سقوط مبارك مرهون بسقوط أقسام الشرطة

محمد عبد المجيد في الخميس ٠٢ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

وأخيرا ظهر ذعر النظام عندما علم أن يوم الغضب تحول إلى أيام الغضب وأن شباب 6 ابريل لن يعودوا إلى أحضان أهلهم قبل أن تحلق طائرة الطاغية مبارك من مطار شرم الشيخ طالبا اللجوء السياسي في أي مكان.
والأخبار من الداخل تشير إلى تخلص ضباط الشرطة من أدوات التعذيب والحرق والنفخ خشية أن يقتحم المتظاهرون الغاضبون أقسام الشرطة ويصادروا أدوات التعذيب والقمع.

التكتيك الجديد لشباب 6 ابريل أصاب زبانية النظام بالهلع، فأبطال مصر الجدد . وزهور المستقبل وفرسان مصر العظيمة يؤكدون أنهم لن يسقطوا في فخ الأمن الذي يحيط بالميادين العامة، ويغلق المنافذ، ويترك أقسام الشرطة خالية، لكن اليوم الموعود لبدء سقوط المجرم الكبير سيبدأ مما أطلق عليه ( الشرطة في خدمة المواطن ) فإذا بها في خدمة أفسد طغاة العصر لسبعة وعشرين عاما.

عندما يحيط عشرات الآلاف بأقسام الشرطة فلن يتجرأ ضابط واحد أن يعتقل برعما من براعم هذا الوطن الطاهر، وهنا ستكون المفاجأة وهي اكتشافنا أن هناك آلافا من الضباط الشرفاء الذين كانت التعليمات تأتيهم بممارسة كل أنواع المهانة واذلال الكرامة للمصري، فظلوا يمتنعون أملا في سقوط مرتقب لنظام الفجور والظلم.

حتى لا تدخل عصا في موضع العفة منك ..

حتى لا يُخَيّرك ضابط الأمن بين الاغتصاب من مخبر جلف أو من مسجل خطر ..

حتى لا يعلقك من قدميك وتصاب والدتك بالشلل، وينهار والدك، وتشعر بأنك حشرة في عهد فرعوننا المتحجر القلب ..

فليس أمامك إلا هذا الحل، أي التوجه في 6 ابريل إلى أقرب قسم شرطة لمكان وجودك، وهناك ستجد آلافا من شباب مثلك وقد أحاطوا بالقسم ومنعوا الدخول والخروج، فإذا كان مأمور القسم من الشرفاء فسيخرج طالبا الانضمام إلى أهله وشعبه وأبنائه، وإذا كان من ضباط التعذيب وحماة الطاغية فلن يستطيع أن يؤذي أحداُ في يوم تحرير مصر.

أقسام الشرطة ليست في القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية وبورسعيد وبنها وطنطا والمحلة الكبرى فقط، لكنها في صعيد مصر وريفها، ولن يحتاج الأمر لتنسيق، وتجمع في مواعيد مختلفة، واغلاق الطرق، واصطياد الشباب في الميادين.

قائمة العار ينبغي توزيعها وهي تشمل زبانية الرئيس وأصدقاء ابنه وكبار الضباط المعروفين بقسوتهم ووحشيتهم وتاريخهم الدموي مع أبناء الشعب، ويمكن لكل شاب أن يحمل معه الموبايل، ويلتقط صورا لأي انتهاكات أمنية ضد الغاضبين.

مصر في أيام الغضب أكثر أمانا، ومهمة الغاضبين الشباب الحفاظ على ممتلكات أبناء وطنهم، وأي تجاوز ولو كان قذفا بحجرة صغيرة على ممتلكات خاصة أو احراق سيارة أو أو الاعتداء على منشآت عامة فهو عمل معاد لمصر والمصريين.

