ...
وعليه
نعلم جميعنا اخوتي واخواتي في الله بأن بعثة المصطفى ( ص ) كانت للناس كافة وكانت رحمة للعالم&ie;ين بما جاء به من كلام تطرب له الروح التواقة للعودة الى مصدرها والذي هو كلام الله سبحانه وتعالى وقرآنه العظيم .
اذا
كيف تكون بعثته للناس كافة وكيف يكون هناك اناس في بعض بقاع الأرض لم يسمعو بهذا الكلام أو هذا القرآن العظيم وربما لايعلمون ايضا بوجوده ...
الموضوع بسيط جدا أخي الكريم ...
فقد كان بيني وبين أحد الإخوة المسيحين الكرام صاحب كتاب ( المسيحية بدون هذيان ) جاء فيه التالي من طرفه يقول لي :

زميلي العزيز اذا كنت تذكر مسلسل صح النوم وابو جاسم بياع الخيار عندما قال عن نفسه (انا مثل الزبدية الصيني منين ما طئيتى بترن ) وهكذا القرآن لانه لا يحدد منهج ثابت , بل هو يتقلب من حال الى حال بحيث ستجد به كل الاحوال , وكل انسان يستطيع ان يتخيل نظريته ويثبتها من القرآن , لذا تجد من يبحث عن السماحة والكرم سيجدها ومن يبحث عن الاجرام والعنف سيجده ومن يبحث عن الامان والثقة سيجدها ومن يبحث عن استباحت اعراض وارواح واموال الناس سبجده وسبق ان ادرجت لك عدة اشكال واوصاف من خلال الايات القرآنية لروح الله مثلا فتجد من اراد ان يعتبر روح الله ملاك سيجد الدليل ومن اراد ان يعتبرها انسان سيجد الشاهد وان شئت تجعلها مخلوقة او خالقة وهلما جر .
لذا زميلي العزيز انت انسان مفكر مميز فلو استطعت ان تتحرر من عبودية الموروث انا اثق انك ستغير من فلسفة الخلق والخالق اكثر من الذي تستقي معلوماتك منه . ارجو ان يتسع صدرك لما كتبت وان لا تعتره تهجم او عنصرية .

فكان جوابي عليه على النحو التالي :
ان عظمة القرآن الكريم أخي تكمن في أنه مثل الزبدية الصيني كما وصفته .....
ولو أنك أدركت هذا لأدركت الحكمة العظيمة لله سبحانه وتعالى .
فالقرآن الكريم أخي الفاضل قد تنزل من عند الله سبحانه وتعالى حامل معه العدل والسلام للجميع عندا يرى كل واحد منا وجه عقيدته بين طياته مما جعلني أطلق على نفسي سابقا لقب المؤمن بجميع العقائد .
فقد قال الله فيه لكل الأمم بأنهم جميعا على الطريق الصحيح في عبادتهم لأنه موجود في كل زمان ومكان لقوله تبارك وتعالى :
((( ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ))) البقرة 115
اذا
فإن وجه الله سبحانه وتعالى موجود في كل شيئ وفي كل مكان بين المشرق والمغرب وعبادتك له تكون صحيحة أينما كنت وكيفما كانت إن كنت تريد بها وجه تبارك وتعالى .
فوجه الله تبارك وتعالى إن كنت راغب في رؤيته فستراه حتما من خلال الخير وحده ولان تراه ابدا من خلال الشر مما يجعلنا نتفكر أولا ماهو الخير بالنسبة لنا والذي قد يكون شر بالنسبة لغيرنا مما يدفعنا بإتجاه العدل والذي هو أعظم موازين الله سبحانه وتعالى بعد رحمته التي وسعت كل شيئ .
وعليه ...... فقد صادق تبارك وتعالى بقرآنه الحكيم على صحة جميع العقائد إن كانت ابراهمية أو غيرها بقوله :

((( وامنو بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولاتشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ))) البقرة 41

