السنة هي المدة الزمنية التي يستغرقها كوكب أو كويكب لإكمال مدار كامل حول نجمه، مثل السنة الشمسية لكوكب الأرض والتي تبلغ تقريبا 365 يوما، وهي الفترة التي يتم فيها كوكبنا دورة كاملة حول نجمه.
وبالمثل، فإن السنة المجرية هي الفترة التي تدور فيها الشمس لإكمال مدار كامل حول الثقب الأسود الهائل الذي يقع في مركز مجرة درب التبانة على بعد حوالي 28 ألف سنة ضوئية.
سنة المجرة
إن الدوران حول مجرة درب التبانة مرة واحدة فقط يأخذ الشمس ما يقرب من 220 مليونا إلى 230 مليون سنة أرضية، وفقا لكيث هوكينز، الأستاذ المساعد في علم الفلك بجامعة تكساس في أوستن University of Texas at Austin، وحسب ما ورد أيضا بموقع "لايف ساينس" (livescience).
في هذه الحالة، إذا قمنا بقياس الوقت بواسطة "الساعة المجرية" فسيكون عمر الأرض كله حوالي 16 عاما سنة مجرية، وستكون الشمس قد تشكلت منذ حوالي 20 سنة مجرية، وسيصبح عمر الكون تقريبا 60 سنة مجرية.
يقول هوكينز "رحلة النظام الشمسي حول المجرة تشبه مدار الأرض حول الشمس. إلا أنه بدلا من أن تدور حول نجم، فإن الشمس تدور حول الثقب الأسود الهائل الذي يقع في مركز مجرة درب التبانة".
وخلال رحلتها حول مركز درب التبانة فإن الشمس تتحرك بسرعة كبيرة، تقدر بحوالي 230 كيلومترا في الثانية، أي ما يعادل 500 ألف ميل في الساعة (804.672 كلم/ ساعة).
وهذا يمكّنها من الاستمرار في الدوران حول مركز المجرة في شكل دائرة بدلا من الانجذاب نحو الثقب الأسود. وهي أيضا السرعة التي يمكن بها لأي جسم أن يسافر حول الأرض عند خط الاستواء في دقيقتين و54 ثانية.
مكاننا في المجرة
وكما أن سنة الأرض تختلف عن سنة الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية، فإن السنة المجرية بالنسبة للشمس تختلف عن السنة المجرية بالنسبة للنجوم الأخرى في نفس المجرة، وهذا يتوقف فقط على بعد الكوكب أو النجم من المركز الذي يدور حوله. لذا فإن السنة المجرية ليست قياسا ثابتا عبر المجرة.
ويعود هوكينز للتوضيح "يمكننا القول إن سنة المجرة بالنسبة للشمس هي ما بين 220 و230 مليون سنة من سنين الأرض. أما بالنسبة للنجوم الأخرى في المجرة، فإن سنة مجرتها مختلفة".
ويبلغ قُطر المجرة حوالي 100 ألف سنة ضوئية، وتبعد الأرض حوالي 28 ألف سنة ضوئية عن مركزها. ويوضح هوكينز "إذا تخيلت المجرة كمدينة، فإن الأرض في مكان ما بالقرب من الضواحي".
ويضيف "بالنسبة للنجوم التي تدور بالقرب من الثقب الأسود، مركز المدينة، تكون السنة المجرية قصيرة نسبيا". وتابع: أما في الضواحي، حيث يقع نظامنا الشمسي، فتكون سنوات المجرة أطول قليلا.
السنوات المختلفة للكواكب
هذه القواعد نفسها هي التي تتحكم في التباين في طول السنة بين الكواكب. فكلما ابتعدت عن الشمس، زادت سنة ذلك الجسم.
على سبيل المثال، يقوم عطارد، الكوكب الأقرب إلى الشمس، بعمل مدار كامل حول الشمس في حوالي 88 يوما من أيام الأرض. أما كوكب المريخ فسنته تساوي 687 يوما. وكوكب أورانوس، الذي يأتي ترتيبه السابع من الشمس، فيتم دورته حول الشمس كل 84 عاما، وفقا لمعايير الأرض.
ويستغرق بلوتو، الذي لم يعد كوكبا بعدما تم تخفيض رتبته عام 2006، فلديه أطول سنة في مجموعة النظام الشمسي الرئيسية تقدر بـ 248 سنة أرضية، يستغرقها كلها لإنهاء دورة مدارية واحدة حول الشمس.
أما كوكب الزهرة فيستغرق 224.65 يوما للدوران حول الشمس، وهو بنفس حجم الأرض تقريبا. لكن الوقت، الذي يستغرقه لإكمال يوم واحد بدورانه حول نفسه، أطول من الوقت الذي يستغرقه للدوران حول الشمس، وبذلك يكون هو الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يكون فيه يومه أطول من سنته.
وإذا كانت السنة المجرية للشمس تساوي تقريبا 220 إلى 230 مليون سنة أرضية، وإذا عدنا بالزمن إلى الوراء سنة مجرية واحدة، فستكون الأرض مختلفة كثيرا، فلا إنترنت، ولا هواتف محمولة، ولا حتى بشر، وستكون الديناصورات الأولى هي التي تجوب الأرض في ذلك الوقت.