مبارك سيكون هاربا في شرم الشيخ مع أسرته، وربما يجري اتصالات بالسفيرين الأمريكي والاسرائيلي لتأمين سفره. الجيش سيكون أمام امتحان لا يقل عن عبور أكتوبر العظيم، إما أن يدوس على مبارك وحينئذ سنقبل الأيادي الطاهرة لأبطال العبور الشرفاء، أو يختار الانحياز لسفاح مصر وعصابة اللصوص والقتلة، وهو كابوس لا نحب أن نفترضه الآن.

مطالب المصريين ليتوقف غضب شباب مصر بقيادة شباب 6 ابريل :

* انهاء فوري لحكم أسرة مبارك، وتقديمه للعدالة إن لم يهرب قبلها.

* الافراج عن جميع معتقلي الضمير وفي مقدمتهم مجدي أحمد حسين وأحمد دومة وأكثر من أربعين ألفا في سجون ومعتقلات الطاغية الفاجر.

* انضمام الشرطة والأمن إلى الشعب، وحينئذ يصدر عفو شامل، وتظل هيبة ضباط الأمن كما هي، ويتم استثناء كل الذين مارسوا التعذيب والوحشية والضرب، أما الاغتصاب فهي تهمة لا تسقط بتقادم الزمن.

* ينبغي أن يظل الاحترام لضباط الأمن قائما، ويقوم المتظاهرون بشرح جرائم مبارك، وأنه عدو لهم أيضا وليس عدوا لنا فقط.

نظام تشاوشيسكو الذي سقط في بوخارست خلال نصف ساعة بعدما كانت الجماهير تهتف باسمه أمام القصر، فهتفت ضده عندما خرج شجاع من بينها فتسللت الشجاعة في لمح البصر إلى أجسادهم وأرواحهم وقلوبهم، لم يكن أضعف من نظام مبارك، وكل هؤلاء الكبار من الرئيس وأسرته ووزرائه وأصحاب النياشين وحيتان المليارات من أموال مصرنا سيسقطون أمام شعبنا وشبابنا، وسيذرفون الدموع، وسيلعن كل واحد منهم رئيسه وقائده والأعلى منه رتبة أو منصبا.

* رائع أن يكتشف شبابنا أصحاب ذكاء المصري العاشق لوطنه أن يوم الغضب هو خدعة للتنفيس عن الكبت، لينام المصريون عاما آخر ويستيقظوا ليوم واحد في ابريل، أما الآن فكل الشباب أجمعوا أن لا عودة إلى البيت قبل أن ينهار نظام العفن والدموية والانحياز للعدو والتآمر على دور مصر لتصغيرها وتحجيمها.

كان رد شباب 6 ابريل مسمارا في نعش النظام عندما تم نشر ( كشف حساب تاريخ مبارك) فإذا بإبليس لو حكم مصر كان أرحم علينا من الطاغية حسني مبارك.

* لا تكترثوا لامتناع حزب أو جماعة سياسية أو دينية أو جبهة أو تجمع أو حركة عن المشاركة، فأيام الغضب شبابية، وكبار رجال الوطن لم يغضبوا لأكثر من ربع قرن، وعليهم أن يتركوا لزهور الوطن مهمة التغيير واثبات أن شباب مصر لا تزال الروح فيهم.

أقترح أن يقرأ كل شاب لنفسه وعلى مسامع أهله ( كشف حساب تاريخ مبارك ) الذي نشرته حركة شباب 6 ابريل ليظل جهازه العصبي ملتهباً وقادرا على الغضب من 6 ابريل حتى يهرب مبارك قبل عيد ميلاده المشؤوم الواحد والثمانين في 4 مايو.

مرة أخيرة ...

غياب زميل لك مسؤولية جماعية، ويجب أن يختفي القبضايات والفتوات من المسجلين خطرين من كل الشوارع والحواري والأزقة، وإذا اندسوا بينكم وضربوا شابا فعليكم بالدفاع عنه بكل ما أوتيتم من القوة والعدد.