فالقرآن الكريم كما تعلم عزيزي تنزل من عند الله سبحانه وتعالى لكافة البشر .
أي أنه نزل مصدقا لما مع البشر جميعا ..
فهو قد تنزل لما هو موجود من كتب حتى مع البوذين وغيرهم ....
وأهم مافي الأمر أن تعي القرآن الكريم جيدا لتعلم بأنه جاء مصدق ( بمعنى ختم الصلاحية المعتمد من الله ) لكل ماأنتجه العقل البشري من طرق للعبادة تريد وجه الله بالإحسان والخير من أنها جميعها صحيحة كونه موجود في كل مكان وزمان وكون كل شيئ صنعته وهو أحسن الصانعين تبارك وتعالى وبحيث وضع من روحه في صنعه لينتجه بأحسن صورة , كما نقول نحن عن الفنان المبدع والذي أنتج لوحة فنية رائعة بأنه قد وضع فيها روحه حتى ظهرت بهذا المظهر الرائع .
وعليه ... فإن أهم مافي الأمر هو أن لاتكون من المتعصبين لما معك من علم من أنه يحمل الحقيقة المطلقة التي لاتكون لغير الله سبحانه وتعالى كونه هو المطلق وكوننا نحن فكرة من بين الأفكار وماكان لها في يوما من الأيام أن تبلغ الكمال لأن الكمال لله سبحانه وتعالى .
اذا
فعليك أن تختر بين أحد الحزبين .. حزب الله والذين يردون وجه الله سبحانه وتعالى في علمهم وعملهم ... وحزب الشيطان والذين يردون وجوههم الشخصية في علمهم وعملهم .
وأما حزب الله فهم يعلمون بأن العلم كله لله سبحانه وتعالى ولايكفرون أحد مهما كان ولا يدعون بأنهم على صواب وغيرهم على خطأ حتى لايتعدو حدود الله ويشركو أنفسهم معه في ملكه والذي هو الصواب المطلق والحكمة الشمولية وبحيث تراهم يقولون لكم ( قد تكون على صواب ... الله أعلم ... لكم دينكم ولي دين بأن تؤمنو بما أنتم عليه وأؤمن بما أنا عليه ) .
وأما حزب الشيطان فترهم متعصبون متحجرو القلوب يدعون بأنهم على حق وغيرهم على خطأ ويصفون أنفسهم بأنهم الفرقة الناجية أصحاب الجنة من دون الناس وكأنهم قد كتبو عهد مع الله على هذا وهم الكاذبون , وتراهم يقولون لكم ( أنتم على خطأ .... إتقو الله ياكفار ... هذا مخالف لكلام الله ... نحن على صواب وأنتم على خطأ ) ...
وبهذا فهم يشركون أنفسهم بجهل وكبر مع الله سبحانه وتعالى من أنهم الفرقة الناجية التي ملكت المعرفة المطلقة بمجرد أن كفروك ...
إذا
فإن كل مكفر لغيره هو جاهل مشرك لنفسه مع الله سبحانه وتعالى بمعرفة ماكانت لتكون له أبد ..
فقد يكون هذا الذي تكفره خير الناس وأتقاهم وإن كان بوذي العقيدة لقوله تبارك وتعالى :
((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ))) الحجرات 13
فالذي خلقنا وجعلنا شعوبا وقبائل مختلفة التوجهات والعقائد هو الله سبحانه وتعالى ...
ولن يحاسب الله جعلته على جعلها التي هي عليه وهو جاعلها .
كما وأن أكرمنا عنده هو أتقانا وليس بالضرورة أن يكون على أي من العقائد الإبراهمية لقوله ( أكرمكم أتقاكم ) .
فالتقي هو المؤمن بما هو عليه من جعل الله سبحانه وتعالى له بما هو عليه من جعلة وحالة .
وقد جعلني الله سبحانه وتعالى محبا للعدل ناسكا في محرابه ليكون هو غايتي وهدفي من إدراكي لجعلتي التي جعلني الله سبحانه وتعالى عليها .
وأما المتعصبون المنافقون المشركون الذين يردون رؤية وجوههم مع وجه الله الكريم والعياذ بالله منهم ومن شرور أنفسهم فصدقني بإنك ستراهم في كل العقائد والتوجهات الفكرية ..
فهناك متنور يهودي وهناك متعصب يهودي
وهناك متنور مسيحي ومتعصب مسيحي
وهناك متنور بوذي ومتعصب بوذي
بل حتى هناك متنور ملحد ومتعصب ملحد ...
ونحن أبناء النور من جميع العقائد نبحث عن اخواننا اللذين هم منا وان اختلفت توجهات لأن الله سبحانه وتعالى هو رب جميع الوجهات والإتجاهات بجعلها وجعلنا نؤمن بها ...
وأما الآية الكريمة التي تقول :

((( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر امسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ))) البقرة 144

فصدقني بإنها ليست حجة من أنها الوجهة الوحيدة الصحيحة دون سوها فهي تحدث عن نفسها .
فالله سبحانه وتعالى يصف حال المصطفى ( ص ) النفسية هنا من حنينه لأرضه التي أخرج منها ويقول له .. أنا أعلم أيها أحب الوجهات الى قلبك يامحمد ... وأعلم أين يكمن رضى نفسك ... وعليه ( فلنولينك قبلة ترضها أنت يامحمد ) وحتى إن كانت بيت مصنوع من الحجر لأنني في كل مكان وزمان ولاتحدني وجهة من الوجهات ...
اذا
فهي القبلة التي أحبها المصطفى ( ص ) وارتضاها لنفسه ...
وبما أننا نحن القرآنين نعشق من أنزل القرآن الكريم ونعشق من نطق لسانه به فإننا إرتضيناها لإنفسنا قبلة ووجهة بما ارتضها الحبيب لنفسه رغم يقيننا بأن المولى سبحانه وتعالى في كل مكان لإنه رب المكان والزمان ورب الوجهات جميعها .
إذا
فهناك مؤمنون من جميع الملل والعقائد والتوجهات الفكرية من غير عقيدتنا وماكان لنا أن نكفرهم بأي حال من الأحوال طالما أنهم يحاوروننا بالعلم والمنطق السليم الذي يقبله العقل ويبحثون من خلاله عن الحب والعدل والسلام والإخاء بين بني البشر لأن السلام هو ماإرتضاه المولى سبحانه وتعالى لنا ....
وهناك مشركين من جميع الملل والعقائد والتوجهات الفكرية وسماتهم واضحة بماهم عليه من تعصب لأفكارهم والتي يرون فيها الحقيقة المطلقة وبحيث يكفرون من هم ليسو منهم ويبيحون دمائهم الزكية , وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقعد لهم كل مقعد لنظهر فيه شركهم وادعائهم الباطل أمام جميع الناس حتى يصبحو فرقة منبوذة محتقرة من الجميع علهم يعودون عن هذا الإفك العظيم ....

((( فاذا انسلخ الاشهر الحرام فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابو واقامو الصلاة واتو الزكاة فخلو سبيلهم ان الله غفور رحيم ))) التوبة 5

والحديث عنهم يطول
والحديث عن الصلاة التي لاتعرفونها حق المعرفة من أنها صلة بين العبد وربه يطول .. كما وأن الحديث عن المساجد يطول أيضا وبحيث أنكم تعمرون مساجد من الحجر وتتفنون بها من رخام ونقوش وغيرها ونسيتم المساجد الحقيقية والتي من الواجب عليكم إعمارها وهي أنفسكم التي تحتاج للإعمار بالحق والأخلاق والعدل سيدها ...
بإنتظار مداخلتكم والله ولي التوفيق .

أخوكم القرآني الموحد محمد فادي الحفار .

اجمالي القراءات 12143