المقدمة :
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد :
فإن الباعث على كتابة هذه الرسالة هو ما لوحظ من زيادة نشاط الرافضة للدعوة إلى مذهبهم في الآونة الأخيرة على مستوى العالم الإسلامي، وما لهذه الفرقة من خطر على الدين الإسلامي وما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين عن خطر هذه الفرقة، وما في عقيدتها من شرك وطعن في القرآن الكريم و في الصحابة - رضوان الله عليهم- وغلو في الأئمة، فقد عزمت على كتابة هذه الرسالة والإجابة على ما يشكل من أمرها بطريقة مختصرة اقتداءً بشيخنا العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين- حفظه الله -في كتابه (( التعليقات على لمعة الاعتقاد)) ونقلاً من كتب الرافضة المعروفة والمشهورة عندهم، ومن كتب أهل السنة من أئمة السلف و الخلف الذين قاموا بالرد عليهم وبيان فساد عقائدهم المنحرفة القائمة على الشرك والغلو والكذب والسب والشتم والطعن والتجريح.
ولقد حاولت في هذه الرسالة القصيرة و المتواضعة إدانتهم من خلال كتبهم ومؤلفاتهم المعتمدة عندهم كما قال الشيخ إبراهيم بن سليمان الجبهان - حفظه الله - :
(( من فمك أدينك أيها الشيعي))
وفي الختام أسأل المولى جل وعلا أن ينفع بها أولي الأبصار كما قال تعالى: ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)سورة ق الآية27
---------------- وكتبه عبدالله بن محمد السلفي ------------------
متى ظهرت فرقة الرافضة؟
نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه (عبدالله بن سبأ) ادّعى الإسلام، وزعم محبة آل البيت، وغالى في علي - رضي الله عنه - وادعى له الوصية بالخلافة ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها.قال القمي في كتابه (المقالات والفرق) (1) : يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي و رجعته وأظهر الطعن على أبي بكر و عمر و عثمان و سائر الصحابة، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) (2). وكما قال به الكشي في كتابه المعروف (رجال الكشي) (3) . والاعتراف سيد الأدله، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة.
قال البغدادي : (( السبئية أتباع عبدالله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله )).
وقال البغدادي كذلك : ((وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند اهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم)).
وذكر الشهرستاني عن أبن سبأ أنه أول من ظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه - وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة ، ثم ورثت الشيعة فيما بعد، رغم اختلافها وتعدد فرقها، القول بإمامة علي وخلافته نصاً و وصية، وهي من مخلفات ابن سبأ وقد تعددت فيما بعد فرق الشيع وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال.
وهكذا ابتدعت الشيعة القول بالوصية والرجعة والغيبة بل والقول بتأليه الأئمة (4) اتباعاً لابن سبأ اليهودي.
لماذا سمي الشيعة بالرافضة؟
هذه التسمية ذكرها شيخهم المجلسي في كتابه (البحار) وذكر أربعة أحاديث من أحاديثهم(1).
وقيل سموا رافضة، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين، فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال : هما صاحبا جدي بل اتولاهما، قالوا : إذا نرفضك، فسموا رافضة، وسمي من بايعه ووافقه زيدية(2).
وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر(3) .
وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين(4).
إلى كم تنقسم فرقة الرافضة؟
جاء في كتاب دائرة المعارف أنه (( ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد كثيراً عن الفرق الثلاث والسبعين المشهورة)) (1).
بل جاء عن الرافضي مير باقر الداماد (2) أن جميع الفرق المذكورة في الحديث، حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، هي فرق الشيعة وان الناجية منهم فرقة الإمامية.
وذكر المقريزي ان فبرقهم بلغت (300) فرقة (3).
وقال الشهرستاني : (( إن الرافضة ينقسمون إلى خمسة أقسام : الكيسانية والزيدية والإمامية والغالية والإسماعيلية)) (4).
وقال البغدادي: (( إن الرافضة بعد زمان علي - رضي الله عنه - أربعة أصناف زيدية وإمامية وكيسانية وغلاة )) (5). مع ملاحظة ان الزيدية ليست من فرق الروافض باستثناء طائفة الجارودية.
ما عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة؟
البداء هو بمعنى الظهور بعد الخفاء، أو بمعنى نشأة رأي جديد. والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله.
جاء عن الريان بن الصلت قال: (( سمعت الرضا يقول : ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله البداء)) (1). وعن أبي عبدالله أنه قال : (( ما عُبد الله بشيء مثل الباء )) (2). تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.
انظر أخي المسلم كيف ينسبون الجهل إلى المولى سبحانه و تعالى وهو القائل جل وعلا عن نفسه : ( قل لا يعلم من في السموات و الارض الغيب إلا الله ) (3). وفي المقابل يعتقد الرافضة ان الأئمة يعلمون كل العلوم و لاتخفى عليهم خافية.
هل هذه عقيدة الاسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.
ما عقيدة الرافضة في الصفات؟
وكان الرافضة أول من قال بالتجسيم. وقد حدد شيخ الاسلام ابن تيمية من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم(1). وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبدالرحمن القمي، وأبو جعفر الأحول(2).وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الاثنا عشرية، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له سبحانه، فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول أنه تعالى (( لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا كيفية، و لاحركة ولا انتقال، و لاشيء من صفات الأجسام وليس حساً وة جسمانيا ولا صورة)) (3). فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
كما أنهم ينكرون نزول الله جل شأنه، ويقولون بخلق القرآن، وينكرون الرؤية في الآخرة، جاء في كتاب (بحار الأنوار) أن أبا عبدالله جعفر الصادق سئل عن الله تبارك و تعالى : هل يرى يوم المعاد؟ فقال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية والله خالق الألوان والكيفية.
بل قالوا : لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده، كما جاء عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب ( كشف الغطاء ) (ص 417) علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب و السنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى :( وجوه يومئِذٍ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) (4).
ومن السنة ما جاء في صحيح البخلري ومسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال : كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال : (( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته ))(5).
والآيات و الأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها(6).
ما اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا الذي تعهد الله بحفظه؟
إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيع يقولون إن القرآن الذي عندنا ليس هم الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل غير وبدل وزيد فيه ونقص منه. وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه ( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)(1).وقال محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) تحت باب ( أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة) : (( عن جابر قال : سمعت أبا جعفر يقول ما أدعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الأئمة من بعده)).
وذكر أحمد الطبرسي في ( الاحتجاج ) و الملا حسن في تفسيره (الصافي) (( أن عمر قال لزيد بن ثابت : إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين و الأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر : ما الحيلة؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر : ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك.
فلم استخلف عمر سألوا علياً - رصي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن قيحرفوه فيما بينهم فقال عمر : يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه و لا تقولوا يوم القيامة (إنا كنا عن هذا غافلين)(2). أو تقولوا : (ما جئتنا)(3). إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه ))(4).
ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملا بعقيدة التقية، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت أنهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به ولكن لا يحبون أن تثرو الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.