بين نكد الأخوان وظلم الحكام

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بين نكد الأخوان وظلم الحكام

ولهذا يجب اختبار فكر الإخوان المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث أنه نشأ هذا الفكر على بناء دولة يقام أو يطبق فيها شرع الإسلام كما يريد كل من يعتنق هذا الفكر، وظلت السعودية التي هي بلد المنشأ للإخوان المسلمين تدعمهم في كل مكان وإلى الآن، ولم ينجحوا ببناء دولة على الشريعة كما يحلم بها الأخوان إلا أن الأخوان المسلمين ساخطين على دولهم وعلى الدول الأخرى في كل شيء، منذ ظهور ما يعرف بالإخوان المسلمين، ولم يقدموا شيئاً جديداً إلا الصدام بين الأنظمة وخاصة في الدول الإسلامية التي هي في نظر الأخوان حكومات غير شرعية، فتضطر هذه الدول والأنظمة باحتجاز أو سجن الآلاف من الأخوان حتى تقلل من قوة هذا الفكر الغير مرغوب به، فباستمرار يكون هناك مشاحنات ونكد بين الأخوان والأنظمة في الدول العربية، على أمل أن تقوم جماعات الأخوان المسلمين في كل دولة من الدول العربية ببناء دولة الخلافة وهذا النكد والمشاحنات بين الأنظمة والأخوان يكلف الدول مجهود مادي دون جدوى، فتقع الشعوب ضحية بين نكد هذا وذاك، وهنا يجب أن نضع الأخوان المسلمين في اختبار إذا كانوا يريدون دولة يقومون بتطبيق الشريعة الإسلامية وبالطقوس التي تحلو لهم كما يشاءون، إذا كان فعلاً القصد هو الدين حتى يتخلصوا من نكد الشعوب والحكام الرافضين لهذا الفكر الذي لم يحقق شيئاً منذ ظهوره في أي دولة غير الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وبما أن السعودية التي غزت العالم بهذا الفكر وخرج منها إلى كل فج عميق يجب أن تتحمل الجزء الأكبر في احتواء هذا الفكر بمعنى أن تقوم الدولة السعودية وهي قادرة على ذلك ولديها ما يكفي من مساحة لإقامة دولة للإخوان المسلمين في الربع الخالي، وكل دولة من الدول التي يوجد بها جماعة من الأخوان المسلمين تساهم لإتمام هذا المشروع العظيم، ولكن قبل البدء في هذا المشروع يجب إتباع أسلوب متحضر دون تسلط من أي جهة أو إجبار أحد على ما لا يريد من الأخوان، وبالقول لهم هل تقبلون أن تكونن لكم دولة تجمعكم في مكان واحد؟!.. وهنا السؤال المهم والذي كتبت من أجله هذا الموضوع، إذا كانت الإجابة بنعم نريد دولة تجمعنا في مكان واحد، لا يوجد أنسب من منبع هذا الفكر، وإذا قلتم العكس لا نريد فلماذا إذاً السخط على الحكام وعلى كل من يخالفكم الفكر؟!..


وأذكر الجميع أن أي فكر حر ومخلص لوطنه لا يقام على التعداد والتنظيم السري لأصحاب هذا الفكر، ثم هل هنالك إخلاص أو وطنية في السر؟!.. فباعتقادي أن أي جماعة أو تنظيم أو حزب في أي مكان يعملون في الخفاء تحت ستار ما يعد عمل غير مخلص وغير وطني فيتحول إخلاص الأفراد إلى ما ينتمون إليه في الحزب أو الجماعة دون النظر بأن هناك وطن ويجب على الجميع أن يخلصون إليه تحت شعار الوطن للجميع والدين لله، بغض النظر عن الخلاف في المعتقد أو الديانة، الوطن حق للجميع.


وليتخيل معي القارئين والمعاصرين للتاريخ وخاصة تاريخ مصر قبل أن تغزى بهذا الفكر، كانت على قلب رجل واحد بكل ما فيها من طوائف إلى أن جاء الطوفان الفكري لمصر فمزق كل أسرة وكل بيت، هذا ما أدخله الأخوان إلى مصر، فيا ليت أن نسعى جميعاً إلى أن نعيد وحدة هذا الشعب إلى ما كان عليه في الماضي، وإن الماضي الذي كان متوحد فيه الشعب تجاه هذا الوطن ليس ببعيد، ثم ما هو الشيء الذي كان له إيجابية من وراء هذا الفكر لأي دولة غزاها؟!.. هل نهضت أي دولة بالصناعة أو العلم أو بأي نوع من التقدم في أي مجال؟!.. بالعكس إن أتباع هذا الفكر يتمنوا أن يرجعوا بالبشرية إلى ما قبل التاريخ.


رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11318