لا تنصتوا لمن يتحدث بسوء عن أي جماعة دينية أو طائفة أو أصحاب مذهب أو فكر معين أو يتهم الاخوان المسلمين أو الأقباط أو السلفيين أو الشيوعيين أو العلمانيين أو اليساريين أو الناصريين أو الوفديين أو أقصى اليمين أو أقصى اليسار ، فالاتهام خلال أيام الغضب مصالحة مع النظام ، واضعاف لثورة الشباب وانحياز للطاغية.

المطلوب الآن من قيادة شباب 6 ابريل تحديد الوقت بالضبط للاندفاع صباح السادس من ابريل ناحية أقرب قسم شرطة في طريقك.
الخسارة .. الخسارة .. الخسارة في الاحتماء بالبيت أو حرم الجامعة أو المسجد أو الكنيسة أو المصنع، فالثورة الحقيقية في الشارع ، وقوتكم لن يعرفها مبارك وأنتم في أماكن مغلقة، ولن ترصدها وكالات الأنباء، ولن يخيف الاضراب الداخلي أصغر ضابط أمن، لكن خروج مصر كلها متوجهة إلى أقسام الشرطة سيعجل في سقوط مبارك.
أيها الشباب ..

ألم يأن الوقت أن نقوم بتقبيل أياديكم الطاهرة التي أنقذتنا من لسعات سوط الطاغية على ظهورنا؟

نور عيوننا ..

شعار ( خليك في البيت ) كلمة حق ستساند ربما عن حسن نية الباطل، ولو جلس أربعون مليونا من المصريين في بيوتهم فلن تهتز شعرة في رأس مبارك، فالانتصار يعلنه الشارع، وقوة شبابنا ليست في غرف النوم لكنها على أرض مصر الطاهرة حيث يتواجد حماة النظام.
إذا انفضت الانتفاضة الطاهرة والشبابية في نفس اليوم فلن تقوم لشباب مصر قائمة، والنظام المجرم يستطيع أن يتحمل يوم غضب واحد في كل عام، ونتوهم نحن أننا انتصرنا.
النصر الوحيد المعترف بها سماوياً هو هروب هذه الأسرة الارهابية من مصر أو القبض عليها وتقديمها للعدالة.
أنتم أمام أهم اختبار في تاريخ مصر الحديث: إما أن تطبعوا قبلة على جبين أم الدنيا ونعتذر جميعا أننا تركنا مصرنا الحبيبة يعبث بها ويدمرها وينهبها هؤلاء الأوغاد لسبعة وعشرين عاما، أو نحتفل بانتصارات وهمية لأن عدة آلاف تمكنوا من الخروج للشوارع لخمس أو ست ساعات يصيحون فيها، ثم يبدأ الأمن في اصطيادهم صباح اليوم التالي.
هذه المرة تختلف عن كل المرات السابقة، فشروط النصر متوافرة، وانتفاضة الغضب حول أقسام الشرطة في كل شبر من أرض مصر ستعجل في سقوط مبارك.
لأول مرة يرتعد نظام الطاغية عندما علم أن أيام الغضب مستمرة حتى سقوطه.
يوم واحد هو هزيمة، وعدة أيام هي النصر المشرّف وتحرير مصر نهائيا.
أشعر بنسمات الحرية وهي تهب علينا مع ركوع أشرار الحكم ورجال مبارك وسارقي خيرات بلدنا وساديي الأمن يطلبون منكم العفو والصفح عما أرتكبوه من جرائم سيقول كل منهم عن نفسه بأنه ( عبد المأمور )!
إنني أقترح على أحبابنا شباب 6 ابريل الصيغة التالية لملايين من رسائل المحمول التي سينقلها كل مصري إلى من يعرفه، ولنبدأ في ارسالها من الآن قبل توقف عمل شبكات الانترنيت والمحمول:
توجه إلى أقرب قسم شرطة لتلتحق بآلاف من الغاضبين صباح 6 ابريل. لا تعد إلى بيتك قبل سقوط مبارك.
أكاد أسمع صيحات النصر وزغاريد الفرح وأرى أعلاما مرفوعة يجوب بها براعم الوطن لتعلن أخيرا انتصار المصريين ..

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 13226